قالت قناة "دويتشه فيله" الألمانية، إنه في حال أصبح حزب الخضر أقوى حزب في انتخابات ولاية هيسن بقيادة طارق الوزير، والمقرر لها الأحد المقبل 28 أكتوبر، فإن هذه النتيجة قد تكون المسمار الأخير في نعش حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
"لا لا هذه ليست صورة لأخي الأصغر"، قالها "الوزير" ممازحًا خارج مقر حزب الخضر الألماني في برلين، حيث كان يقف أمام لوحة إعلانات ضخمة تحمل صورته، وكتب عليها شعار "طارق بدلًا من جروكو" أو طارق بدلًا من الائتلاف الكبير، المكون من حزب أنجيلا ميركل المحافظ، الاتحاد الديمقراطي المسيحي "CDU"، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا "CSU"، وهو الطرف الشقيق للاتحاد الديمقراطي المسيحي، إضافةً إلى الدمقراطيون الاجتماعيون "SPD".
بعد شهور من الاقتتال الداخلي في ألمانيا حول سياسة الهجرة ومناقشات الموظفين في الحكومة الفيدرالية، تجري الانتخابات البرلمانية على مستوى البلاد.
طارق الوزير هو كبير مرشحي حزب الخضر في انتخابات الولاية، والتي شهدت إخفاقًا للمحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين لصالح الخضر.
وبعد أسبوعين تقريبًا منذ أن عانى إخوة ميركل المحافظين في انتخابات بافاريا من خسائر تاريخية، فإن الإطاحة برئيس وزراء هيسين والحليف المقرب من ميركل، فولكر بوفيير، ستكون ضربة موجعة لميركل كزعيم للحزب، فإذا ما خسر حزب ميركل رئاسة وزراء ولاية هسن، فإن نجاح حزب الخضر، على بعد 500 كم من برلين، يمكن أن يأتي على حساب الحكومة الفيدرالية.
يراهن الخضر على خسارة بوفيير على يد وزير اقتصاد هيسن وزعيم حملة الحزب طارق الوزير. على الرغم من الصداقة الوثيقة التي تربطهما، وعلى الرغم من الخلافات والاختلافات الكثيرة بينهما، إلا أنهما متفاهمان ويحرصان على تماسك التحالف الحكومي المؤلف من حزب الخضر والحزب المسيحي الديمقراطي.
قال روبرت هابيك الزعيم المؤسس لحزب الخضر "طارق هو أحد السياسيين الأكثر ذكاء من جيلي، أعتقد أنه قادر على أي شيء".
وُلد طارق الوزير عام 1971، لأم ألمانية وأب يمني كان دبلوماسيا سابقا لبلاده في ألمانيا، وتم تسييسه منذ الصغر، حيث كانت أمه تأخذه إلى التظاهرات، نشأ في أوفنباخ، على بعد دقائق من المركز المالي في فرانكفورت، عاش لمدة عامين حين كان في الـ14 من عمره في العاصمة اليمنية صنعاء، عندما عاد والده إلى موطنه.
عندما سألته صحفية ألمانية في برلين هذا الأسبوع عن تجربته في الهجرة في ألمانيا، كان من الواضح أن تاريخ عائلته لم يكن على وشك لعب دور في حملته الانتخابية.
بدا أنه يود تجاهل السؤال، حيث زم شفتيه وكأنه يبحث عن رد مناسب ، تفحص المنصة التي طكان يقف وراءها، وتحدث عن أسعار الحليب والكابتشينو والـ"كيك". يساتطيع دائما الوزير السيطرة على الوضع بجرعاته المكثفة من السخرية التي تجنبه الدخول في أي ارتباك.
قال "سأخبركم عن تجربتي في الهجرة" ، حيث عدل جميع الصحفيين من جلستهم فوق الكراسي في القاعة التي كانت تمتلئ بهم، "عندما كان عمري 14 سنة، ذهبت إلى اليمن، للمدة عامين، لم أكن أعرف المكان، لم أكن أستطيع التحدث بالعربية، تلك هي تجربتي في الهجرة. نعم، وفقا للمعايير الألمانية، لدي جذور مهاجرين، وهذا يعني أنه لدي والد واحد على الأقل جاء من بلد آخر بعد عام 1955..لكن هكذا فعل وزيرة العدل الألمانية كاثارينا بارلي من الحزب الديمقراطي الاشتراكي و ديفيد مكاليستر العضو الألماني بالبرلمان الأوروبي".
في عام 1989، وقبل أن يتخرج من المدرسة الثانوية لدراسة العلوم السياسية في فرانكفورت، أصبح الوزير عضوًا في حزب الخضر. بعد فترة وجيزة، أصبح رئيسًا لجناح الشباب في الحزب، وفي عام 1995 تم التصويت لأول مرة في برلمان ولاية هيسن. وبقي هناك ، حيث يفضل في معظم الأوقات البقاء خارج المناقشات الفيدرالية وعلى مقربة من السياسة المحلية. وتولى قيادة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر بولاية هيسن في الـ 29 فقط من عمره.
يقول أحد السكان المحليين في أوفنباخ "إنه قريب جدًا من الناخبين. وهو واقعي للغاية. وهذا ما يجعله جذابًا".