مجلة أميركية تحذر: قطر تسعى لإعادة «الإخوان» للساحة الإقليمية والدولية

الاثنين 29 أكتوبر 2018 11:18:46
testus -US
نقلاً عن "الاتحاد" الإماراتية

حذرت مجلة «أمريكان ثينكر» الشهيرة من أن العلاقات التي تربط بين النظام القطري وتنظيم «القاعدة» الإرهابي وجماعة طالبان تمثل أكثر العلاقات المثيرة للجدل في الأوساط السياسية الدولية، خاصة مع وجود مكتب لطالبان في الدوحة ورعايتها لأي مفاوضات تجري بين الحركة والولايات المتحدة، حيث تسعى الدوحة لإضفاء الشرعية على الحركة ومن يرتبط بها.

وتناولت المجلة، في تقرير لها بعنوان «قطر والقاعدة وطالبان.. العلاقة المخيفة» أسس هذه العلاقة وأهدافها وإمكانية استغلالها لتحقيق هدف النظام القطري الأخطر، وهو إعادة تنظيم الإخوان الإرهابي على الساحة الدولية والإقليمية بعد أن أوشك على الانتهاء.

وأوضحت المجلة أنه في يوم 25 أكتوبر، أعلن متحدث باسم حركة طالبان، أن باكستان أطلقت سراح أحد أهم زعماء حركة طالبان الأفغانية وهو الملا عبد الغني بارادار من السجن، وكانت السلطات الباكستانية اعتقلت بارادار، الشريك المؤسس لطالبان والنائب السابق للملا محمد عمر، في مدينة كراتشي الساحلية عام 2010. ونقل التقرير عن قناة «الجزيرة» القطرية، القول إن إطلاق سراح بارادار جاء بناء على طلب من «دولة قطر».

كما ذكرت قناة «الجزيرة» أن «طالبان أكدت أنها أجرت محادثات مع ممثل الولايات المتحدة في أفغانستان للمصالحة زلماي خليل زاد في الدوحة». وفي عام 2013، تم إنشاء مكتب طالبان السياسي في الدوحة بناء على طلب من الولايات المتحدة لتسهيل ما وصفته بـ«محادثات السلام».

وأضاف التقرير أنه بعد عامين من تأسيس مكتب طالبان في قطر، أعطى زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري البيعة لزعيم حركة طالبان الملا أختر محمد منصور، الذي قتل عام 2016 في غارة أميركية بطائرة من دون طيار في جنوب غرب باكستان، وبعد وفاته، جدد الظواهري قسم الولاء لزعيم حركة طالبان الأفغانية الحالي، هبة الله أخند زاده.

وفي فقه التنظيمات الإرهابية فإن قسم الظواهري لطالبان يعني أن «القاعدة» تعمل الآن رسمياً تحت إشراف طالبان، وهو ما يعني الصلات القوية التي تربط القطريين بتنظيم «القاعدة» عبر رعايتهم لحركة طالبان والتواصل السياسي واللوجستي معهم. وعندما تم إلقاء القبض على بارادار، قال بروس أو ريدل، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية قاد عملية مراجعة سياسة أفغانستان وباكستان لإدارة أوباما في عام 2010 «إن اعتقاله قد يشل العمليات العسكرية لطالبان، على الأقل في المدى القصير».

كما ذكر المحلل السياسي الأفغاني حبيب حكيمي في ذلك الوقت أن اعتقال بارادار «خسارة للحركة عسكرياً وسياسياً»، لأن بارادار «له علاقات وثيقة مع الأوساط السياسية والعديد من الحركات المتطرفة داخل المنطقة، خاصة داخل أراضي باكستان».

وطرحت المجلة تساؤلاً عن أسباب توسط السفير خليل زاد وقطر في إطلاق سراح أحد أخطر عناصر حركة طالبان، وهي جماعة توجه وتقود «القاعدة» في الوقت الحالي؟، مشيرة إلى أن إطلاق سراح بارادار ستكون له تداعيات خطيرة، وقالت «إن استرضاء الإرهابيين لم يسبق له مثيل ولم يعمل إلا لتعزيز أنشطتهم»، مؤكدة أن القطريين يعملون منذ زمن طويل على إضفاء الشرعية على حركة طالبان.

وأوضحت المجلة الأميركية أن إطلاق سراح بارادار يمكن أن يساعد بشكل كبير تنظيم «الإخوان» الإرهابي، مضيفة أن حالة الضعف التي تعاني منها جماعة «الإخوان» الإرهابية مؤخراً في الشرق الأوسط، يمكن علاجها من خلال إعادة تنشيط تنظيم «القاعدة»، مذكرة بأن «الإخوان» هم من شيدوا تنظيم «القاعدة»، مشيرة إلى أن الظواهري أعلن عن تعاطفه مع الرئيس المصري المعزول التابع للإخوان محمد مرسي. وبعد عزل مرسي من السلطة في يوليو 2013، أصدر الظواهري بياناً مصوراً بالفيديو حيث انتقد «الجهاديين» السلفيين المصريين لعدم انضمامهم رسمياً لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة «الإخوان» لمساعدته في دعم مرسي. وقالت إن الانتكاسات الحالية للإخوان يمكن عكسها من خلال تعزيز حركة طالبان وتنظيم «القاعدة».

ويمكن للإخوان استخدام «القاعدة» كورقة للتفاوض مع الأنظمة العربية، لترهيب معارضي «الإخوان»، ولإحياء المشاعر «الجهادية» التي ستساعد جهود التجنيد في «الإخوان». وعلاوة على ذلك، يمكن لمكتب طالبان السياسي في قطر أن يعمل كوسيط بين مختلف الفصائل الإرهابية، التي تعاون معها بارادار من قبل.