تحليل: الخدمات مقابل القبول (1)
الخدمات مقابل القبول (1)
ثابت حسين صالح*
بعد فشل الغزو الثاني 2015م، الذي شاركت فيه وتصدرته مليشيات الحوثي الإرهابية وجحافل جيش 7/7 ...كانت قوى اليمن، سواء المسيطرة على صنعاء أو التي أرتدت ثوب "الشرعية"، قد أعدت أكثر من بديل لضمان بقاء الجنوب محتلا وتابعا لليمن، أو في أقل تقدير إبقائه غير آمنا وغير مستقرا.
البديل الأول: تمثل في إطلاق أيدي الجماعات الإرهابية (أنصار الشريعة والقاعدة) ودعمها لتكون البديل عن الحوثيين والجيش اليمني في الجنوب، وهذا ما حدث فعلا في محافظة أبين وساحل حضرموت، وكادت العاصمة عدن هي الأخرى قاب قوسين أو أدنى من أن تقع تحت سيطرة القاعدة.
وبعد فشل هذا البديل، مع الاحتفاظ به للاستخدام لاحقا، تم الانتقال إلى البديل الثاني وهو ربط استقرار الجنوب وحلحلة مشكلة الخدمات ب"تحرير صنعاء أولا"، وكانت تصريحات علي محسن الأحمر وعبدالملك المخلافي والمقدشي شاهدة على ذلك.
وهذا البديل هو الآخر سقط على أيدي قوى "اليمن الشرعي نفسها" التي انكشف للتحالف العربي وللعالم تخاذلها عن محاربة الحوثيين، بل وسلمتهم مناطق ومواقع كان الحوثيون لم يصلوا اليها من قبل.
البديل الثالث: كانت "غزوة خيبر" عام 2019 التي كان هدفها إعادة احتلال عدن بعد السيطرة على شبوة وأبين بأيدي "جيش الشرعية" ومن ثم تسليمها مرة أخرى لمليشيات الحوثي الإرهابية.
ومع بقاء كل هذه البدائل شغالة على خط الحرب على الجنوب ظل هناك بديلا موجعا ومؤلما للجنوبيين وهو الذي عادة ما يفضله الجبناء عوضا عن خوض المنازلة في الميدان...ألا وهو حرب الخدمات.
ما هي وسائل وأدوات واشكال وآثار ونتائج هذه الحرب الجبانة؟ وما هي خيارات الجنوبيين بعد أن بلغت القلوب الحناجر؟
وما موقف التحالف العربي والمجتمع الدولي؟
للموضوع بقية...إن شاء الله.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري