إنتصار الأمة العربية بالقضاء على الدولة العميقة في العربية اليمنية

م . جمال باهرمز

-الحل للحرب اليمنية ليست باستمرارها. بل بالقضاء على الدولة الإرهابية العميقة.
-نعلم بان الدولة العميقة هي دولة بداخل الدولة أي انها تعطل الدولة الوطنية وتسقطها لصالح مراكز نفوذ غير وطنية. وذلك بأنشاء ودعم اتحاد مراكز قوى تتحكم بمفاصل الدولة ومؤسساتها وتعرقل أي توجه وطني لهذه المؤسسات.

وفي الحالة اليمنية تتكون مراكز القوى او النفوذ من اتحاد (عسكري-قبلي-ديني)
لماذا نتجاهل الحقيقة المرة والتي تؤكد بان من يحكمنا في الجنوب وفي الشمال هي أدوات الدولة الإرهابية العميقة.
والعميلة التي يتحكم بها ويديرها نافذو مركز الهضبة الزيدية المقدس في شمال الشمال اليمني.
هذه الدولة العميقة في صنعاء أنشئت لتخدم المعسكر الغربي بقيادة أمريكا في الحرب الباردة أواخر السبعينيات وتحافظ على مصالح وكيانات ممالك وسلطنات الدول الخليجية امام الهجمة الاشتراكية ولن تستمر وتعيش الا بوجود الإرهاب ورعاته. ولن يتواجد الإرهاب الا بتعطيل مؤسسات الدولة الوطنية واهمها مؤسستي الجيش والامن الوطنيتين.

يكذبون حين يقولون ان الحوثيين انقلبوا على الدولة في 2014م. والحقيقة ان أدوات الدولة العميقة وقادتها وداعميهم موجودين منذ انقلابهم على ثورة سبتمبر 62م وعلى الرئيس الشهيد الحمدي في الشمال. وما حكام صنعاء الجدد الا شكل متجدد من اشكال الدولة العميقة في الشمال.

فكل أدوات ومسارات ومظاهر وافعال الدولة العميقة لازالت هي من تحكم وتعبث سوأ في صنعاء او في الشرعية.
وكل تأثير وافعال هذه الدولة لازال كما هو بل وبدرجة اقوى في الجنوب منذ الوحدة المغدور بها حتى اللحظة.
فحرب الإبادة بالاغتيالات وقطع المعاشات ونشر المخدرات بين صفوف المجتمع الجنوبي ليتم الايقاع به في مستنقع الارهاب وعصابات الجريمة المنظمة وحرب الخدمات لتركيع أبناء الجنوب لتمرير واغتصاب قرارهم السياسي.

واحياء الثارات لأحداث أقسى ضرر بالنسيج المجتمعي والقبلي الجنوبي وتعطيل المؤسسات الوطنية لأنهاء مفهوم الدولة الحامية والراعية للمجتمع لصالح دعم الجمعيات والمنظمات اكانت مدنية او إرهابية عسكرية الموالية للسيطرة على المجتمع الجنوبي.
كل تلك الحروب القذرة متزامنة مع نشر سياسة تجهيل الاجيال والفقر والاقصاء والتهميش واكتظاظ مدن الجنوب بنازحي الشمال لمحاولة التغيير الديموغرافي.

فلا تستغرب عندما يتم اغتيال ضباط وقادة جنوبيين أنقذوا الملايين في الجنوب والشمال من خطر المخدرات والارهاب والاغتيالات. ولا تجد كلمة عزاء او رثاء في اعلام الشرعية.
بينما رعاة الارهاب ومروجي المخدرات وتجار الدين المكفرين يطاردهم الاعلام بالتطبيل والمديح ويكرموا ويحكموا ويتم تامين حياتهم وحياة اسرهم وحياة قادة عصاباتهم ويعيشوا في بذخ.

هذا هو حالنا في الشمال والجنوب يغتال ضابط شرطة مكافحة المخدرات ولأيتم القبض على الجناة. ويكرموا رعاة الإرهاب ويتقلدوا اعلى المناصب من نائب رئيس الجمهورية الى وزراء وسفراء ووكلاء ومدراء عموم وغيرها في الشرعية.
لا تستغرب عندما يموت من الجوع المعلم والرياضي والمبدع والفنان الذين اسعدوا قلوب الملايين. ويكرموا ويعيشوا في بذخ المجرمين والمكفرين الذين أفتوا بقتل الملايين. لان نظام حكم الدولة العميقة يرعى الارهاب والارهابيين ويقصي الابداع والمبدعين.
لا تستغرب عندما يكون المنفذ للجريمة جنوبي في شارعه او بيته او حتى في اهله او شمالي أيضا في نفس بيئته لان سياسة الترهيب والترغيب تمارس من قبل قادة هذه الدولة الإرهابية العميقة.

هذا هو حالنا في الشمال والجنوب لان الدولة الارهابية العميقة لازالت تحكم في الشمال وتسيطر على قرارات الشرعية من خلال نفس قادة ونافذو احزاب الشمال الذين ينتموا في معظمهم للمركز المقدس للهضبة الزيدية. وهم أنفسهم من أسس وقاد ولازال هذه الدولة العميقة.

لا تستغرب حين يباد الشعب الجنوبي بوجود رعاية قادة وقوات دول التحالف العربي. لان اهم دولتين تقود التحالف كانتا من أسس ودعم وشكل هذه الدولة العميقة منذ الستينيات ولإزالتا تعطيان لقادة وأعضاء هذه الدولة العميقة من مشايخ وعسكر ورجال الدين المعاشات والهبات والحماية والرعاية منذ الانشاء حتى اللحظة.

ما يجعلنا في الجنوب متفائلين ان الدولة العميقة دائما ما تاكل ادواتها. ففي الحرب الأخيرة في 2014م شاهدنا خذلان وخيانة وغدر قادة هذه الدولة الإرهابية العميقة لدول التحالف العربي والأمة العربية. ولا زلنا نشاهد التنسيق بين قادتها المتمردين الحوثيين في صنعاء وقادتها الهاربين في حكومات الشرعية في الرياض ومارب لأفشال حرب التحالف العربي والأمة العربية على مخططات إيران واعداء العرب.

فهل ستتغير العلاقة ويتم التخلص من هذه الدولة العميقة وقادتها وادواتها لصالح المساعدة في بناء دولتين وطنيتين في الجنوب والشمال.

(صنعاء يا بلقيس مدينه / تنتشر فيها مقاصل الموت والخطر / ان الصمت يجعل من كل الصامتين اناث ..والقاتل ذكر/ ان السكوت يجعل من كل الساكتين طغاة ..والقاتل منتصر/ قولوا لكل شيخ طاغي ينتظر/ القصاص نافذ وان مد أياما اخر/ القصاص قادم ان طال الزمن او قصر/ وقولوا للملايين الصامتة / لن يصبح لسان الحق حجر/ قولوا لهم ان مشيختهم زريبة تملى بالبعر/ وان عصبة الطغيان لابد تندحر/ قولوا للملايين الصامتة / ان تأخذ من الماضي عبر/ ان لم يصرخوا الان / فالقيد في الارجل لن ينكسر )


مقالات الكاتب