المؤتمر الشعبي العام.. حزب يبحث عن قائد

الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 19:59:00
testus -US

 

رأي المشهد العربي

يعيش حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن حالة من التخبط بعد مقتل رئيسه علي عبدالله صالح على يد الحوثيين في الرابع من ديسمبر 2017م في العاصمة صنعاء، وشقته خاصرة الانقسامات بعد أن ظل حزبًا متحكمًا في اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، وظهرت مساوئ الحزب عقب الانقلاب المسلح في 21 سبتمبر 2014 على السلطة الذي نفذه مسلحو الحوثي بدعم من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

الحزب الذي تأسس في 24 أغسطس 1982، لم يكن إلا أداة من أدوات تثبيت السلطة لرئيسه الراحل على حساب الشعب اليمني ولو كان الحزب حقيقياً لتدافع الآلاف من أنصار «علي عبدالله صالح» إلى منزل زعيمهم من اللحظة الأولى التي أطلق فيها نداء الاستغاثة، وأقاموا طوقاً لن يستطيع الحوثيون تجاوزه، لذلك حزب المؤتمر يعتبر تركة سياسية سائبة ومنهكة وممزقة، وهو في الأصل ليس حزباً أنشأ على مبادئ واضحة، بل تحالف مصالح فقط.

ويتعرض الحزب لعملية تقسيم واضحة منذ مقتل علي عبدالله صالح على يد الحوثيين شريكهم في الانقلاب، فبعد أن كان هناك تيار مع الشرعية والرئيس عبد ربه هادي بوصفه الأمين العام للحزب وهو الأقل تأثيراً في الشارع اليمني وآخر في صنعاء مع صالح، أصبح الأخير منقسماً بعد مقتل زعيمهم؛ فجزء يدين بالولاء للحوثيين الذين بدأوا بترتيبه كحزب خاضع لهم ويخدم أجندتهم وجزء آخر في القاهرة.

وفقا للوائح الداخلية المنظمة لحزب المؤتمر فإن رئيس الحزب هو رئيس الجمهورية، وهي لائحة فصلها صالح بما يخدم بقاءه، وجمعه بين السلطة وقيادة الحزب، وعندما خرج من السلطة رفض التنازل عن رئاسة الحزب لهادي، والذي ينتمي لذات الحزب، وكان النائب الأول لصالح بعد أن كان الأمين العام للحزب.

ويمر حزب المؤتمر الشعبي بأصعب مرحلة في تاريخه، وأصبح يعاني من عدم وجود قيادة موحدة ولا رؤية واضحة؛ حول مستقبله السياسي ودوره في المرحلة القادمة، حتى التصريحات المستمرة لقيادات الحزب حول تماسكهم، وتوحد قياداته في الداخل والخارج مجرد عبث واستخفاف بعقول الشعب اليمني، ويظهر الانقسام جليا عبر تبادل الاتهامات في مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يؤكد بأن هناك خلافات كبيرة بين قياداته وتمارس على أرض الواقع.

صراع الأجنحة

بدأت صراعات الحزب تطفو على السطح بعد إعلان الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، أبو بكر القربي، عن تشكيل لجنة لتسيير شؤون قيادات وأعضاء الحزب في الخارج.

وأشار في تغريده على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أن اللجنة تهدف إلى تنظيم نشاط المؤتمريين وتعزيز وحدتهم ودعم القيادة في الداخل بالرؤى والتحرك السياسي وبتنسيق كامل معهم ومن أجل تفعيل دور المؤتمريين في الخارج – بحسب زعمه.

وأكد أن الهدف منها ليس خلق قيادة تنازع قيادة الداخل فالمؤتمريين في الخارج هم جزء لا يتجزأ من مكونات الداخل.

إلا أن «سلطان البركاني» القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام لم تعجبه تصريحات «القربي» ورد عليها قائلا: «تصريحات أبو بكر القربي الأمين العام المساعد للحزب حول تشكيل لجنة لتسيير شؤون قيادات وأعضاء الحزب في الخارج وعلاقتها بقيادات الداخل الموالية لجماعة الحوثي، لا تعبر إلا عن موقفه وحده».

وأضاف في منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بأن «تشكيل اللجنة يستهدف وحدة المؤتمر وإدارة شؤونه ونشاطه في الخارج وليس التبعية أو الارتباط، متسائلاً: «فهل تناسى القربي دم الزعيم والأمين.. تصرف محزن».

 

وأضاف «مسلوبوا الإرادة تستطيع القول عنهم إنهم اشبه بمرآة الحلاق التي تزين الأشياء.. هكذا أراد سيدهم من وجودهم فلماذا يدعون».

وهذا أكبر دليل على انقسام الحزب إلى عدة أجنحة، الأول يتواجد في صنعاء وتنسجم قراراته مع قرارات الحوثيين، بينما الجناح الثاني يتواجد في القاهرة، بقيادة البركاني، ولديه توجهات قريبة من الرئيس هادي.

فجناح صنعاء فقد التأثير في الأحداث، وأصبح جسداً بلا روح، وجناح هادي غير قادر على اتخاذ أي قرار إيجابي، لذلك لا يوجد تآمر على الحزب إلا من قياداته التي لها أجندات خاصة، حتى تصل إلى أهدافها الغامضة، ومن الواضح كذلك أن أغلب قيادات حزب المؤتمر سيتساقطون جميعا ويخرجون من المشهد اليمني دون رجعة.