تحليل: جدوى وآثار الهجمات المعلنة من جانب الحوثيين وإسرائيل
جدوى وآثار الهجمات المعلنة من جانب الحوثيين وإسرائيل
ثابت حسين صالح*
بمناسبة إعلان مليشيات الحوثي الإرهابية، اليوم الثلاثاء، تنفيذ 3 عمليات عسكرية مشتركة قالت إنها استهدفت "أهدافا حيوية" في إسرائيل...يجدر بنا أن نستعرض بايجاز جدوى وآثار هذه الهجمات الحوثية والهجمات الإسرائيلية المضادة.
كانت جماعة الحوثي قد أعلنت عن تنفيذ أول عملية لها بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل في 31 أكتوبر 2023.
وفي فترات لاحقة، أعلنت الجماعة المرتبطة بإيران أكثر من مرة عن استهدافها مواقع في إسرائيل بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، فيما أعلنت الأخيرة أي اسرائيل اعتراضها لكل تلك الهجمات الحوثية...باستثناء ما اشارت إليه صحيفة معاريف الإسرائيلية في سبتمبر الماضي، عن سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل على بعد 6 كيلومترات من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، بينما أصيب 9 مواطنين بجروح طفيفة في مناطق مختلفة بوسط إسرائيل لدى تدافعهم نحو الملاجئ.
فهل أثرت هذه "الهجمات" الحوثية على إسرائيل عسكريا أو أمنيا؟ وهل اوقفت هذه الهجمات حرب إسرائيل في غزة ولبنان؟
الاجابات واضحة ولا نحتاج ذكرها.
بالنسبة لإسرائيل أعلنت في 29 سبتمبر الماضي انها استهدفت فيما وصفتها عملية جوية "واسعة النطاق"، ميناء بحريا في رأس عيسى وميناء الحديدة، ومحطتين لتوليد الكهرباء في الحالي والكثيب.
وباستثناء الأضرار التي لحقت بمستودعات النفط في ميناء رأس عيسى، فإنه من المؤكد أن المواقع الأخرى التي اختارتها إسرائيل للقصف، كمطار الحُدَيدة المتوقف عن العمل منذ ما قبل اندلاع الحرب في اليمن، وكذلك محطتي كهرباء الحالي ورأس كثيب، لن يكون لهما قدرٌ كبيرٌ من التأثير على اقتصاد الحرب الذي يديره الحوثيون، أو انعكاس مباشر على المجهود الحربي لهم.
اعتبرت إسرائيل على لسان رئيسها اسحاق هرتسوغ أن الحوثيين "قد تجاوزا الخطوط الحمراء"...في إشارة إلى قواعد اللعبة المتفق عليها ضمنيا في المنطقة بين كل من إيران واسرائيل والولايات المتحدة.
الأرجح في ضوء التصريحات الإسرائيلية، أن تتكفل إسرائيل في المدى المنظور على الأقل، بالرد المباشر والفوريّ على أي هجوم للحوثيين على إسرائيل، مع احتمال أن يظل باب الحساب معهم مفتوحاً لخطط ومراحل قادمة.
أما في ما يتصل بهجمات الحوثيين على خطوط الملاحة البحرية، فالموقف الأمريكي من هذا الأمر عبَّر عنه أكثر من مسؤولٍ عسكريٍ وسياسيٍ في واشنطن بأن "الولايات المتحدة ستعزز من وجود قواتها في المنطقة، وسترد على أي هجوم حوثي بقوة".
وبقراءة هذه التصريحات تتضح كل الأسئلة المحيرة للمراقبين ولعامة الناس.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري.