تحليل: السيناريوهات المتوقعة بشأن الملف اليمني

السيناريوهات المتوقعة بشأن الملف اليمني

ثابت حسين صالح*

بعد حسم الصراع في سورية، رغم المستقبل الغامض والمجهول الذي ينتظر هذا البلد المدمر...تتجه الأنظار الآن نحو اليمن، حيث تستمر الحرب منذ 2015 دون ظهور أي مؤشرات للحسم العسكري أو الحل السياسي الشامل.

قبل الخوض في السيناريوهات المتوقعة للملف اليمني علينا أولا أن نضع في الاعتبار أن لكل بلد خصوصياته وظروفه وأهميته، التي لا تنفع معها وصفات جاهزة استخدمت في بلد اخر.

الأزمة والحرب في اليمن مركبة ومعقدة ومتشعبة، ومما أطال من امدها وعقد من فهمها وحلها، سياسة الأطراف اليمنية (الانقلابية والشرعية) وكذلك الإعلام الرسمي للدول النافذة، في محاولة تكريس صورة نمطية وشكلية مشوهة عن جوهر وأسباب هذه الأزمة والحرب الناتجة عنها.

لم تكن فقط الاطراف اليمنية الداخلية المتناقضة والمنفصمة بأقوالها وافعالها، بل وكذلك الدول النافذة.

ولذلك فإن أي تقدير لسناريوهات إنهاء الأزمة والحرب في اليمن ينبغي أن تقوم على نتائج مساري الأعمال القتالية على الأرض والمفاوضات السياسية في الخارج.

وفي الحالة الأولى فإن جبهات القتال في اليمن الشمالي تكاد تكون جامدة منذ سنوات طوال، في الوقت الذي استمرت فيه المعارك بين مليشيات الحوثي الإرهابية والقوات المسلحة الجنوبية.

وفي الحالة الثانية أيضا فإن المسار السياسي متعثر بسبب غياب المصداقية والشفافية والواقعية.

انطلاقا من ذلك وبقراءة ما نشر حتى الآن عن كواليس المفاوضات ومشاريع "الحلول" يمكن توقع عدد من السيناريوهات :

السيناريو الأول: استمرار الوضع على ماهو عليه (لا حرب ولا سلام) في انتظار نضوج أو نشوء متغير داخلي قوي وطبخات خارجية تطبخ على نار هادئة.

السيناريو الثاني: دخول الحوثيين سياسيا في تشكيلة الدولة المهترأة مع احتفاظهم بالقوة العسكرية، وهذا أخطر السيناريوهات.

السيناريو الثالث: قبول الحوثيين بتفكيك قواتهم والتحول إلى حزب سياسي كسائر الاحزاب اليمنية.

السيناريو الرابع: الحرب على الحوثيين لاجبارهم على تفكيك قواتهم وتسليم السلطة والعاصمة للسلطة "الشرعية".

ويبقى السؤال الأهم بالنسبة للجنوب والجنوبيين بقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي عن مدى استعداهم للتعامل مع كافة الاحتمالات وتحقيق أعلى قدر من المكاسب وفي نفس الوقت صناعة السناريو الذي يخدم مشروع استعادة الدولة الجنوبية.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري