استعادة الحديدة يضع إيران في موقف أضعف ويقرب نهاية الحرب
كشفت صحيفة "العرب" اللندينة، عن أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، تحاول تحقيق هدف من اثنين تسعى إليهما في شكل متزامن: إما استعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، وإما توظيف ضغط عسكري مكثف على المدينة لإجبارهم على العودة إلى طاولة التفاوض.
وطبقاً للصحيقة فأن تحقيق الهدف الأول هو انتصار عسكري سينهي إحدى العقد الاستراتيجية المهمة، ويمنح التحالف سيطرة كاملة على البضائع والمساعدات الإنسانية لليمن، باعتبار الحديدة الميناء الرئيسي لدخولها. أما تحقيق الهدف الثاني فسيقود إلى انتصار سياسي يمهد لوقف القتال وإنهاء الحرب عبر المفاوضات، وهو هدف بات يلقى دعما أمميا ودوليا متزايدين.
ودعا وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان مايك بومبيو وجيمس ماتيس إلى إنهاء الأعمال القتالية والعودة إلى التفاوض “خلال ثلاثين يوما”، ضمن مبادرة يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث. وأعلنت الحكومة الشرعية استعدادها للدخول في محادثات سلام، ورحب التحالف الدولي بالدعوة الأميركية، التي لاقت مساندة فورية من بريطانيا وفرنسا أيضا.
واندلعت معارك عنيفة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي عند الأطراف الشرقية والجنوبية لمدينة الحديدة، بينما أغارت طائرات تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن الجمعة على قاعدة جوية في العاصمة صنعاء.
وقال مصدر في القوات الموالية للحكومة إن القوات المتمركزة جنوب مدينة الحديدة، وصلت إلى محيط جامعة الحديدة حتى مثول الجريدة للطباعة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيين في المدينة بمقتل 34 شخصا وإصابة العشرات في صفوف المتمردين الحوثيين خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العقيد يحيى أبوحاتم لـ”العرب” إن “المعركة تسير في محورين، يتحرك الأول باتجاه الكيلو 16 ثم يتحول إلى خط دفاعي لتأمين الجهة الشرقية للقوات لمنع عناصر الميليشيا من التسلل أو اختراق هذه المنطقة التي تكتسي أهمية استراتيجية وحيوية بالغة نظرا لارتباطها بمدينة الحديدة التي ترتبط بدورها بعدة محافظات يمنية، هي المحويت وصنعاء وذمار، وكذلك محافظتي إب وريمة، كما تتواجد في هذه المنطقة الكثير من المعسكرات منها معسكر القوات الخاصة سابقا، وكذلك معسكرات تابعة لقيادة المنطقة الشمالية الغربية سابقا، ومخازن للأسلحة”.
وأضاف “في حال تم تأمين المنطقة وإنشاء خط دفاعي قوي فيها فستتحرك القوات في المحور الآخر وهو المحور الهجومي باتجاه دوار المطاحن، ثم الالتفاف من شارع الخمسين والتغلغل شمالا وصولا إلى نقطة الشام، وبذلك تعزل مدينة الحديدة بشكل كبير ونهائي عن باقي المناطق المحيطة بها.”
ويقول مراقبون إن السعودية والإمارات تريان في تصعيد الضغط على الحوثيين أحد الروافد غير المباشرة للعقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الاثنين. ويضع الهجوم على الحديدة إيران في موقف أضعف كثيرا، ويسحب المبادرة من الحوثيين.