تحليل: حصحص الحق...ولكن!
حصحص الحق...ولكن!
ثابت حسين صالح*
بعد أكثر من عشر سنوات عجاف... أصبح الحديث من جانب القوى اليمنية التي تظللت بمظلة "الشرعية" والتحقت بها هاربة إلى عدن ومن ثم الى الرياض وعواصم أخرى، ظل حديثها عن "إسقاط مليشيات الحوثي واستعادة الشرعية والعودة إلى صنعاء"مجرد أسطوانة ممللة باحثة عن مبررات العجز والفشل.
هزيمة مليشيات الحوثي الإرهابية كانت وما زالت ممكنة إذا توفرت عوامل عدة أهمها الإرادة السياسية وإرادة القتال.
أما العوامل الخارجية التي كانت الشماعة التي تعلق عليها مبررات الاخفاق والفشل...فهي اليوم أكثر من ملائمة.
فالحوثيون في أضعف قوتهم ماديا ومعنويا وإيران اليوم في أضعف حالاتها.
"الجيش الوطني"، الذي يفترض أنه موالي للسلطة الشرعية، متركز بكثافة في مأرب وتعز وفي وادي حضرموت والمهرة...ناهيك عن قوات حراس الجمهورية المتمركزة في منطقة المخأ وساحل تعز وعلى مشارف محافظة الحديدة.
كل هذه القوات بالإضافة إلى الدعم الذي يمكن أن تقدمه القوات المسلحة الجنوبية، وبالطبع دعم التحالف العربي والمجتمع الدولي قادرة على هزيمة مليشيات الحوثي.
فقط على القوى اليمنية المناهضة للحوثيين أن تصدق نواياها وأن تعيد تحديد وجهتها الصحيحة باتجاه صنعاء وليس باتجاه عدن.
هدف هذه القوى -إن صدقت - هو إسقاط انقلاب الحوثيين في صنعاء ومحافظات الشمال أولا وأخيرا...
ومن ثم، ومن موقع المسؤولية الفعلية -وليس الافتراضية- الجلوس مع المجلس الإنتقالي الجنوبي على طاولة حوار ندي وإشراف عربي أو دولي لبحث واقرار فك ارتباط سلمي وسلس وعودة الدولتين المتعايشتين مع بعضهما البعض ومع محيطهما الاقليمي والدولي.
غير ذلك سيظل مجرد مضيعة للوقت وشرعنة انقلاب الحوثيين كسلطة أمر واقع في اليمن الشمالي ومهلكة محققة للشعبين اللذان يدفعان الثمن طيلة عشر سنوات من دماء الشهداء ومعاناة الجرحى ومجاعة وخوفا ورعبا.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري