سعودية تتحدى كرسيها المتحرك وتصل لأعالي القمم
الأحد 4 نوفمبر 2018 21:03:52
من الصعاب تولد المُعجزات، كلمات ترسم حروفها رحلة السعودية سوسن عبدالله، في التغلب على إعاقتها التي كادت أن تعصف بحياتها..
فقبل أعوام قليلة، كانت سوسن بداخل إحدى غرف العلاج الطبيعي تحاول تسلق جدار خشبي كجزءٍ من تدريباتها العلاجية، بعد إصابتها بالشلل في جانبها الأيمن نتيجة ورم في الدماغ.
من داخل غرفة العلاج الطبيعي، بدأت "سوسن" رحلتها مع المغامرات مثل المشي، وتسلق القمم، إلى أن تمكّنت العام الماضي من تسلق ثاني أعلى قمة في المملكة.
تعود القصة لما قبل 7 أعوام ماضية، عندما كانت تعمل "سوسن" بقسم الطوارئ، ووقعت العينات التي كانت تحملها من يدها اليمنى بطريقة فجائية، ثم فقدت قدرتها على المشي، وبعد ذلك دخلت في غيبوبة، وشُخصت الحالة بورمٍ نادر في الدماغ احتاج إلى عملية استئصال.
تقول سوسن: "كنت أخصائية مختبرات طبية وهاوية في الكاراتيه، وبعد عملية إزالة ورم الدماغ.. بدأت حياةً جديدة، فلم تؤثر العملية على قدراتي الذهنية فقط، بل والجسدية أيضًا"، وفق "سي إن إن" العربية.
وعانت "سوسن" من شلل في الجزء الأيمن من جسدها، وعمى جزئي، وفقدان بعض الذاكرة، بالإضافة إلى صعوبة في النطق، وحتى القدرة على التبسم، وفقًا لما قالته.
ورغم ذلك، قررت تقوية نفسها، ولكن لم يكن الأمر سهلًا إذ خضعت لمرحلة طويلة من العلاج الطبيعي عبرت خلالها عديدًا من المراحل، ومنها استخدام الكرسي المتحرك، إلى السير بعكاز حتى تمكنت من المشي لمسافاتٍ طويلة، وصعود السلالم.
ثم بدأ شعورها بالجرأة يزداد، فأصبحت تستكشف مختلف المغامرات في الهواء الطلق مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجة، والتسلق.
وفي اليوم الوطني السعودي في العام 2017، استطاعت "سوسن" الوصول إلى قمة جبل السودة الذي يعد ثاني أعلى قمة بالمملكة، واصفة الأمر بـ"اللحظة السحرية"، وذلك ورغم مواجهتها لتحديات إضافية، لكونها لا تزال تعاني من العمى الجزئي وصعوبة في التوازن.
كما استطاعت في يناير هذا العام من الوصول إلى قمة عقبة حميدة. وبالإضافة إلى ممارستها للرياضة، تهتم أيضًا بنشر فوائد الرياضة، بالإضافة إلى تعريف والديها بالعادات الصحية، وأصبحت السعودية مدربة معتمدة للفن القتالي الصيني "تاي تشي"، والذي يمتاز بحركاته الهادئة والمتسلسلة التي تساعد في التوازن. وتفتخر عبد الله بكونها معتمدة لتدريب هذه الرياضة للمقعدين أيضًا.
وتشارك سوسن في عديد من المبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي وتسليط الضوء على مختلف المشاكل الصحية، إذ شاركت في شهر أكتوبر مثلًا في مبادرة للمشي لمسافة 21 كيلومترًا في المملكة المتحدة دعمًا لمرضى السرطان.
وفي سبتمبر الماضي، ركبت "سوسن" دراجتها لمسافة 112 ميلًا، كجزء من تحديات "ترايثلون" للأشخاص الذين يعانون من إعاقات، وذلك دعمًا لمرضى باركنسون.
وفي المستقبل، تأمل "عبدالله" المشاركة في البطولات البارالمبية للسيدات في ألعاب طوكيو 2020.