الحديدة في طريقها للتحرر.. والانقلابيون يعترفون بالهزيمة
رأي المشهد العربي
تعيش مليشيات الحوثي هذه الأيام حالة من اليأس الشديد والانهيار بسبب التقدم الواسع الذي أحرزته القوات المدعومة من التحالف العربي في محاور الحدیدة وحرض وصعدة والبیضاء والضالع.
هذه الانتصارات أصابت المليشيات الإرهابية بالذعر والخوف، نتيجة زيادة الخناق، عليها في كافة الجبهات وهو ما ظهر جليا في اعتراف زعيمهم عبد الملك الحوثي بهذه الهزيمة.
واعترف زعیم الملیشیات الحوثیة بفرار عناصره من جبھات القتال وناشدهم العودة إلى الجبهات مبرراً هروب مقاتليه بالـ"الظروف الاقتصادیة والمعاناة الشدیدة التي أجبرت البعض على العودة من الجبھات لتأمین معیشتھم ویجب علیھم الیوم العودة".
وناشد زعيم مليشيات الحوثي عناصره ومقاتليه البقاء في مواقعهم معترفاً بأن الوضع بات "خطيراً ومتأزماً".
واستجدى زعیم الملیشیات في كلمة لأتباعه، ومقاتليه لينفرو إلى جبھات القتال.
ورغم هذه الانتصارات التي حققتها قوات الشرعية هناك إصرار من زعيم الميليشيا على المكابرة والتعنت قائلاً "هل يعني اختراق العدو هنا أو هناك أو تمكنه من السيطرة على منطقة هنا أو هناك أننا سنقتنع أن نستسلم للعدو؟ أن نسلم له البلد؟ (...) هذا لا يكون ولن يكون".
وتابع الحوثي هذيانه: "العدو يستفيد من زخمه البشري الهائل الذي كثفه للضغط على مدينة الحديدة".
وحققت قوات ألوية العمالقة، انتصارات عديدة في مدينة الحديدة حيث توغلت لأول مره في شارع صنعاء إثر انهيارات في صفوف مليشيات الحوثي، وهروب عناصر حوثية إلى مناطق بشمال المدينة الساحلية.
وانهارت صفوف الحوثيين بمنطقة دوار المطاحن بالحديدة، فيما فرت عناصر حوثية أخرى إلى خارج المدينة من الناحية الشمالية.
وواصلت قوات ألوية العمالقة الجنوبية تقدمها حتى دوار المطاحن بمدينة الحديدة حيث قام أبطال ألوية العمالقة بتمزيق شعارات الحوثي بشوارع المدينة بعد سيطرتهم على المطاحن.
وبدأت قوات المقاومة المشتركة مدعومة من طيران الأباتشي ومقاتلات التحالف في اقتحام أحياء مدينة الحديدة عبر شارعي الخمسين والتسعين، من الجهتين الشمالية والشرقية بعد سيطرتها على مدينة الصالح السكنية التي تعد أحد أهم غرف عمليات الميليشيات في المدينة، وتضم مخازن أسلحة متنوعة، إلى جانب تحريرها دوار مصانع يماني ودوار الغراسي، ومناطق ثلاجة المخلافي، وأجزاء من حي 7 يوليو، فضلاً عن تأمينها كلية الهندسة ومحيطها بالكامل.
وكشف مصدر ميداني عن انهيارات دفاعات مليشيا الحوثي في شارع صنعاء كلياً، وتقدم ألوية العمالقة الجنوبية باتجاه ميناء الحديدة من عمق المدينة بعد إزالة السواتر التي وضعتها المليشيا في الشارع الرئيسي.
وأضاف: الآن التقدم نحو ميناء الحديدة لثلاث جبهات ضارية، وليس أمام عناصر المليشيا إلا الاستسلام أو الهروب، وهذا ما يحدث.
وأكد أن مليشيا الحوثي تتخذ من مستشفى ٢٢ مايو وهو المستشفى الوحيد بالمدينة دروعاً بشرية؛ للاحتماء من هجوم الألوية التي ما زالت تحاول عدم تعريض المستشفى والمدنيين لأي خطر محتمل.
يأتي ذلك بالتوازي مع تحقيق إنجازات وسط اليمن على محوري الضالع والبيضاء وسط تقهقر للميليشيات الإيرانية.
وفي صعدة مسقط رأس زعيم ميليشيات الحوثي تمكنت قوات الشرعية في تحقيق انتصارات عديدة بالتزامن مع تحرير عدد من المواقع والمرتفعات في مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء، ويجري تمشيط كامل المواقع التي سقطت في الكيلو 16 وتأمينها وتطهيرها من الألغام المزروعة بكثافة.
وتراجعت الميليشيات الحوثية باتجاه نهاية سور منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث تدور الاشتباكات باتجاه جامعة الحديدة ودوار المطار وتشارك فيها الأباتشي التابعة للتحالف لتصل إلى أحياء الربصة وبالقرب من مستشفى الثورة وعلى امتداد الطريق الساحلي.
وتشهد منطقة الكيلو 10 في جنوبي المدينة، اشتباكات عنيفة وصولاً إلى جنوب غربي الكيلو 16، حيث يشارك فيها طيران التحالف بكثافة، حيث شنت مقاتلات التحالف خلال الساعات الأخيرة أكثر من20 غارة جوية في محيط كيلو 16 وصولاً لقوس النصر، كما لجأت الميليشيات الحوثية إلى إشعال الإطارات بكثافة في محاولة لحجب الرؤية عن الطيران.
كما تمكنت قوات الجيش بدعم من قوات التحالف من السيطرة على مواقع الميليشيات في جبل ناصه والمعصر وقرية رمة وجبل التهامي المطل على منطقة نجد قرين وقرى بيت اليزيدي والعرفاف جنوب دمت، ووصلت القوات إلى الأطراف الشمالية للمدينة.
وفي حجة تمكنت قوات الجيش والمقاومة مدعومة بقوات التحالف من تحرير مناطق استراتيجية عدة في جبهات حرض وحيران، ووصلت إلى مثلث عاهم الاستراتيجي، ودخلت مديرية مدينة حرض، وحررت أربع قرى في المدينة التي باتت بالكامل تحت السيطرة النارية.
ولقي عدد من عناصر الميليشيات الحوثية مصرعهم، وأصيب آخرون في غارات جوية شنتها قوات التحالف، استهدفت تجمعاً لهم في قرية المقاطعة الواقعة في الأطراف الشمالية لمديرية حيران، كما استهدفت آلية عسكرية تابعة لهم في المنطقة ذاتها، ما أدى إلى تدميرها ومصرع من كانوا على متنها، وواصلت قوات الجيش مسنودة بقوات تحالف دعم الشرعية تقدمها نحو المناطق الغربية لمديرية حرض باتجاه محافظة الحديدة لفتح جبهة جديدة فيها، والالتحام مع الجبهات القادمة من الحديدة.
وفي صنعاء أفشلت قوات الشرعية بدعم من قوات التحالف عملية تسلل للميليشيات الحوثية باتجاه المناطق المحررة في جبال المنارة ويام الاستراتيجية في نهم شمال شرق العاصمة اليمنية، التي جاءت لتعويض خسائرهم في منطقة قرن نهم.
وفي البيضاء وسط اليمن، تمكنت قوات الجيش بدعم من قوات التحالف، من السيطرة على آخر معاقل الميليشيات في منطقة ظهر البياض التابعة لمديرية الملاجم، والوصول إلى منطقتي الوقائية والشقب بعد تحريرها العديد من المناطق، وباتت قريبة من إعلان الملاجم مديرية محررة بالكامل.
كل هذه الانتصارات في كافة الجبهات كانت بمثابة ضربة في مقتل للمليشيات الإيرانية حيث تسببت هذه الهزائم في حالات انشقاق بين عناصرها، فضلاً عن عمليات تصفية على خلفية الهزائم والخسائر التي تتكبدها في جبهات الساحل الغربي وصعدة والبيضاء، حيث قامت الميليشيات الحوثية بتصفية أحد قياداتها، ويدعى محمد ناصر يحيى العرجلي بعد أن أتهمته بالخيانة، كما حاولت قتل قيادي ثانٍ، ويدعى هشام العربجي الذي تمكن من الفرار والخروج من حجة إلى جهة مجهولة.
انتصارات الشرعية في عدد من الجبهات منها الحديدة والضالع والبيضاء خلال أقل من أسبوع دفعت الحوثي أيضاً إلى طلب هدنة بالحديدة وهو أمر ليس بجديد، فهو المخرج الذي يمارسونه بشكل دائم منذ فترة طويلة.
وبحسب المصدر فإن الحوثيين مارسوا في محافظة عمران والضالع وأماكن أخرى من مواقع تمركزهم أسلوبا خبيثا يبحثون من خلاله عن لفت أنظار المجتمع الدولي وتسليط الإعلام عليهم بشراكة المنظمات التي تدعمهم، وذلك عبر استهداف المدنيين والأطفال والمناسبات الكبيرة كالأعراس وغيرها من أجل إلصاق ذلك العمل الخبيث للتحالف العربي.
وأكد المصدر أن الأيام القليلة ستشهد استهداف المدنيين في الحديدة والضالع والنبح عبر قنواتهم الموالية لهم لاتهام التحالف بها، مؤكداً أن الميليشيات سبق أن صورت مقاطع لأطفال وأُسر تم استهدافهم من قبل الحوثيين.