الثلاثاء.. غوتيريش يزور القاهرة لمناقشة إعادة إعمار غزة

السبت 1 مارس 2025 21:42:43
testus -US

أعلن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أنه سيزور العاصمة المصرية القاهرة يوم الثلاثاء المقبل؛ للمشاركة في مؤتمر القمة الاستثنائي لجامعة الدول العربية لمناقشة إعادة إعمار غزة.


وأشار غوتيريش في تصريحات له، إلى أنه ومنذ هجمات 7 أكتوبر، جرّت الأعمال العدائية التي أعقبت ذلك مستويات غير مسبوقة من الموت والدمار في غزة، فأصبحت غزة بؤرة للموت والنزوح والجوع والمرض، ودُمّرت المستشفيات والمدارس ومرافق المياه وتحولت إلى أنقاض، ويحدق بالسكان خطر التعرض للمزيد من الدمار.


وأعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أن مؤتمر القمة الذي سيُعقد الثلاثاء يمثل فرصة ليجتمع قادة العالم العربي ويناقشوا العناصر المطلوبة لتحقيق السلام والاستقرار في غزة، وسيساعد موقفهم الموحد في توجيه سُبل المضي قدما.


وتناول غوتيريش الأولويات الرئيسية التي سيستعرضها أمام القمة، حيث يجب أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مؤكدا أن الأيام القادمة حاسمة، وأنه لا يجب على الطرفين ادّخار أي جهد لتجنب انهيار هذا الاتفاق.


وحث الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما وتنفيذها بالكامل، مؤكدا أنه يجب إطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون شروط وبطريقة تصون كرامتهم، ويجب على الطرفين ضمان المعاملة الإنسانية لجميع المحتجزين تحت سلطتهم، ويجب الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وحمايتها وتمويلها والسماح بإيصالها دون عوائق إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.


وقال إن كل لحظة يصمد فيها وقف إطلاق النار تعني الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص وإنقاذ المزيد من الأرواح.


وأضاف الأمين العام أنه منذ وقف إطلاق النار، تمكّن العاملون في المجال الإنساني من تكثيف عملياتهم في غزة وتوسيع نطاقها، بما في ذلك إلى المناطق التي تعذّر الوصول إليها أثناء القتال، وبالتعاون مع شركائنا، وصلت الأمم المتحدة إلى مئات الآلاف من الأشخاص.. ووفّرت الغذاء لجميع السكان في غزة تقريبا.. وأوصلت مستلزمات الإيواء والملابس وغيرها من المواد الأساسية لعشرات الآلاف من النازحين.. وضاعفت كمية المياه النظيفة المتاحة للناس في غزة.


وتابع أنه وفي الوقت نفسه، قام شركاء الأمم المتحدة بتوزيع الإمدادات الطبية لتصل إلى حوالي 1,8 مليون شخص، مما ساعد المرافق الصحية على مواصلة عملها المنقذ للحياة.


وأكد قائلا: "إذا ما توفرت لنا الظروف المناسبة وأُتيح لنا الوصول، يمكننا القيام بأكثر من ذلك بكثير، ويجب أن يصمد وقف إطلاق النار، ويجب أن نُبقي شريان الحياة الإنساني مفتوحا".


وفي هذا الإطار، ناشد جوتيريش مرة أخرى بتقديم الدعم العاجل والكامل لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والحفاظ على دور (الأونروا) الفريد من نوعه.


وأكد غوتيريش، أن إنهاء الأزمة الآنية ليس سوى الخطوة الأولى، ويجب أن يكون هناك إطار سياسي واضح يُرسي الأسس اللازمة للتعافي وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الدائم في غزة، ويجب أن يستند هذا الإطار إلى مبادئ واضحة، وهذا يعني الالتزام بأسس القانون الدولي، ومنع أي شكل من أشكال التطهير العرقي، وهو ما يعني أنه ينبغي ألا يكون هناك وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غزة، بالإضافة إلى معالجة الشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل، وكذلك المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي، وبقاء غزة جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة، دون أي انتقاص من أراضيها أو نقل قسري لسكانها.


وشدد الأمين العام على أنه يجب التعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة - بما في ذلك القدس الشرقية - ككيان واحد - سياسيا واقتصاديا وإداريا...تحكمهما حكومة فلسطينية يقبلها الشعب الفلسطيني ويدعمها، ويجب أن تصمم أي ترتيبات انتقالية بهدف التوصّل إلى حكومة فلسطينية موحدة في إطار زمني دقيق ومحدود.


وأشار الأمين العام إلى أنه يدعو كذلك إلى تهدئة عاجلة للوضع المثير للجزع في الضفة الغربية، فالمنازل والبنية التحتية المدنية تُدمّر، والمدنيون يُقتلون، والمجتمعات المحلية تُهجّر وتُمنع من العودة، ويُمنع الوصول إلى الرعاية الصحية، ويجب أن تتوقف الأعمال أحادية الجانب، بما في ذلك التوسع الاستيطاني والتهديدات بالضم.


ودعا جوتيريش أيضا إلى وضع حد للهجمات على المدنيين وممتلكاتهم، واتخاذ خطوات ملموسة - الآن - نحو تحقيق حل الدولتين.