ماذا يعني تحرير الحديدة من قبضة المليشيات؟

الأحد 11 نوفمبر 2018 20:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

اقتربت القوات المشتركة بإسناد من التحالف العربي من حسم معركة الحديدة بالساحل الغربي والتي تمثل أهمية خاصة لمعركة اليمن.

ومدينة الحديدة تقع على ساحل البحر الأحمر وتبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلومتراً.

ويمثل ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي الإيرانية آخر منفذ بحري لها للتزود بالأسلحة المهربة من إيران،بينما تمنع دخول المساعدات الإغاثية عن طريقه،التي تهدف لتخفيف معاناة اليمنيين من جراء الانقلاب وسياساته.

فيما يشكل سكان عروس البحر الأحمر ما نسبته 11% من إجمالي سكان الجمهورية اليمنية تقريباً،وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز،فيما تبلغ عدد مديريات محافظة الحديدة 26 مديرية.

ويرى خبراء أن استعادة الحديدة من قبل التحالف العربي والقوات المشتركة، تطور نوعي سيفتح الطريق لتحرير باقي المحافظات الساحلية في شمال اليمن،في إطار السعي لإحكام السيطرة على كل المنافذ البحرية ،ما يمهد للوصول إلى محافظات الوسط وعلى رأسها العاصمة صنعاء.

وسيطر الحوثيون على محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر في أكتوبر 2014 بعد شهر واحد من اجتياحهم للعاصمة اليمنية صنعاء.

بينما يعد الميناء الممر الأول إلى كافة الجزر ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقرالذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.

وبعيداًعن الأهمية العسكرية للمدينة فإن معالم السياحة في محافظة الحديدة متنوعة بالإضافة إلى معالمها التاريخية أهمها الآثار الإسلامية في مدينة زبيد التاريخية ،كالجامع الكبير وجامع الأشاعر فى مدينة بيت الفقية ومدينة الخوخة الساحلية ،والسخنة الطبيعي.

ومن شأن استعادة قوات الشرعية لميناء الحديدة،إنهاء تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب وقطعا لإمدادات الإيرانية لهم عن طريق البحر وحصرهم في المناطق الداخلية والجبلية.

وجاء اعتراف زعيم الانقلابيين للمرة الأولى منذ بدء الحرب التى أشعلها في 2014 بثقل المعاناة التي تعيشها ميلشيات هو حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها مؤخرا.

وقال مخاطبا أتباعه: "التحالف يضغط علينا في محاور عديدة،واتجه في عملية التصعيد نحوالمناطق الوسطى"،في إشارة للانتصارات التي حققها الجيش خلال اليومين الماضيين في دمتو البيضاء.

بدوره قال المحلل السياسي سعود السرحان إن تلك المعركة تمثل مرحلة جديدة في تحرير اليمن هي مرحلة بداية النهاية،مشيراً إلى أن الحديدة هيآخر المدن الكبيرة التي يسيطرعليهاالحوثيون ولن يبقى لهم بعد ذلك سوى العاصمة صنعاء يتحصنون بها.

وأضاف السرحان أن كل المؤشرات تقول إن تلك عملية صعبة جداً وأكبر من قدراتهم فمقاتلوهم لا يتجاوزون ألفي مقاتل في المدينة ويعدو نفيها من الغرباء المنبوذين ،موضحا أن استعادة المدينة الاستراتيجية وحرمان الحوثيين من أهم مصادر تمويلهم وتسليحهم سيدفعهم دفعاً إلى طاولة المفاوضات، وما لم تحققه الأمم المتحدة من صمتها الطويل سيحققه العمل العسكري بعد أنطال انتظاره.

واعتبر الكاتب صادق ناشر أن قرار معركة تحرير الحديدة قراراً استراتيجياً في الحرب من أجل ضرب العمود الفقري للحوثيين ، لما تشكله المدينة من أهمية عسكرية وأمنية واقتصادية ، لافتاً إلى أن استعادة المدينة تعني قطع شرايين الإمداد العسكري والاقتصادي عن الحوثيين باعتبار أن ميناء المدينة هو المعبر الوحيد لتهريب الأسلحة الإيرانية ،وخصوصاً الصواريخ التي يتم استخدامها ضد السعودية.

ولفت إلى أن تحرير المدينة سيضع جماعة الحوثي أمام خيارات صعبة ذلك أن تقليص نفوذهم في منطقة استراتيجية مهمة وإبعادهم عن الساحل سوف يفرض عليهم إعادة النظر فى سلوكهم السياسي والعسكري.

وشدد الكاتب المصري والسياسي مصطفى السعيد على أن السيطرة السريعة لقوات التحالف العربي على مطار وميناء الحديدة سيشكل ضربة قوية لقوات الحوثيين وحلفائهم.

بينما يرى الخبيرالعسكري والسياسي العميد الركن محمد جسار أن استكمال تحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من المليشيات الحوثية أصبح قاب قوسين أو أدنى.

وأضاف أنه مع استكمال تحرير الحديدة من المليشيات الانقلابية ستتغير معادلة المعركة ميدانياً في كل الجبهات العسكرية التي يخوضها الجيش الوطني مع عناصر الانقلابيين ،كما يرتفع سقف ميزان القوة العسكرية لصالح قوات الشرعية التي أضحت عسكرياً قادرة على الحسم العسكري واستعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل يوم 21 سبتمبر 2014.