مسهور :صكوك الغفران للحوثيين إهانه للشعب اليمني

الأربعاء 14 نوفمبر 2018 04:17:00
testus -US


بدأ الكاتب اليمني هاني مسهور مقاله بجريدة "العرب" الحديث عن العدالة الانتقالية التي غابت تحت ذريعة الحث على الانشقاقات في صفوف الحوثيين ،واصفًا أياها بالمقيته، لما فيها من  إهانة لشعب عرف التشرد والخوف على مدار سنوات الانقلاب الحوثي.

أشار إلى بداية تحول الخلاف السياسي إلى ديني في صيف عام 1994،عندما وقعت في اليمن، بجنوبه وشماله، أبشع الجرائم عندما أصدرت مراكز القوى التقليدية المتنفذة في شمال اليمن فتاوى التكفير بشعب الجنوب إثر الخلاف الذي وقع بين شركاء الوحدة اليمنية علي سالم البيض ممثل الجنوب، وعلي عبدالله صالح ممثل الشمال، ومثلت فتاوى التكفير نقطة تحول ظهرت بعدها فظاعات وجرائم واسعة وصلت إلى حد استباحة كل ما على تراب الجنوب العربي بغطاء من تلك الفتاوى والشعارات المتعصبة، ليتم إغفال العدالة الانتقالية جراء المظالم التي حدثت في الجنوب للتحول إلى انتفاضات شعبية بدأت بانتفاضة المكلا عام 1997 وبلغت ذروتها في 2007 بإعلان الحراك الجنوبي مطالبه بفك الارتباط السياسي عن شمال اليمن.

 قال إنه لم يكن انقلاب الحوثيين على المؤسسة الشرعية في سبتمبر 2014 سوى الجريمة السياسية الأكثر بشاعة في التاريخ اليمني، فالحوثيون تعمدوا هتك النسيج الاجتماعي بكل فظاعة؛ فمن تفجيرهم للمساجد إلى تفجير منازل خصومهم، مرورا بغزوهم للعاصمة عدن وجرائم الحرب الموثقة في جريمتي دار سعد والتواهي في يوليو 2015 واستهداف البنية التحتية وتدميرها، وصولا إلى اغتيالهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتصفيتهم الجسدية للمئات من ضباط الحرس الجمهوري في ديسمبر 2017.

 أوضح أن  زعيم الانقلابين عبدالملك الحوثي ، كان يوزع على أتباعه صكوك دخول الجنة لتحفيزهم على قتل المدنيين وانتهاك الحرمات، وكانت أذرع الحوثي في سنوات الانقلاب تعمل على تأليب الرأي العام داخل اليمن، ومن خلال وزارة التعليم غيرت المناهج وتحولت إلى مناهج طائفية تزرع الكراهية وتخرب عقول أجيال من أبناء اليمن، ومع ذلك فلقد تم الاحتفاء بانشقاق مسؤول متورط في أدلجة عقول أطفال اليمن، تماما كما يتم الاحتفاء بوزير إعلام حكومة الانقلابيين الذي شارك في ترويج الأفكار الطائفية وحرض على الكراهية من كافة المنابر الإعلامية الممولة من إيران.

 مؤكدًا إن تغييب العدالة الانتقالية تحت ذريعة الحث على الانشقاقات في صفوف الحوثيين ،فيها استهانة بمئات الأمهات الثكلى، وفيه إهانة لشعب عرف التشرد والخوف والجوع والبطش على مدار سنوات الانقلاب الحوثي. ولا يمكن قبول مبدأ “المؤلفة قلوبهم” مع كل الذين شاركوا في جريمة الانقلاب، ولا يمكن القبول بأن تمنح الشرعية صكوك البراءة لأن ذلك يتناقض مع مرجعية مخرجات الحوار الوطني التي فصلت في العدالة الانتقالية ووضعت لها إطارا لم يكن موجودا في التاريخ السياسي اليمني سابقا، وهذا ما يتعين على الحكومة الشرعية أن تعيه وهي التي تتشدق بالمرجعيات كلما احتاجت إليها.

 أشار إلى إن تقديم صكوك البراءة للمنشقين عن ميليشيات الحوثي هو جريمة قانونية منكرة وخرق فاضح لمرجعية الدين الإسلامي قبل أي مرجعية أخرى، فتغييب القصاص العادل ومنح المجرمين براءة من جرائمهم أقصى ما يمكن أن تصل إليه الجريمة بحق ملايين المظلومين من الشعب اليمني، بل هي جريمة تتجاوز اليمن إلى الإقليم العربي الذي ضحى بأبنائه، السعوديين والإماراتيين والسودانيين والمغاربة، في حرب استعادة كرامة الإنسان قبل استعادة الشرعية.