انفصاليون بامتياز

عادل المدوري

إذا كنت جنوبياً وتذود وتنافح عن الجنوب بكل ما أوتيت من قوة وإخلاص لهذا الوطن، وفقاً لذلك أنت لا تصدق المتلونين وعديمي المبدأ الذين وإن ارتدوا قناع الوطنية والثورية إلى جانبك فهم من أصحاب الطابور الخامس ولهم سوابق في الوقوف إلى جانب أعداء الوطن والساعين لتخريبه وهدمه والمحرضين على الفوضى وإذكاء نار التفرقة بيننا، وأنت تدرك أفعالهم ولا تنطلي عليك حيلهم وأعذارهم، فإنك يا عزيزي انفصالي بامتياز.

الانفصاليون، هو مصطلح استحدثته قديماً القطط السمان وبعض السياسيين في الشمال عقب احتلال قوات العربية اليمنية لدولة الجنوب عام 94م، استخدم كتهمة للجنوبيين الشرفاء المطالبين بحقوقهم المشروعة، بعد أن شعروا أنهم أغراب في الجنوب والمجتمع الجنوبي ينبذهم وينظر إليهم على أنهم قوات محتلة، فكانوا يسعون لمواجهة الشرفاء من أبناء وبنات الجنوب عبر مطابخهم وذبابهم الإلكتروني ومرتزقة المباحث في وسائل الإعلام سابقا ومنصات التواصل الاجتماعي مؤخراً، تارة بالازدراء والانتقاص من أصولنا، ونحن أصل العرب، وأخرى بتزييف الوعي وبث الشائعات المغرضة وزرع الفتن التي اغتالت أمل البقاء والعيش المشترك معهم.

نحن الانفصاليون من وقفنا ثابتين على تراب أرضنا حين عصفت قوات الحوثي بالبلاد وهرب من يدعون الوطنية إلى الرياض والقاهرة وإسطنبول، وبرهنت أحداث الربيع العربي وما تلاها من انقلاب الحوثي ثم عاصفة الحزم على أصالة معدن الانفصاليين. حيث واجهت القوات الانفصالية «المدعومة إماراتيا»، كما يحلو لهم تسميتنا، بإمكانيات فردية، جيشا جرارا من الحرس الجمهوري وقناصة الحوثي في الجنوب على الرغم من قلة عددنا، (نحن خمسة ملايين فقط وهم ثلاثون مليونا)، إلا أننا أثبتنا لأشقائنا الخليجيين وللعالم أننا حاضنة عربية وإسلامية قطعنا اليد الفارسية التي حاولت أن تتمدد في الجنوب، ولم يرَ التحالف العربي أي خيانة من أي جندي جنوبي انفصالي منذ بداية عاصفة الحزم، وقد استطعنا تحرير خمس محافظات في خمس أسابيع وبشهادة قيادات عسكرية بالتحالف العربي، مدونة وموجودة.

هل ترغب- عزيزي القارئ- أن تعرف عن الانفصاليين الجنوبيين أكثر؟.. هم أولئك القوم الذين كانوا يشكلون الحلقة الأضعف في الدولة اليمنية المركزية في صنعاء ولا يعتد بهم، وكانت تسلب حقوقهم وتنهب أراضيهم ويحاربون في أرزاقهم والتنكيل بمعيشتهم، وإن تكلم فيهم أحد وقال آه... قالوا له أنت انفصالي.. حينها كانت أصوات «الدولة دولتنا» والمتحزبين ومن على شاكلتهم هي الأعلى.

دعك يا صديقي الانفصالي المحترم من توزيع صكوك الوطنية والتخوين والتصنيف على الأهواء، فقد أوضحنا مرارا وتكرارا أن التوصيف للحالة والقضية الجنوبية لا يمكن اعتباره انفصالا لأننا لسنا كيانا واحدا وانشطر إلى كيانين، وإنما كيانان ودولتان اندمجتا في وقت ما وباتفاقية شراكة وفشلت وتم فض الشراكة وعادتا إلى الوضع السابق، دولة في الشمال وأخرى في الجنوب.

فهم يعون جيدا التسمية القانونية، لكنهم لا يريدون أن يفهموا ومستمرون في التسميات الرخوة، ثم عليك يا صديقي الانفصالي بحكمة الزعيم العربي جمال عبدالناصر حيث قال «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، قالها عقب نكسة 67م واستطاعت مصر بالقوة استرجاع شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل.​


مقالات الكاتب