خبراء: الحوثيون لن ينصاعوا للحل السلمي ما دام هناك من يسعى لبقائهم في الحديدة
أكد عدد من الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين ، أن الحوثيين لن ينصاعوا للحل السلمي ما دام هناك من يحاول إعاقة تحرير الحديدة.
وشدد الخبراء في أحاديث نقلتها عنهم يومية "الاتحاد" الإماراتية أن تحرير مدينة الحديدة خطوة محورية وأولى في الطريق نحو السلام وإجبار ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على الخضوع لمحادثات السلام.
وأضافوا أن السلام في اليمن لن يتحقق مع بقاء الميليشيات الحوثية في الحديدة لمواصلة تهديدها للملاحة الدولية وتهريب الأسلحة والصواريخ القادمة من إيران، مستغربين تعالي الأصوات مع كل عملية لتخليص أهالي الحديدة وتحريرها من سيطرة الانقلابيين.
تحركات مشبوهة
يشير الخبير العسكري في الجيش اليمني، العقيد الركن يحيى أبو حاتم، إلى أن التحركات الأخيرة لوقف العمليات في الحديدة ما هي إلا تحركات لإنقاذ ميليشيات الحوثي من الهزيمة، خصوصاً أن قوات المقاومة المشتركة والتحالف العربي باتت على بعد كيلومترات من ميناء الحديدة الاستراتيجي. وأضاف الخبير العسكري، أن التحرك الحثيث من بعض الدول والأطراف، وعلى رأسها المبعوث الأممي لإيقاف العمليات العسكرية في الحديدة يمثل علامة استفهام وتساؤل حول حقيقة هذه التحركات التي تأتي لخدمة الحوثيين الذين باتوا منهزمين وفي أضعف حالاتهم. وأشار إلى أن الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية لا يتحركون ولا يسمع لهم أي صوت سوى مع اقتراب كل عملية لتحرير الحديدة، موضحاً أن الحوثيين خلفوا كارثة إنسانية كبيرة في الحديدة بدءاً من سيطرتهم على المساعدات الإغاثية الواصلة إلى ميناء للحديدة وإعاقة كل الجهود التي تسعى لإنهاء هذه الكارثة. وقال الخبير العسكري، إن «ميليشيات الحوثي تتلقى دعماً من منظمات أممية لا تزال في العاصمة صنعاء وتغدق الأموال الكبيرة للجماعة عبر مشاريع إنسانية وهمية وأيضاً عبر الحديدة التي تمثل طريقاً رئيساً للتواصل معهم».
توسلات دولية
بدوره، أكد الناطق الرسمي للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي العقيد صالح دويد، أن ميليشيات الحوثي في الحديدة تتوسل المجتمع الدولي بهدف إيقاف معركة تحرير. وقال إن تحرير الحديدة سيمنح الفرصة للسلام، خصوصاً أن الميليشيات ستفقد المورد الرئيس الذي يغذيها بالموارد الكبيرة لإطالة أمد الحرب، موضحاً أن الميليشيات الحوثية تقدم عروضاً واهية للمجتمع الدولي من أجل إيقاف العمليات العسكرية، وكسب المزيد من الوقت لترتيب صفوفهم. وأشار إلى أن العمليات العسكرية في الحديدة لن تتوقف حتى تطهيرها بالكامل من الميليشيات الحوثية الإرهابية، موضحاً أن القوات المشتركة باتت اليوم تسيطر على أجزاء واسعة من الحديدة، وستمنح فرصة للسلام، بشرط خروج الميليشيات من الحديدة وتسليمها الميناء.
خدمة كبيرة للحوثيين
بدوره، أكد الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسين لقور، أن الحوثيين لن ينصاعوا إلى أي حل سلمي ما دام أن هناك من يحميهم ويحافظ على بقائهم في الحديدة، موضحاً أن بعض القوى الدولية تعمل على إعاقة معارك تحرير الحديدة بهدف إبقاء الحوثيين أقوياء ومتماسكين.
وأضاف أن هناك أطرافاً دولية باتت اليوم مكشوفة ومعروفة، وتسعى لدعم الحوثيين من أجل تحقيق أرباح كبيرة من الحرب، وهذه الدول لا تهتم بالأوضاع الإنسانية التي تسببت بها الميليشيات، لافتاً إلى أن المساعي الأخيرة لإيقاف معركة الحديدة التي تحقق انتصارات كبيرة على الحوثيين تأتي لخدمة الحوثيين الذين يحبطون كل الجهود الرامية للسلام. وأضاف أن تحرير الحديدة سيقرب عميلة السلام بشكل كبير، وسيجبر الحوثيين على الاتجاه نحو هذا الطريق، والاستفادة من أي جولات ومباحثات قادمة.