قصف وخطف واعتقالات رغم الهدنة..الحوثيون لا عهد لهم
رأي المشهد العربي
استغلت مليشيات الحوثي الإرهابية، الهدنة المقررة في مدينة الحديدة لمعاقبة المدنيين، حيث صعدت من حملات الاعتقالات والمداهمات للبيوت والقصف العشوائي خلال الأيام الماضية كدليل جديد على خيانة هذه المليشيات وعدم التزامها بالعهود.
وأقدمت مليشيات الحوثي على اختراق الهدنة، بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها من قبل قوات القوات المشتركة التي سيطرت على مساحات ومواقع استراتيجية في مدينة الحديدة، حتى اقتربت القوات من شارع التسعين الذي من خلاله تستطيع الوصول إلى نقطة الشام الرئيسية والتي بالسيطرة عليها تتمكن القوات المشتركة من حصار المليشيات من جميع الاتجاهات فضلاً عن أنها اقتربت من السيطرة على ميناء الحديدة مما دفع الحوثيون إلى طلب التفاوض.
وقصفت ميليشيات الحوثي خلال الساعات الماضية، عدداً من المصانع والمنشآت في مدينة الحديدة كما أقدمت على قصفت مجمع إخوان ثابت بعددٍ من قذائف الهاون رغم أنه بعيد عن مسرح المواجهات، حيث أدى القصف إلى اشتعال النيران بكثافة ملحقاً أضراراً جسيمة بالمباني والآليات.
يأتي هذا فيما قامت المليشيا الحوثية بشن حملة اختطافات واعتقالات غير مسبوقة في الحديدة منذ سيطرتها على المحافظة أواخر عام 2014.
وأوضحت مصادر محلية أن عمليات الاختطاف طالت شبابا وشيوخا ومراهقين وطلاب جامعات وعددا من عمداء الأحياء السكنية، إلى جانب شن مداهمات لأحياء ومنازل بتهمة التعاون مع القوات المشتركة التي أوقفت عملياتها مؤقتا منذ الثلاثاء، استجابة لدعوات دولية لإعطاء المنظمات فرصة لإجلاء كوادرها والتعرف على تلبية المليشيا نحو السلام.
لم تتوقف مليشيات الحوثي الإرهابية عند هذا الحد بل أقدمت على إحراق مستودعات مؤسسة الكهرباء الحكومية، ما تسبب بإتلاف مواد خاصة بالشبكة الكهربائية تكلفت ملايين الريالات.
وقال بيان للمقاومة المشتركة، إن مليشيا الحوثي أحرقت مستودعات الكهرباء الواقعة غرب دوار المطاحن بالأحياء الشرقية داخل مدينة الحديدة قبيل فرارها، بعد تمشيط قناصتها من شارع الخمسين والأحياء المجاورة للمطاحن من قبل القوات المشتركة.
وأكد البيان أن المليشيا قصفت بالقذائف الأحياء السكنية في شارع الخمسين ومحيط دواري "المطاحن" و"يمن موبايل"، ما خلفت أضراراً كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، بينما دفعت القوات المشتركة بتعزيزات تابعة للشرطة العسكرية بهدف تأمين الممتلكات التي تم تطهيرها في العمليات الأخيرة.
وخلافاً لدعوات الحوثيين للموافقة على خطوات السلام، تشن مليشياتها هجمات ليلية كبيرة على امتداد الخط الساحلي لمحاصرة القوات المشتركة، في خروقات تكشف استثمار المليشيا دعوات السلام في بناء التحصينات، وحشد المقاتلين لا أقل ولا أكثر.
وأعلن العقيد أحمد الجحيلي ركن استطلاع اللواء الثاني عمالقة، أن الميليشيات استهدفت بمدفعية الهوزر مصانع الألبان وثلاجة المخلافي، ومصانع أخرى مما أسفر عن إحراقها وتدميرها.
ولفت إلى أن الميليشيات تنفذ عمليات انتقامية، تهدف إلى تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية في الحديدة .
وأضاف: "تسعى المليشيات عبر خطط ممنهجة لتدمير الاقتصاد والمنشآت الحيوية".
كما أكد العقيد الجحيلي أن مليشيات الحوثي الانقلابية قامت بنقل جميع المعتقلين والمختطفين من سجونها في مدينة الحديدة، إلى أماكن مجهولة، واقتحمت منازل عدد من المدنيين في الأحياء السكنية في مدينة الحديدة، وقامت باختطاف العشرات من الشباب والمواطنين، بحجة تعاونهم مع الجيش الوطني.
ولفت إلى أن المليشيات الانقلابية تعيش حالة من الخوف، وتعاني انهياراً محتوماً في الحديدة، وذلك بعد تحرير قوات الجيش الوطني أجزاء واسعة من المدينة.
وفي السياق، وجه وزير الإعلام اليمني بلاغاً للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث وإلى المنظمات الدولية، يفيد بأن ميليشيا الحوثي قصفت مصانعَ الألبان التابعة لمجموعة إخوان ثابت في الحديدة أثناء الهدنة، مشيراً إلى أن الميليشيات لا تؤمن بثقافة السلام ولا تلتزم باتفاق.
وكشفت مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي شنت حملات دهم ونهب لعدد من منازل المواطنين النازحين من مدينة الحديدة وحولت منازلهم إلى ثكنات عسكرية بعدما نهبتها بما فيهم منزل رجل أعمال نهبت الميليشيات الانقلابية منزله كاملا".
وأوضحت المصادر أنهم شاهدوا الميليشيات الانقلابية تدخل بشاحناتها الكبيرة إلى مجمع معهد النور سابقا وسط المدينة وعليها أشجار نخيل، يعتقد أنها مفخخة بالألغام كما عملت ذلك سابقا في الساحل الغربي حيث يبدو على الميليشيات أنها تفكر في وضع الأشجار في مداخل الأحياء السكنية تحسبا لدخول قوات الجيش ، علاوة على استمرارها في حفر الخنادق ووضع المتارس الترابية والخرسانية وتفخيخ المباني والمرافق الحكومية، ما يؤكد أن هذه المليشيات لا تعترف بالسلام وإنما بالقوة الرادعة.