تحليل: إيران تسابق الزمن لتعويض الحوثيين

إيران تسابق الزمن لتعويض الحوثيين

ثابت حسين*

بعد أسابيع قليلة من وقف إطلاق النار الذي أنهى الحملة الجوية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية عبر قصف المنشآت النووية الإيرانية المحصنة...بدأت تتكشف عمليات ايرانية واسعة لتعويض الحوثيين عن الاسلحة والذخائر وخاصة للصواريخ والطيران المسير التي تم تدميرها.

اللافت أن المضبوطات السابقة من قبل القوات المنضوية تحت مظلة الشرعية اليمنية، وكذلك المضبوطات الأمريكية خلال السنوات الماضية كانت تقتصر عمومًا على أسلحة صغيرة أو قطع غيار، بدلاً من الصواريخ المجمعة بالكامل كهذه التي تم الإعلان عن ضبطها.

وشملت المضبوطات الأخيرة صواريخ "قادر" المضادة للسفن التي طورتها إيران، ومكونات لنظام الدفاع الجوي "صقر"، الذي استخدمه الحوثيون لإسقاط طائرات بدون طيار أمريكية من طراز MQ-9 ريبر.

هناك مؤشر آخر أهم هو استخدم مقاتلوا الحوثي قذائف صاروخية وصواريخ وطائرات مُسيّرة لإغراق سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل 3 من أفراد طاقمهما على الأقل واحتجاز آخرين رهائن، كم أعلنت الجماعة عن اطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل منذ أسابيع، على الرغم من اعتراض معظمها.
اللافت أيضا أن البيان الصادر عن الجانب اليمني أوضح "إن الأسلحة تمر عبر دولة جيبوتي ، وأنها حصلت على عدة وثائق باللغة الفارسية تشير إلى أن مصدرها إيران...".

وهنا يتم الكشف عن مصدر وممر جديد لتهريب الاسلحة للحوثيين هو جيبوتي إضافة إلى سلطنة عمان...ناهيك عن الموانيء المفتوحة أمام الحوثيين في الحديدة وحجة ومطار صنعاء قبل تدميره من قبل الطيران الإسرائيلي. توقيت وحجم هذه الشحنة يؤكد أن إيران تتحرك بسرعة لتجديد مخزون الحوثيين الذي استنفذته الغارات الجوية الأمريكية.

هذا يعني ببساطة أن إيران تعد نفسها ليس فقط لدعم الحوثيين وكذلك حزب الله، بل وللرد على أي ضربات إسرائيلية أو امريكية محتملة.
لكن يظل الأهم بالنسبة هو تداعيات تطورات كهذه على الملف اليمني عامة والجنوبي خاصة.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري