تحليل: الموت البطيء أشد وطأة وقهرا
الموت البطيء أشد وطأة وقهرا
ثابت حسين*
وضع البلد المسمى افتراضيا منذ 22 مايو 1990 "الجمهورية اليمنية"...وضع غريب وعجيب.
منذ أعوام عديدة يعيش هذا البلد في حالة اللاسلم واللاحرب؛ وهي حالة تحمل في مقتضياتها ما يؤسس لتداعيات خطيرة، في مقدمتها إفراغ القوى السياسية من فاعليتها، وإحالة البلد إلى المكوث في حالة اللا استقرار، وتتيح لتجار الحرب الاستثمار ومراكمة ثرواتهم على حساب استمرار معاناة عامة الناس وتكريس واقع اللا دولة، وهو ما يعني ذهاب سلطة الحوثيين إلى تقديم نفسها سلطة أمر واقع في الشمال...بل أن البعض يحاول أن يعتبر الحوثيين "هم اليمن واليمن هو الحوثيون"...كل ذلك يتم في ظل خمول وفشل وفساط السلطة اليمنية التي يعتبرها العالم "شرعية".
حتى دول العالم التي تستضيف لاجئين "يمنيين" احتارت في تصنيف هذا البلد (أمنا أم غير آمنا)؟.
ففي هذا البلد بدأت الحرب مع بداية عام 2015م بعد انقلاب الحوثيين على الرئيس هادي والسيطرة على محافظات الشمال ومن ثم غزو الجنوب وعاصمته عدن- قبل أن تتمكن المقاومة الجنوبية -خلال أشهر محدودة بدعم من التحالف العربي من صد غزو الحوثيين واجبارهم على الانسحاب-.
أما الشمال فظل وما زال تحت سيطرة الحوثيين بسبب عجز او تخاذل وتخادم القوى الشمالية المنضوية تحت مظلة الشرعية مع حركة الحوثيين.
بالمقابل تستمر الحرب ضد الجنوب سواء بشكلها العدواني على المناطق الحدودية بين الجنوب والشمال أم بدعم جماعات القاعدة وداعش التي تخصصت في اغتيال القيادات الجنوبية، دون غيرها، وزعزعة أمن واستقرار الجنوب واستمرار وتيرة حرب الخدمات.
بالمجمل هذه الحالة لا تخدم سوى الحوثيين وتجار الحروب افرادا وجماعات ودولا، وكبار موظفي جهاز السلطة اليمنية الشرعية المقيمون غالبا خارج البلد.
لذلك ووسط الإهمال الدولي والاقليمي لملف الأزمة والحرب في اليمن...بات حقا ولزاما على المجلس الانتقالي الجنوبي وكل القوى الجنوبية أن ياخذوا بزمام المبادرة لانتزاع حقوق الجنوبيين في العيش الكريم والسياة على ارضهم...وبات لزاما على كل جنوبي عاقل وناضج وحر أن يقف داعما ايجابيا للخطوات التي اتخذت وستتخذ تباعا وتصاعديا إن شاء الله.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري