تقرير: صعود القوى الوطنية يضيّق الخناق على الأذرع الإرهابية لقطر في ليبيا

الخميس 22 نوفمبر 2018 11:56:17
testus -US

رأى تقرير أن الدوحة وجدت في ليبيا أداة طيعة في عملية تدمير البلاد عبر أعوانها في التنظيمات الإسلامية، تنفيذاً لأطماع بعض الدول الغربية بغية تصوير قطر وكيلاً حصرياً لأجنداتها.

وبحسب ما نشره موقع "بوابة إفريقيا الإخبارية" أمس الأربعاء، فإن منطقة مصراتة كانت إلى فترة قريبة، مركزاً من مراكز المشروع التدميري القطري بفضل تواجد قوى النفوذ الإخوانية فيها.

واعتبر الكاتب أن السنوات الأخيرة شهدت انحساراً للدور القطري في ظل صعود قوى وطنية تعلن صراحة رفضها لخيارات الدوحة في علاقتها بجماعات الإسلام السياسي التي استغلت الأوضاع الأمنية لتمارس نفوذها في عدة ملفات اقتصادية وأمنية.

وبدأ الانحسار القطري يتضح تدريجياً منذ 2015، بعد أن فهمت القوى الغربية أن التنظيمات الإرهابية التي دعمتها في مرحلة أولى، بدأت تنفلت وتسبب قلقاً ليس لليبيا فقط، بل أيضاً لكامل الإقليم المطل من حيث سواحله على الواجهة الأوروبية.

وأوضح التقرير أن مصراتة من المدن التي اعتبرت بعد الإطاحة بالزعيم معمر القذافي، مركزاً حصرياً للإسلام السياسي المدعوم من الدوحة وأنقرة اللتين ساهمتا مادياً وسياسياً في الهجمة التي شنتها قوات الـ"ناتو" في ليبيا وساهمت في تخريب كل القطاعات وفتحت البلاد على كل أنواع الفوضى والفساد، لكن نفوذها في الفترة الحالية يتراجع بشكل واضح، وقد يغيب تماماً على الرغم من محاولات قوى الإسلام السياسي الحصول على إنعاشات ودعم من تركيا.

ويؤكد مراقبون أن تراجع النفوذ القطري الإخواني سببه الاستقرار الأمني الذي كسر فكرة أن القدرة المالية الإخوانية تستطيع التحكم بجميع مقاليد السلطة والحكم بالمدينة.

وبالتالي، فإن هذا الاستقرار مكّن بعض المسؤولين من الصدح بموقفهم المناهض لقطر، من بينها بيان المجلس البلدي لمصراتة في أغسطس (آب) 2017، الذي تناول زيارة أطراف من "البنيان المرصوص"، وشدد على أنها لا تلزم المدينة ولا مؤسساتها الرسمية في شيء، مضيفاً "إن الشخصيات والوفود والتي لا تقوم بالتنسيق مع الجهة الشرعية والرسمية بالمدينة وهو المجلس البلدي مصراتة في زياراتها أو اجتماعاتها أو لقاءاتها داخل البلاد أو خارجها، لا تمثل المدينة وأهلها".

ويتابع التقرير أن مؤشرات السنتين الأخيرتين تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الدويلة الخليجية باتت كثيرة الخصوم، وأن جناحها الإخواني في مصراتة يلفظ أنفاسه الأخيرة.

ويشير التقرير إلى أن أهم "انقلاب" على الدور القطري أتى مع بيان الناطق باسم "البنيان المرصوص" العميد محمد الغصري في 2017، عندما مد يده نحو الجيش طالباً الحصول على معلومات من شأنها القضاء على التنظيمات الإرهابية بما فيها داعش، موقف يأتي بعد معارضته لفكرة توحيد الجيش إرضاءاً لأفكار التقسيم التي بثتها أنقرة والدوحة.

ويرجح الأمر بروداً في العلاقة مع قطر أو اقتناعاً أن دورها بدأ في الانحسار لفائدة قوى معادية لمشروع الإسلام السياسي، ويختم التقرير بالتحذير من خطورة الجماعات المتشددة الأخرى الموالية لفكر الإسلام السياسي، التي تستمر بمحاولات لفرض ذاتها بخاصة مع امتلاكها لخيارين رئيسيين ومحددين وهما المال والسلاح، بالإضافة إلى الدعم التركي.