محمد فتحي يحذر من المبالغة في التعامل مع التريند: يصبح الرأي العام مُوجَّهًا بالعاطفة لا بالحقائق

الأحد 14 سبتمبر 2025 15:09:00
testus -US

حذّر محمد فتحي، الخبير المتخصص في الإعلام الرقمي، من تنامي ظاهرة تصوير الخلافات والمشادات الشخصية ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذا السلوك بات شائعًا في ظل الانتشار الكبير للهواتف الذكية وسهولة مشاركة المقاطع المصورة، لكنه يحمل مخاطر جسيمة على الوعي المجتمعي.

وأوضح فتحي أنه رغم أن الهدف الظاهري أحيانًا يكون توثيق الحقيقة؛ إلا أن الاستهلاك المفرط للتصوير قد يخلق نتائج عكسية، فيمنح القوة للطرف الذي بدأ التصوير، لأنه يبدو في الفيديو وكأنه الضحية، بينما قد يتم تجاهل ما حدث قبل بدء التصوير"، مشيرا إلى أن هذا السلوك قد يؤدي إلى تشويه الحقائق، حيث يتم اقتطاع المشهد من سياقه، ويُحكم على الأشخاص بناءً على بضع ثوانٍ، فيغيب الوعي، ويصبح الرأي العام مُوجَّهًا بالعاطفة لا بالحقائق؛ والأخطر أن البعض قد يستفز الطرف الآخر عمدًا ليبدأ المشادة، ثم يبدأ التصوير لإظهار نفسه في صورة المظلوم.

وأكد خبير الإعلام الرقمي أن الوعي المجتمعي هو الحل؛ وإذا كان التوثيق ضروريًا، فيجب أن يتم بحرص ومسؤولية، ويُسلَّم مباشرة للسلطات، لا أن يُنشر بغرض التشهير أو كسب التفاعل، لافتا إلى أن الاستخدام غير الواعي للتصوير يحول الخلافات البسيطة إلى أزمات، ويضر بجميع الأطراف، لذلك فإن نشر ثقافة ضبط النفس والتفكير قبل الضغط على زر التسجيل أصبح ضرورة ملحّة لحماية العدالة