الطفل تركي يسأل عن الحمار..!!

علي محمد السليماني

هو رجل ليس بالسياسي الذي يشار له بالبنان وليس بالتاجر الذي يخطب وده الكل وليس بالعالم الكبير وليس بالاديب الشهير ولكنه رجل من هذا الوطن المنكوب ارضنا الطيبة هذا الجنوب العربي يمتلك حضور مجتمعي وكارزمي وسرعة بديهة ومقدرة على الغوص في الاعماق لاستكشاف جواهر الرجال المدفونة في مقابر الحياة ، له نظرة ثاقبة وبعيدة في التاريخ والانساب والاحداث ، ومحدث ليق اذا التقيته مرة وتحدثت معه فلن تنساه ،سيظل حديثه حاضرا في الذهن ،وتظل صورته مرسومة بالوان الاعجاب والتقدير.. زاملته في الرابطة وفي حرب 94م على الجنوب هو كان في حبهة جعولة مع المتطوعين ومسود هذه السطور مع فريق متطوعي جبهة دوفس.. وفي العمل معا ومع البارزين في تاسيس الحراك الجنوبي السلمي ،وفي حرب2015 شارك هو في جبهة البساتين ومسود هذه السطور شارك بالراي والنصح في جبهة العريش التي يشارك فيها ولديه.. 
اما الطفل تركي فهو لأم من اطفال صبرا وشاتيلا الذي استقبلهم نظام الجنوب مطلع ثمانينات القرن الماضي ووالده من مهمشي قادمي الشمال ، وانجبت الام تركي وشقيقه اصغر منه وفارقت الحياة ، بينما تزوج الأب من مهمشه ، والطفل تركي كان يتردد على منتدى السليماني يوميا ويشرب قلصا من الماء البارد ويمد له الحاضرين بما كتبه الله له.. وكان الحمار وياريت كاتب هذه السطور يكون بمستواه ، اكثرنا مدا واكثر المد قيمة .. عرض اللواء محمد علي هادي تبنيه ورفض والده.. وعرض الشيخ امين عبدربه البابكري تسجيله في المدرسة ودفع كافة الرسوم والملابس والدفاتر وتكاليف المواصلات الى المدرسة ،ورفض ايضا والده اليوم الجمعة 23 نوفمبر الطفل تركي لقي ولدي عارف في الدكان وساله عن الحمار بعد سنتين ونصف من وفاته ،شهيدا باذن الله في جنة الفردوس الاعلى..
*ذلكم هو المغفور له باذن الله الشهيد صالح احمد البابكري ، احد ابرز مؤسسي الحراك الجنوبي العسكري والحراك الجنوبي السلمي ، نائب رئيس المجلس الوطني الاعلى للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة .


مقالات الكاتب