جولة ولي العهد السعودي لتجاوز قضية خاشقجي
تعكس الجولة العربية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي شملت كلا من الإمارات والبحرين ومصر، ومن المتوقع أن تشمل تونس والجزائر والأردن، أن السعودية تسير نحو تطويق مخلفات مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وأنها تحوز في ذلك على دعم عربي واسع، فضلا عن تفهم ومساندة من دول مثل الولايات المتحدة وروسيا.
ووفقًا لصحيفة "العرب" قال مراقبون إن السعودية تسير نحو حصر قضية خاشقجي في بعدها الجنائي وإيلاء القضاء السعودي مسؤولية محاكمة منفذيها، وأن الجولة العربية لولي العهد السعودي وكذلك حضوره إلى قمة العشرين هدفهما التأكيد على أن القضية ليست لها أبعاد سياسية كما تحاول تركيا ووسائل إعلامها وبعض وسائل الإعلام الغربية الدفع باتجاهه.
وأكد هؤلاء أن الجولة العربية للأمير محمد بن سلمان تعكس رؤية السعودية الجديدة التي تقوم على تحويل التعاون العربي من دائرة النوايا والوعود إلى بناء شراكات جديدة تقرب بين الشعوب كما بين الزعماء، ويمكن أن تمثل النواة الصلبة لتحالف عربي فعال بوجه التحديات الإقليمية والدولية.
وتنظر دول عربية إلى هذه الجولة من بوابة المشاريع المشتركة التي سيتم الإعلان عنها، خاصة أن معظم هذه الدول تمر بظروف صعبة.
ووصل الأمير محمد بن سلمان الاثنين إلى العاصمة المصرية، في زيارة تستمر يومين، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وقال بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن الأمير محمد بن سلمان والسيسي سيتباحثان حول “بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض”.
وأعلنت القاهرة دعمها للرياض في مواجهة الحملة التي تتعرض لها من جانب وسائل إعلام مختلفة، عقب مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر الماضي.
كما استقبلت مؤسسات الأهرام وأخبار اليوم والجمهورية (الرسمية) واليوم السابع (الخاصة) الصحافية، الاثنين، نحو 33 من كبار الإعلاميين والكتاب في السعودية، وأجرى صحافيو الصحف المصرية حوارات مع الوفد السعودي، الذي مكث في كل مؤسسة نحو ساعتين، وقدم شرحا وافيا لرؤية الرياض إلى الأوضاع الإقليمية وضرورة تطوير الإعلام العربي.
ويقول البعض من المراقبين إن جزءا من روافد الأزمة يتعلق بالأداء الباهت للإعلام السعودي، في حين أدارت الجهات المقابلة له أزمة خاشقجي بحرفية وسبقته بخطوات، ما جعله يلهث خلفها، ما يستوجب إعادة النظر في دوره.
ويشير هؤلاء إلى أن الجولة العربية لولي العهد السعودي من شأنها أن تكسر حاجزا وهميا يجعل الإعلام العربي يتمترس حول بعده القطري المحلي، ويكتفي بحياد سلبي في القضايا التي تمس أمن وصورة دول عربية أخرى، وأن هذه الجولة يمكن أن تساعد في تجاوز هذا الحياد، وتبديد الصورة التي يرسمها الإعلام المعادي، ويؤثر من خلالها على الرأي العام في هذا البلد العربي أو ذاك.
ومن المنتظر أن يغادر الأمير محمد بن سلمان اليوم الثلاثاء مصر متجها إلى تونس للقاء المسؤولين التونسيين وعلى رأسهم الرئيس الباجي قائد السبسي، وسط توقعات بأن تفتح هذه الزيارة الباب أمام دعم سعودي لتونس في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها.
وقال نورالدين بن تيشة، مستشار الرئيس التونسي، إن علاقات بلاده مع السعودية كانت دائمة مميزة، وإن زيارة الأمير محمد بن سلمان تأتي لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون المشترك بين البلدين.
وبخصوص ما تنتظره تونس من هذه الزيارة، قال إن تونس تعول دائما على قدراتها الذاتية، ولكن وقوف الأشقاء العرب معها دائما مرحب به.
من جهته، رحب مهدي جمعة رئيس الحكومة السابق، ورئيس حزب البديل، بزيارة الأمير محمد بن سلمان، وقال إن “العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية تاريخية وتحكمها مبادئ الأخوة والتعاون المشترك”، مشددا على أنها زيارة هامة، ومؤملا أن “تسفر عن نتائج إيجابية تخدم المصالح المشتركة للبلدين”.
وبالتوازي، كشف مصدر حكومي أردني عن أن ولي العهد السعودي سيزور الأردن خلال الأيام المقبلة، وأن وفدا سعوديا وصل العاصمة عمان الاثنين للبدء بالتحضير للزيارة.