تحليل: الأزمات المزمنة...إلى متى؟

الخميس 13 نوفمبر 2025 16:46:30
testus -US

الأزمات المزمنة...إلى متى؟

ثابت حسين صالح*

منذ إعلان الوحدة الغادرة والجنوبيون يتعرضون لدوامة من مسلسلات القتل والتدمير والتجويع.

الأزمة المعيشية والخدمية تتفاقم اليوم وتتضاعف معاناة الناس وسط غياب تام لأي إجراءات حكومية توقف هذا التدهور المريع أو حتى تخفف من معاناة الناس.

الوعود التي قطعها رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورؤساء الحكومات المتعاقبة بوضع حلول لازمتي المعيشة والخدمات فيما يسموها "المناطق المحررة"...ذهبت أدراج الرياح وازدادت الاوضاع سوءا...

حتى الإجراءات التي كان قد اتخذها البنك المركزي في عدن وكذلك وزارة النقل بضغط شديد من الانتقالي، وكان يمكن لها أن تصوب مهام الحكومة في المجال الخدمي والمعيشي ووقف تدهور العملة والأسعار...تم التراجع عنها بذرائع شتى غير مقنعة وغير منطقية.

تم التراجع عن سحب السويفت من بنوك صنعاء تحت ذرائع انهيار الوضع المعيشي والاقتصادي في مناطق سيطرة الحوثيين.

وبقى الكود الدولي في بنك صنعاء ..مما يعني تحكم الحوثيين في انهيار العملة في محافظات الجنوب.

واضف إلى ذلك إيرادات هيئة الطيران 60 % تذهب للحوثيين وبالدولار وشفط العملات الأجنبية من مناطق الجنوب عن طريق العمالة والسلع والقات والخضروات وتحويلها إلى الشمال.

من إيرادات الجنوب تدفع فاتورة الاستيراد لمناطق الحوثيين.

تم تعطيل انشاء شركة اتصالات في الجنوب ورفض سحب مكتب وزارة النفط الرئيسي من صنعاء.

بالمختصر المفيد صبت تصرفات رئيس مجلس القيادة والوزرا الشماليين في مصلحة بقاء الحوثي ومده بكل أسباب الاستمرار في تهديد الجنوب عسكريا والتحكم باقتصاده...عن طريق بقاء مؤسسات الدولة السيادية في صنعاء وعن طريق التجار الشماليين المتحكمين باستيراد السلع الأساسية والتصنيع المحلي والعمليات المالية والمصرفية.

وعلى الرغم من الجهود التي بذلها بعض الوزراء ورجال الأعمال الجنوبيون لمحاولة تفكيك السيطرة الحوثية...إلا أن سلطة الشرعية كانت دائما عاملا محبطا لهذه الخطوات تحت مبررات التداعيات الإنسانية على الكتلة السكانيه الأكبر الموجودة في الشمال.

حتى الاحتجاجات الشعبية يجرى اختراقها وحرفها عن أهدافها بمحاولة ابعاد الجاني الحقيقي الذي تسبب في الوصول إلى استفحال أزمة الخدمات والمعيشة والعملة، ومحاولة حرف الاتهام نحو المجلس الانتقالي الجنوبي كي يحملوه وزر غيره.
الأخطر من كل ذلك رفع شعارات تثير الفتن بين مناطق الجنوب وتحرض على القتل والعنف والفوضى والتخريب.

أعتقد أنه أن الأوان لأن يصارح الانتقالي شعب الجنوب والتحالف والرباعية بكل الحقائق ويطالب بوقف حرب الخدمات والمرتبات والعملة ضد شعب الجنوب الذي قدم الالاف الشهداء من أجل التحرر من المليشيات الحوثية والجماعات الارهابية الاخرى.
شعب الجنوب يستحق أن يكافى لا أن يعاقب.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري