تحليل: ما تيسر عن حضرموت

الأحد 30 نوفمبر 2025 14:25:10
testus -US

ما تيسر عن حضرموت

ثابت حسين صالح*

محاولات سلخ حضرموت عن حاضنتها الجنوبية التي تمتد من المهرة شرقا حتى باب المندب والصبيحة غربا ومن سقطرى جنوبا حتى بيحان ومكيراس والحد والضالع شمالا...هي محاولات قديمة تتجدد بين الفينة والأخرى.

مثل هذه المحاولات استمات نظام 7/7 في تمريرها عن طريق التعامل مع وادي حضرموت كمحافظة منفصلة عن حضرموت وعن عاصمتها المكلا...لكنه فشل أمام الصمود الحضرمي والتلاحم الجنوبي.

هذا التلاحم الجنوبي جسدته العديد من المحطات الأساسية منها:

-انطلاق المسيرات الاحتجاجية الجنوبية من المكلا عام 1998 بقيادة القائد الجنوبي البارز حسن باعوم.

- الهبة الحضرمية الأولى التي قادها الشيخ المقدم سعد بن احمد بن حبريش والذي تمت تصفيته واثنين من مرافقيه صبيحة الثاني من ديسمبر2013 عند مدخل مدينة سيئون على أيدي عصابات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لنظام صنعاء، وذلك بسبب المؤتمر الذي دعا له بن حبريش في شهر يوليو من نفس العام 2013.

هذا المؤتمر الذي جمع كبرى قبائل وعشائر ومشايخ حضرموت حيث تم التوقيع على وثيقة حلف قبائل حضرموت ( دفاع مشترك) للاصطفاف والدفاع عن ابناء حضرموت الذين تعرضوا منذ حرب 1994 لتصفيات جسدية واعتقالات تعسفية ومطاردات للكوادر الامنية والعسكرية والسياسية التي ناهضت الممارسات الوحشية ونهب الثروة، ورفض ثقافة الفيد والبسط على الاراضي .

- تفجرت براكين الهبة الحضرمية الاولى والتي كانت في الـ 20 من ديسمبر 2013.اي بعد 18 يوم من استشهاده.

- ملحمة تحرير المكلا وساحل حضرموت في أبريل 2016 على أيدي النخبة الحضرمية، من تنظيم القاعدة الارهابي الذي كان قد استولى عليها بدعم من المنطقة العسكرية الأولى ومليشيات الحوثي الإرهابية أبان الغزو الثاني للجنوب 2015.

- المليونيات الجماهيرية التي شهدتها المكلا وسيئون ومدن حضرمية أخرى تأييدا لاستعادة الجنوب ورفض أي شكل من أشكال التواجد العسكري اليمني على أرض حضرموت.

اليوم وفي محاولة تعيد إلى الاذهان مشاهد مكررة من شبوة وشقرة وسقطرى، مجددا تطل رؤوس الفتنة حامية ووكيلة ناهبي خيرات الجنوب المدعومة من احزاب يمنية وجهات خارجية معادية لحضرموت وللجنوب كله...تطل مجددا في محاولة لخلط الأوراق أمام التلاحم الجنوبي والإصرار على مواصلة النضال والعمل لاستعادة مؤسسات الدولة الجنوبية العسكرية منها والمدنية ومنها قوات النخبة الحضرمية.

وبقراءة موضوعية للتاريخ والمؤشرات الراهنة فإن المحاولات الجديدة القديمة ستفشل أمام التلاحم الجنوبي من أجل حضرموت ومن أجل الجنوب.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري