تقرير:70 موقعًا إيرانيًا يشن حملة تشوية ضد السعودية ومصر واليمن

السبت 1 ديسمبر 2018 05:49:00
testus -US

كشف تقرير خاص لوكالة رويترز عن حملة للتضليل الإعلامي واسعة النطاق تديرها إيران من خلال مواقع تمويهية، مثل السودان اليوم ونايل نت أونلاين، تستهدف التأثير على الرأي العام في بلدان مثل مصر والسودان وغيرهما، كما تستهدف شن حملات تشويه ضد المملكة العربية السعودية، وتستهدف بشكل خاص الحرب في اليمن والدور السعودي فيها.

موقع نايل نت أونلاين، وهوواحد من أكثر من 70 موقعا على الإنترنت تعمل على نشر الدعاية الإيرانية في 15 دولة وذلك في عملية بدأ خبراء الأمن السيبراني وشركات التواصل الاجتماعي وصحافيون لتوهم في كشف النقاب عنها. وتقول وكالة رويترز إن المواقع التي اكتشفتها يزورها أكثر من نصف مليون شخص في الشهر ويتم الترويج لها بحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون.

وتبرز المواقع الأساليب التي يتزايد لجوء أطراف سياسية في مختلف أنحاء العالم إليها لنشر معلومات مضللة أو كاذبة على الإنترنت للتأثير في الرأي العام. وتأتي هذه الاكتشافات في أعقاب اتهامات بأن حملات إعلامية روسية مضللة استطاعت التأثير في آراء الناخبين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وتقول وكالة رويترز إنها لم تستطع التأكد مما إذا كانت الحكومة الإيرانية وراء هذه المواقع ولم يرد مسؤولون إيرانيون في طهران ولندن على استفساراتها، غير أن كل المواقع ترتبط بإيران بإحدى طريقتين؛ فبعضها ينشر أخبارا ومقاطع فيديو ورسوما كارتونية تزودها بها مؤسسة اسمها الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي (آي.يو.في.إم) تقول على موقعها إن مقرها الرئيسي في طهران.

وبعض المواقع يشترك في نفس تفاصيل التسجيل مع (آي.يو.في.إم) مثل العناوين وأرقام الهواتف. ويشترك 21 موقعا في العناوين وأرقام الهواتف معا. وارتدت رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني إلى مؤسسة (آي.يو.في.إم) بما يفيد عدم وصولها إلى العناوين المستهدفة كما أن أرقام الهواتف التي ذكرتها على موقعها لم تكن تعمل.

افتضح أمر بعض المواقع في الحملة الإيرانية في شهر أغسطس الماضي عندما كشفت عنها شركات منها فيسبوك وتويتر وألفابت، الشركة الأم لشركة غوغل، بعد أن توصلت إليها شركة فاير آي.

وأغلقت شركات التواصل الاجتماعي المئات من الحسابات التي روجت لهذه المواقع أو نشرت رسائل إيرانية موجهة.

وقالت فيسبوك الشهر الماضي إنها أغلقت 82 صفحة ومجموعة وحسابا ترتبط بالحملة الإيرانية، وكانت تلك الصفحات والحسابات قد اجتذبت أكثر من مليون متابع في الولايات المتحدة وبريطانيا.

غير أن المواقع التي كشفتها رويترز لها مجال أوسع، فقد نشرت محتواها بست عشرة لغة مختلفة من الأذربيجانية إلى الأردية مستهدفة مستخدمي الإنترنت في الدول الأقل تطورا، ووصولها إلى قراء في مجتمعات تخضع لرقابة محكمة مثل مصر، التي حجبت المئات من المواقع الإخبارية منذ 2017، يسلط الضوء على نطاق هذه الحملة.

وبعض المواقع تتسم بالتسرع في النشر،إذ يخطئ موقع باسم وكالة الصحافة اليمنية في كتابة الاسم باللغة الإنكليزية وينشر تحديثا مستمرا تحت عنوان الجرائم (السعودية) ضد اليمنيين في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة”.

وتتضح هوية أصحاب بعض المواقع السابقين وعناوينهم في سجلات التسجيل التاريخية على الإنترنت، فقد سبق أن أوضح 17 من بين 71 موقعا أن مقره إيران أو طهران أو كشف عن رقم هاتف أو رقم فاكس إيراني، غير أن أصحاب المواقع الحاليين لا يظهرون ولم يتسن التوصل إلى الشركات التي تديرها مما تربطها صلات بإيران.

وتقول شركة تويتر إن ما يقرب من 4000 حساب لها صلة بالحملة الروسية نشرت أكثر من تسعة ملايين تغريدة بين عامي 2013 و2018 بالمقارنة مع أكثر من مليون تغريدة من أقل من ألف حساب يعتقد أن أصلها في إيران. ورغم أن الحملة الإيرانية أصغر حجما إلا أن لها تأثيرا في موضوعات ساخنة، فقد نشر موقع (ايه.دبليو.دي نيوز) الذي يركز على “الحقيقة غير المعلنة” خبرا كاذبا في عام 2016 دفع وزير الدفاع الباكستاني إلى التأكيد على تويتر أن بلاده تملك الأسلحة التي تمكنها من شن هجوم نووي على إسرائيل، ثم اكتشف أن الخبر الزائف ما هو إلا جزء من حملة إيرانية عندما اتصلت به رويترز.

وينشر موقع (ايه.دبليو.دي نيوز) أخباره بالإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية وتقول شركة سيميلار ويب لتحليلات الإنترنت إن عدد زواره يبلغ 12 ألفا تقريبا في الشهر، وممن ساهموا في مشاركة تقارير نشرها موقع (ايه.دبليو.دي نيوز) والمواقع ساسة في بريطانيا والأردن والهند وهولندا ونشطاء لحقوق الإنسان ومؤلف موسيقي هندي ونجم ياباني لأغاني الراب.

في البداية كشفت شركة الأمن السيبراني الأميركية فاير آي عن أسماء ستة مواقع قالت إنها جزء من حملة التأثير الإيرانية. وفحصت رويترز تلك المواقع وقاد المحتوى الذي نشرته إلى الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي (آي.يو.في.إم) الذي يتخذ من طهران مقرا له.

وتمثل هذه المواقع معا مكتبة للمواد الرقمية التي تشمل تطبيقات للهواتف المحمولة وموادا من وسائل الإعلام الإيرانية والصور ومقاطع الفيديو وتقارير من مصادر أخرى على الإنترنت تدعم سياسات طهران، وأدى تتبع استخدام محتوى مواقع الاتحاد عبر الإنترنت إلى مواقع أخرى استخدمت هذه المواد أو تفاصيل تسجيل المواقع أو كليهما. فعلى سبيل المثال استخدم 22 موقعا من المواقع رقم هاتف واحد لا يعمل وكانت مذكورة أيضا في قوائم (آي.يو.في.إم).

ومن الممكن أن تحذف الشركات صاحبة المنصات حسابات التواصل الاجتماعي بالجملة، غير أن أساس الحملة الإيرانية من المواقع يزيد من صعوبة تفكيكها مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي لأن إغلاق موقع يتطلب في الغالب تعاون أجهزة إنفاذ القانون وشركات خدمات الإنترنت وشركات البنية التحتية للشبكة العنكبوتية.

وقالت فيسبوك إنها لا تعلم شيئا عن المواقع التي اكتشفتها رويترز وإنها حذفت خمس صفحات أخرى، غير أن متحدثا باسم فيسبوك قال إنه بناء على بيانات المستخدمين لن تستطيع الشركة الربط بين كل حسابات المواقع الإلكترونية والأنشطة الإيرانية التي تم اكتشافها من قبل.

ولا تزال 16 موقعا من المواقع الإلكترونية الإيرانية تنشر تحديثات يومية على فيسبوك أو تويتر أو إنستغرام أو يوتيوب ومنها السودان اليوم ونايل نت أونلاين. وتجاوز مجموع المتابعين لحسابات شبكات التواصل الاجتماعي 700 ألف متابع.