تحليل: اشكاليات حسم هوية الدولة

الأحد 7 ديسمبر 2025 21:11:49
testus -US

اشكاليات حسم هوية الدولة

ثابت حسين صالح*

ما زال البعض يكرر مفاهيم مغلوطة كان يعممها الخصم منذ بداية السبعينات وبصورة مكثفة منذ تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني عام 1978 ولقاء الكويت مثل:
"شطري اليمن"، بدلا من الدولتين "الشعب الواحد"، بدلا من الشعبين، "العاصمة التاريخية لليمن صنعاء"...الخ ضمن استراتيجية ممنهجة لطمس هوية الجنوب.

بعد الوحدة وخاصة بعد حرب 1994 تم تدمير كل ما له صلة بالتاريخ والهوية الجنوبية.

وعندما انطلق الحراك الجنوبي عام 2007 الذي أعاد تذكير الداخل والخارج بقضية الجنوب وهويته...ابتدع إعلام صنعاء مفاهيم "المحافظات الجنوبية والشرقية" لتحاشي ذكر الجنوب صراحة.

وبعد حرب 2015 كانت وسائل إعلام "الشرعية" تتحاشى أي مسمى يشير إلى الجنوب.

وبعد اتفاق الرياض اضطر إعلام "الشرعية" إلى ذكر إسم الجنوب ولكن في اطار "اليمن الكبير".

في الوضع الراهن أعتقد أنه حتى الحديث عن جنوب وشمال يتم استغلاله سياسيا لإطالة أمد الحرب وازمة "الوحدة".

مع الاسف حتى بعض وسائل الإعلام المحسوبة جنوبية ما تزال تستخدم ثنائية الجنوب والشمال، بل أن الخطأ الفادح هو استخدام مفهوم "جنوب اليمن"، وهو مفهوم جرى محاولة الصاقة بمسمى "الجبهة القومية" في مرحلة الثورة ضد الاحتلال البريطاني.

استخدم مفهوم "جنوب اليمن" خاطىء وخطير لإنه يوحي وكان الجنوب جزء من دولة اسمها "اليمن"، وهذا غير صحيح بالمطلق لإنه حتى دولة الجنوب منذ 1967 وحتى إعلان الوحدة في 22 مايو 1990 لم تسمي نفسها جمهورية جنوب اليمن بل جمهورية اليمن الجنوبية، ثم الديمقراطية.

والفرق شاسع بين الأول الذي يشير إلى أن الجنوب جزء من اليمن وبين المسمى الثاني الذي يعني دولة مستقلة ذات سيادة اتخدت من اليمن مسمى لها مثلها مثل كوريا الجنوبية أو ألمانيا الديمقراطية مع الفارق الكبير بين وضع الدول ووضع الجنوب تاريخيا وحضاريا...الخ.

خلاصة كل هذا أنه آن الأوان لتوخي الحذر كل الحذر في عدم ترويج "جنوب اليمن" أو استخدام ثنائية الجنوب والشمال.

وتبني مسمى الجنوب العربي واليمن في كل وسائل الإعلام الجنوبية.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري