ضغوط دولية لدفع الفرقاء للوصول إلى تسوية سياسية بالسويد

الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 04:34:52
testus -US

توقعت مصادر دبلوماسية أن يغادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث برفقة وفد المشاورات الحوثي، اليوم  الثلاثاء، إلى العاصمة السويدية ستوكهولم للمشاركة في مشاورات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

وبالتوازي، غادرت طائرة إثيوبية استأجرتها الأمم المتحدة، عصر الاثنين، مطار صنعاء على متنها خمسون جريحا حوثيا برفقة خمسين آخرين متجهة إلى العاصمة العمانية، فيما أكدت مصادر خاصة لـ”العرب” أن خلافات ظهرت في اللحظات الأخيرة كادت تتسبب في إفشال عملية نقل الجرحى التي اشترط الحوثيون على المبعوث الأممي أن تتم قبل أي مشاورات.

وتسود شكوك حول هوية الأشخاص الذين حرصت الميليشيات الحوثية على مغادرتهم صنعاء، مع بروز مؤشرات على احتمال أن يكون من بين الجرحى أو مرافقيهم خبراء عسكريون إيرانيون ومن حزب الله وقيادات حوثية بارزة، وهي الشكوك التي تسببت في فشل جولة مشاورات جنيف 3 نتيجة رفض التحالف العربي أن تتم عملية النقل بطائرة لا تشرف عليها الأمم المتحدة مباشرة، في الوقت الذي اشترط فيه الحوثيون أن تقل جرحاهم طائرة عمانية مباشرة إلى مسقط ودون أي تدخل من الأمم المتحدة.

وأشارت المصادر إلى أن التحالف العربي حصل على كشف من الحوثيين يتضمن أسماء الجرحى الخمسين ومرافقيهم، ووافق عليه، غير أن التثبت من هوية الذين غادروا على متن الطائرة أمر بالغ الصعوبة، مع وجود سوابق للحوثيين في استخراج جوازات سفر مزورة لبعض قياداتهم.

 ووفقًا لصحيفة “العرب” فأن وفد الحكومة الشرعية سيغادر إلى مقر المشاورات في العاصمة السويدية ستوكهولم بعد وصول الوفد الحوثي مباشرة.

وبينما طال تركيبة الوفد الحوثي، الذي يرأسه محمد عبدالسلام، تغيير لافت تم من خلاله استبعاد عدد من المحسوبين على حزب المؤتمر في صنعاء، يرأس الوفد الحكومي الرسمي وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، مع استبدال طفيف في تركيبة الوفد.

ويشير العديد من المراقبين إلى أن حرص المجتمع الدولي على إحضار الفرقاء اليمنيين إلى طاولة المشاورات وسعي المبعوث الأممي لتفكيك الذرائع الحوثية، يؤكدان اعتزام الدول الكبرى الفاعلة في الملف اليمني ممارسة ضغط حقيقي في ستوكهولم، لدفع الحكومة والحوثيين إلى التوقيع على إطار عام للتسوية السياسية في اليمن، قد تتحول إلى قرار أممي في وقت لاحق.

ولم يبد الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي الكثير من التفاؤل حيال نتائج المشاورات المرتقبة، وقال البخيتي الذي التقى المبعوث الأممي قبل أيام، إن الأمم المتحدة التي ترعى المشاورات تعتبرها محاولة لإعادة بناء الثقة بين الفرقاء اليمنيين، ولن يتم التطرق بحسب قوله للقضايا الرئيسية في هذه الجولة.

وأكد أن المشاورات الأخيرة كشفت عن الكثير من التعقيدات في الملف اليمني الأمر الذي يرجح أن اليمنيين سيخوضون الحوار لسنوات طويلة من دون التوصل إلى أي نتيجة، ما لم يتمكن أي طرف من تحقيق تقدم حقيقي على الأرض، يؤدي إلى تغيير معادلة القوة.

وأضاف البخيتي وهو قيادي حوثي سابق “نحن كيمنيين معنيين بإسقاط سلطة الحوثيين عسكريا ولا يمكن التوصل إلى أي حل مع جماعة مسلحة مثل هذه لا تؤمن بالحلول السياسية، مثلها مثل داعش والقاعدة، والتفاوض معها فقط يعطيها فرصة لإطالة أمد الحرب”.