محادثات السلام.. مليشيا الحوثي تحضر بالعراقيل وتوقعات بفشل جديد

الأربعاء 5 ديسمبر 2018 20:00:12
testus -US

رأي المشهد العربي 

تراهن القوى الدولية على الجولة الحالية من مفاوضات السلام التي ستجرى بين المليشيات الحوثية والحكومة في السويد برعاية الأمم المتحدة.

ورغم الشكوك التي تحوم حول نوايا وفد المليشيات الحوثية إلا أن مبعوث الأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيثحرص على الذهاب إلى صنعا لمرافقة مفاوضي جماعة الحوثي إلى السويد، للمشاركة في أول جولة من المحادثات منذ 2016.

وغادر الوفد الحوثي المشارك في المفاوضات على متن طائرة كويتية من مطار صنعاء الدولي باتجاه السويد.

ويتكون وفد مليشيات الحوثية من 8 أعضاء برئاسة محمد عبد السلام، وهم: جلال الرويشان، وخالد سعيد الديني، وعبد الملك العجري، وغالب مطلق، وحميد عاصم، وسليم المغلس، وإبراهيم عمر حجري.

فيما تضم القائمة الحكومية 12 عضواً وهم: خالد اليماني وزير الخارجية، وعبد الله العليمي مدير مكتب رئاسة الجمهورية، وعبد العزيز جباري مستشار الرئيس للعدالة والبناء، وياسين مكاوي مستشار رئيس الجمهورية وقيادي بالحراك الجنوبي، ومحمد العامري وزير دولة، وعلي عشالعضو مجلس النواب وقيادي بحزب الإصلاح، وعثمان مجلي وزير الزراعة وقيادي في المؤتمر الشعبي العام، ورنا غانم الأمين المساعد للتنظيم الناصري، ومروان دماج وزير الثقافة وقيادي بالحزب الاشتراكي، والعميد عسكر زعيلالملحق العسكري بتركيا، وهادي هيج عضو مجلس الشورى وقيادي في مقاومة تهامة، وأحمد غالب عضو اللجنة الاقتصادية.

بينما تؤكد كافة الدلائل أن المحادثات قد تبدأ الأربعاء نتيجة مساعي المبعوث الأممي الذي كثف تحركاته في المدة الأخيرة بهدف عدم تكرار مصير جولة سابقة انهارت في سبتمبر الماضي بعدما لم يحضر الحوثيون.

ووجه غريفيث في تغريدة على تويتر الشكر لجميع الأطراف لتسهيل إجلاء المقاتلين الجرحى الخمسين يوم الاثنين إلى سلطنة عمان للعلاج.

وقال التحالف العربي في بيان إنه وافق على الإجلاء "لدواع إنسانية، وضمن إطار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية للتمهيد لمفاوضات السويد" المقرر أن تتركز كذلك على تشكيل هيئة حكم انتقالية.

ويرى الوزير السابق صلاح الصيادي إن مفاوضات السويد ستفشل كون قائمة الأسماء المشاركة في المفاوضات لا توحي بالجدية، مضيفاً: "بعد الإطلاع على أسماء وفدي الشرعية والمليشيات الانقلابية إلى مفاوضات السويد".

وقال إن المفاوضات فاشلة ١٠٠٠٪‏ باعتبار الأسماء لا توحي بمفاوضات جادة والوفود مجرد إسقاط واجب واستراحة محارب وتسويق إعلامي.

ووقعت الحكومة اتفاقاً مع المليشيات الحوثية لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين قبيل بدء محادثات السلام المرتقبة في السويد.

وقال مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة هادي هيج إن الاتفاق يشمل الإفراج عن 1500 إلى 2000 فرد من قوات الحكومة الشرعية، و1000 إلى 1500 شخص من الحوثيين.

من جهتها اعتبرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء ميريلا حديب، أن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء الثقة بين الفرقاء اليمنيين، موضحة أن اللجنة ستشرف وتسهل عملية التبادل بين الطرفين.

وفي عملية التحضير والدفع للمفاوضات وبالتزامن مع المعارك على أرض الواقع يدرك الحوثيون أن أي خسارات جديدة على الأرض من شأنها فقد نقاطاً وتضعف موقفهم التفاوضي الذي تراجع كثيراً خلال الفترة الأخيرة.

وأظهرت ميلشيا الحوثي حزمة من المطالب والشروط ككل دورة مفاوضات جديدة من أجل إفشال المساعي الدولية لتحقيق السلام.

وتلتزم الأمم المتحدة التي ترعى المشاورات بمرجعية القرارات الدولية ولاسيما القرار 2216 فضلاً عن المبادرة الخليجية كونها بمثابة دستور انتقالي مؤقت، وكذلك توصيات الحوار الوطني الذي أجري بإشراف أممي، غير أن الجانب الحوثي لا يعترف بأي من هذه المرجعيات، ولا يعترف بالحكومة الشرعية بل يعتبرها مجرد طرف آخر مناوئ له.

ويرى محللون أن حضور الطرفين المحادثات سيمثل إنجازاً في حد ذاته حتى إذا لم تتحقق نتائج ملموسة في الوقت الذي يواجه فيه جريفيث صعوبات في سعيه للتغلب على انعدام الثقة بين جميع الأطراف.

وقالت إليزابيث كيندال الباحثة في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوكسفورد: "لا ترغب المليشيات الحوثية أن تلام على العواقب الوخيمة للمجاعة التي تلوح في الأفق والتي باتت أقرب إلى الواقع، لكن لم يتضح بعد إن كانت الإرادة السياسية متوفرة بالفعل لتقديم التنازلات الضرورية للسلام".

ومن ثم فإن المكسب الحقيقي الذي يمكن أن يحصده المجتمع الدولي من المفاوضات الجديدة هو حضور طرفي الحوار فقط.