يشكل اللقاء بين اليمنيين في ستوكهولم نجاحا محدودًا لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث ؛لأن الذين التقوا في العاصمة السويدية لا يستطيعون التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة اليمنية
وطرح الإعلامي اللبناني خيرالله خير الله عدة أسئلة بصحيفة "العرب"لماذا لا يستطيع الطرفان اللذان يتفاوضان وإن بطريقة غير مباشرة في ستوكهولم تحقيق تقدّم حقيقي في مجال الوصول إلى حلّ سياسي؟ هذا عائد أوّلا إلى أن الحوثيين لا يمثلون سوى قسم من الشمال اليمني، ولا يحظون حتّى بتأييد كل العائلات الهاشمية التي تشكل طبقة بحد ذاتها في اليمن .
أمّا “الشرعية” التي تفاوض الحوثيين في ستوكهولم، فلا تبدو في أحسن أحوالها، خصوصا أنّه لم تجر إعادة تشكيل لها تأخذ في الاعتبار الحاجة إلى إشراك قوى مختلفة من كلّ المناطق ومن كلّ القوى السياسية تتولى المواجهة ،ليس سرّا أن الحوثيين في موقف أفضل من موقف “الشرعية” بعدما بذل غريفيث وقوى دولية ضغوطا من أجل عدم حسم معركة الحديدة.
قبل عامين، غلب على المفاوضات التي أجريت بين اليمنيين في الكويت الطابع السياسي، كان الهدف الوصول إلى حل شامل بمشاركة كلّ الأطراف اليمنية، توجه في مرحلة معينة فيما كانت المفاوضات دائرة في الكويت وفد حوثي إلى السعودية من أجل عقد لقاءات مع مسؤولين في المملكة.،كان ذلك دليلا على أن التحالف يبحث قبل غيره عن حلّ سياسي في اليمن وأن ليس صحيحا أن هدفه التدمير من أجل التدمير كما تدّعي أبواق إيران وأدواتها.
تبدو الصورة في ستوكهولم مختلفة إلى حدّ كبير. لا يتجاوز طموح غريفيث الوصول إلى اتفاق في شأن تبادل الأسرى بين الجانبين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى كلّ المناطق اليمنية وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الملاحة الدولية. يبقى سؤال: من سيشرف على المطار في حال إعادة فتحه؟ من سيمنع وصول طائرات إيرانية تنقل أسلحة وذخائر إلى الحوثيين؟
في النهاية ما هي طبيعة الحل السياسي الذي يمكن التوصل إليه في اليمن؟ الأهمّ من ذلك هل هناك اهتمام لدى الحوثيين بحل سياسي لا يضمن سيطرتهم الكاملة على جزء من أرض اليمن؟ الثابت أن الحوثيين في ظل موازين القوى القائمة لن يحترموا أي حل سياسي يمكن التوصل إليه، ما يؤكد ذلك خرقهم كلّ الاتفاقات التي توصلوا إليها في الماضي مع أي طرف آخر في اليمن.
لم يحترموا “اتفاق السلم والشراكة” الذي وقعوه في صنعاء مع الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي مباشرة بعد سيطرتهم على العاصمة في سبتمبر من العام 2014، وذلك على الرغم من رعاية الأمم المتحدة لذلك الاتفاق.
يبقى أن المحيّر في هذه المرحلة لماذا كلّ هذه المراعاة للحوثيين وكل هذه التنازلات التي حصلوا عليها من أجل المجيء إلى ستوكهولم بعدما رفضوا في سبتمبر الماضي تلبية دعوة غريفيث إلى جنيف؟ ما الذي تخفيه كلّ هذه التنازلات ولماذا هذا الإصرار على حصر محادثات أو مفاوضات ستوكهولم بـ”الشرعية” و”أنصارالله” فيما تكتفي شخصيات مستقلة بالحضور من موقع المراقب؟
إنهّا مرحلة الأسئلة أكثر بكثير مما هي مرحلة الأجوبة في اليمن. مرحلة يفرضها بقاء وضع الحديدة يراوح مكانه استجابة لتمنيات المبعوث الأممي والقوى التي تدعمه