في 2018.. الحوثي قتل حرية الصحافة

السبت 15 ديسمبر 2018 20:00:26
testus -US


رأي المشهد العربي

الصحافة في مناطق سيطرة الانقلاب الحوثي مثلها كمثل أي شئ دمروه في تلك المناطق فعلى مدار 4 سنوات أحرقت مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن الحرث والنسل من خلال حربها التي أشعلت فتيلها لتنفذ مخططات إيران في المنطقة.

وتخطت انتهاكات الحوثي تجاه الصحفيين هذا العام المنطق فمنذ أن استولت مليشيا الحوثي على محافظات ومدن يمنية وهى تنتهك حقوق الصحفيين وتمنعهم من نقل الحقائق وتعتقل من يحاول كشف زيفهم.

وكشف تقرير حديث لنقابة الصحفيين اليمنيين، عن وقوع 100 حالة انتهاك ضد الحريات الإعلامية في النصف الأول من 2018، بينها 5 حالات قتل.

وقالت النقابة بحسب تقرير نشرته يوليو الماضي إن الإحصائيات أظهرت استمرار الحرب الممنهجة على وسائل الإعلام وحرية الصحافة بشكل عدائي وعنيف من قبل كافة الأطراف.

ورصدت النقابة، 100 حالة انتهاك طالت الحريات الصحفية والإعلامية في اليمن خلال المدة المذكورة، استهدفت مئات الصحفيين ومؤسسات إعلامية كانوا ضحايا للانتهاكات المختلفة.

وتنوعت الانتهاكات بين الاختطافات والاعتقالات بـ38 حالة بنسبة 38%، والاعتداءات بـ18 حالة بنسبة 18%، والمنع من التغطية بـ9 حالات بنسبة 9%، و5 حالات قتل بنسبة 5%.

وتوزعت بقية الحالات بين التهديدات، والمحاكمات، والتعذيب، ومصادرة مقتنيات الصحفيين والصحف، وإيقاف الرواتب وحجب المواقع الإخبارية، وإيقاف وسائل الإعلام.

وقال التقرير إنه لايزال هناك 13 صحفياً مختطفاً لدى عناصر الحوثي، أغلبهم منذ العام 2015، ويعيشون ظروف اختطاف قاسية ولا إنسانية، ولفت إلى أن من بين المختطفين "صحفياً مخفياً قسرياً، إضافة لصحفي مختطف لدى تنظيم القاعدة بحضرموت (شرق) في ظروف اختطاف غامضة.

ووثقت النقابة 5 حالات قتل خلال النصف الأول من العام الجاري، استهدفت خمسة صحفيين ومصورين وعاملين في وسائل الإعلام.
وأشارت النقابة إلى أن عدد الشهداء من الصحفيين منذ عام 2014 حتى منتصف العام 2018، بلغ 27 صحفياً ومصوراً وعاملاً في مجال الإعلام.

كل هذه الانتهاكات جعلت منظمة "صحفيون بلا حدود الدولية" تصنف المليشيا الحوثية في العام 2015، كثاني أكبر جماعة تحتجز الصحفيين في العالم بعد تنظيم الدولة ( داعش)؛ على خلفية وجود 15 صحفياً يقبعون في سجون سرية للحوثيين، يتعرض بعضهم للتعذيب وفقاً لما وثقته المنظمة الدولية.

وفي العام الماضي لم تكن حرية الصحافة أفضل حالاً؛ فالمنظمة الدولية نفسها قالت إن الانتهاكات المرتكبة على أيدي "الحوثيين" أثرت بشكل حاسم في ترتيب اليمن على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة حيث احتل اليمن المركز 170 من أصل 180 دولة.

وجاء في تقرير المنظمة أن مليشيا الحوثي اعتقلت العديد من الصحفيين، واستولت على مباني بعض القنوات التلفزيونية، كما أبرز إعلان زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي بشكل صريح حرباً مفتوحة على الإعلاميين.

وكان الحوثي قال على قناة المسيرة التابعة له في سبتمبر 2015: "إن المرتزقة العملاء من فئة الصحفيين والمثقفين والسياسيين أكثر خطراً على هذا البلد"، في دلالة على حجم الكراهية والتحريض على استهداف الصحفيين والمثقفين في اليمن.

وكشف تقرير صادر عن المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين، صدى، عن رصد 2250 حالة انتهاك ضد الصحفيين والعاملين فى مجال الاعلام ومؤسساتهم منذ انقلاب ميلشيا الحوثى على الشرعية حتى نهاية ديسمبر 2017.

وحملت المنظمة فى تقريرها الصادر - بعنوان" ثمن الخذلان"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" - مليشيا الحوثى الإيرانية مسئوليتها عن 85% من الانتهاكات الموثقة تجاه الصحفيين فى 21 محافظة يمنية، مشيرة إلى أن العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيا تصدرت قائمة الانتهاكات المسجلة بنسبة 88%.

ويبقى السؤال الأهم، كيف يعمل صحفيي اليمن في ظل تلك الظروف الموحشة، لتأتي الإجابة متخفية خلف الظلال كصاحبها الذي خشي أن يذكر اسمه: " الكثير من الصحفيين في اليمن لا يملكون رفاهية الاختيار، فإما أن يتركوا أعمالهم في الصحافة ويبحثون عن أي مهنة تساعدهم على الحياة في ظل غياب الأمن، أو يعملون متخفيين".