في اختبار الحديدة.. هل تضرب مليشيا الحوثي بنتائج السويد عرض الحائط؟
رأي المشهد العربي
من المنتظر اليوم تنفيذ إحدى بنود اتفاق مشاورات السويد بوقف إطلاق النار بالحديد، لكن يبدو أن مليشيات الحوثي لن تلتزم بنتائج المشاورات والتي كان يتصدرها وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة خصوصًا في الحديدة، وهو ما جعل المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث، يخرج عن صمته.
وطالب المبعث الأممي، أطراف النزاع في اليمن بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في السويد، وذلك بعد أن شنّت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا عمليات نهب واسعة لمؤسسات الدولة في الحديدة، فضلًا عن استقدام مسلحين جدد إلى تلك المنطقة.
وفي تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال «غريفيث»: إن «الأمم المتحدة تعمل عن كثب مع الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين؛ لضمان التطبيق السريع والتام لبنود الاتفاق»، داعيًّا إلى الالتزام بمقتضى نص وروح اتفاق ستوكهولم، والانخراط في التطبيق الفوري لبنود الاتفاق».
تغريدات المبعوث الأممي، جاءت بعد عمليات النهب الواسعة التي أقدمت على تنفيذها الميليشيا الانقلابية لمؤسسات المدينة ومرافقها الحكومية ومنشآتها التجارية، ما يعدّ خرقًا لما تم التوصل إليه في مشاورات السويد.
واستقدم الحوثيون مسلحون جدد بهدف نهب وتدمير كل مؤسسات الدولة في مدينة الحديدة غربي البلاد، إضافة إلى شنّ هجمات مسلحة، كما نقلوا كل ما تم سلبه ونهبه إلى صنعاء التي تقع تحت سطيرتهم، ونهبت الميليشيات وثائق ومعدات من داخل مقر المؤسسة العامة للاتصالات ونقلتها على متن شاحنات، بالإضافة إلى مصادرة بضائع يملكها تجار ومستثمرون.
واستمرت الميليشيات الحوثية في خرق وقف إطلاق النار الذي يعدُّ أول بنود اتفاق السويد، حيث شنّت هجومًا في مديرية الدريهمي جنوبي الحديدة، إلا أن القوات المشتركة بدعم وإسناد من مقاتلات التحالف العربي، نجحت في صد الهجوم الحوثي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المتمردين وأسر آخرين.
وأكدت تقارير إعلامية، أن ميلشيا الحوثي الإرهابية سارعت إلى استباق بدء تنفيذ اتفاق السويد على الأرض في الحديدة بإشراف الأمم المتحدة، بعملية نهب واسعة لمؤسسات المدينة ومرافقها الحكومية ومنشآتها التجارية.
وطبقا لمصادر محلية، فإن الحوثيين نقلوا كل ما تم سلبه ونهبه إلى صنعاء التي تحتلها الميليشيا الإرهابية، مشيرين إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران نهبت وثائق ومعدات من داخل مقر المؤسسة العامة للاتصالات ونقلتها على متن شاحنات.
وتأتي عملية النهب بعد يومين من قيام ميليشيات الحوثي بالاستيلاء على معدات ووثائق في ميناء الحديدة، بالإضافة إلى مصادرة بضائع يملكها تجار ومستثمرون.
وفي مدينة الحديدة واصلت ميليشيات الحوثي القصف بقذائف الهاون على مواقع القوات المشتركة في شارع الخمسين.
يذكر أن نتائج مشاورات السويد برعاية الأمم لمتحدة، توصلت إلى اتفاق مع ميليشيا الحوثي الإرهابية والحكومة اليمنية، بشأن مدينة وميناء الحديدة، ومن أهم بنود الاتفاق:
(1) وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة وموانئها: الحديدة، والصليف، ورأس عيسى.
(2) تعزيز وجود الأمم المتحدة في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
(3) الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية لكلا الطرفين.
(4) تسهيل حرية الحركة للمدنيين والبضائع.
(5) فتح الممرات لوصول المساعدات الإنسانية.
(6) إيداع جميع إيرادات الموانئ في البنك المركزي.
(7) إزالة جميع المظاهر العسكرية في المدينة.
(8) تعزيز وجود الأمم المتحدة في الحديدة وموانئها.
(9) إزالة الألغام في مدينة الحديدة وموانئها.
كما يقضي الاتفاق بأن يتم انسحاب الميليشيات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء خلال 14 يومًا من موعده، مع إعادة انتشار القوات الحكومية جنوب الخط، إضافة إلى الانسحاب الكامل للحوثيين من مدينة الحديدة في المرحلة الثانية إلى مواقع خارج حدودها الشمالية خلال 21 يومًا من موعده.
كذلك أشار الاتفاق إلى أن مسؤولية أمن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى تقع على عاتق قوات الأمن وفقًا للقانون اليمني ويجب احترام المسارات القانونية للسلطة وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها بما فيها المشرفون الحوثيون.
ويترقب العالم منصف ليل اليوم الثلاثاء لمعرفة إذا ما كانت ستستمر مليشيات الحوثي في خروقاتها للهدنة أم لا خاصة وأن المبعوث الأممي مارتن جريفيث أصدر بياناأوضح فيه أنه سيسري وقف إطلاق النار في الحديدة في تمام الساعة 00:00 يوم الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018، بالتوقيت المحلي.