مجاعة المسيمير.. أزمة تكشف تواطُؤ العالم وتخاذل الحكومة

الأربعاء 19 ديسمبر 2018 20:31:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تظل الأزمة اليمنية شوكة في حلق العديد من المستفيدين من الحروب المشتعلة داخلها، حيث يعيقون كل صوت مطالب بحق أهلها في الحرية والحياة والطعام و العلاج، وكأن الحرب وحدها لم تكن كافية ليحاربونهم إنسانيا ويقفون ضد ثوراتهم الروحية التي يطلقون من خلالها صرخاتهم مطالبين بالحياة.

هذا تماما ما تسعى منصة التواصل الاجتماعي العالمية "فيسبوك" للعمل عليه، خاصة مع قضايا المجاعات، والتي تظهر تكاسل العالم والأمم المتحدة، وتؤكد أن اليمن يعاني مما هو أكبر من حرب الحوثي التي ينشغلوا بها فقط، ويتركون الشعب ذاته يموت ويذبل، دون أي محاولات لإنقاذه، أو معاقبة المسؤول عما وصل له الشعب اليمني جراء حروب الحوثي .

و يفرضالـ"فيسبوك" رقابة وجزاءات على نشر صور تحتوي على الأطفال الجوعى؛ جراء الحرب الدائرة في اليمن.

وبحسب صحيفة " "مترو" البريطانية، فإن الفيسبوك يفرض رقابة على صور أطفال اليمن الجوعى ، مؤكدة أن شبكة التواصل حجبت صورًا للأطفال الجوعى جراء الحرب الأهلية، وادعت إدارة الشبكة أن صور الفتيات الصغيرات اللاتي تعانين من سوء التغذية تتضمن محتوى جنسيًا.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الشبكة الاجتماعية حظرت مرارًا وتكرارًا الصور المرفقة مع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الحرب الأهلية في اليمن، والتي شهدت مقتل أكثر من 100 ألف شخص وتشريد ما يربو إلى ثلاثة ملايين شخص، بحسب الصحيفة.

وفي المقابل، يآبى اليمنيون الإنحناء فتظل شوكتهم تحطم كل المعوقات حتى يتمكنون من إيصال صوتهم ومعاناتهم للعالم أجمع، فاطلق رواد موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر"، مؤخراً حملة إعلامية عن المجاعة في مديرية المسيمير بمحافظة لحج، مرفقة بالعديد من الصور ومقاطع الفيديو التي توضح الظروف اللاإنسانية التي يعيشيها سكان المديرية.

وتعتبر منطقة المسيمر ثاني منطقة بعد منطقة الأزارق في محافظة الضالع، أكتشف فيها العديد من حالات سوء التغذية الحاد، وغيرها من أعراض المجاعة الناتجة عن الفقر الشديد لدى الأطفال.

وتهدد المجاعة نحو 3700 طفل في مديرية المسيمير، منهم 1000 حالة مصابة بسوء تغذية حاد، و2700 حالة مصابة بسوء تغذية متوسط ، كما أن هناك 3 حالات تسجل يومياً بسوء التغذية الحاد، فيما هناك 8 حالات تسجل بشكل يومي في المسيمير بسوء التغذية المتوسط.

وقال مؤسس الحملة الصحفي بسام القاضي، إنه تم تحديد الهاشتاج الخاص بالحملة تحت عنوان "المجاعة بمسيميرلحج" حيث سيحاول النشطاء التعريف بالوضع الإنساني المتردي في تلك المنطقة، مضيفا أن الحملة تهدف إلى تسليط الضوء إعلاميا، على كارثة المجاعة التي تجتاح مديرية المسيمير بمحافظة لحج.

المشاهد المؤلمة لأطفال المسيمير المصابين بسوء التغذية مؤلمة وكئيبة، وتوضح حجم المعاناة التي لا يمكن تخيلها، وفي هذا الشأن يقول الدكتور محمد السيد مدير مكتب الصحة بمديرية المسيمير في تصريحات صحفية، إنه جرى تسجيل حالات سوء التغذية في جميع قرى المديرية تقريباً، 3700 حالة مصابة بسوء التغذية لما دون سن الخامسة للفترة من يناير، وحتى أكتوبر من عام 2018.

وسجل متوسط الإصابة الشهرية للأطفال لما دون سن الخامسة بسوء التغذية المصنف تحت درجة حاد ووخيم «سام» 85 طفلاً، وبمتوسط إصابة يومية 3 أطفال يوميا، بواقع طفل لكل 8 ساعات.

بينما تسجل شهرياً 225 حالة إصابة سوء تغذية متوسط وبواقع 8 إصابات سوء تغذية يومياً، بمتوسط إصابة طفل لكل 3 ساعات، وهي أرقام كبيرة ومفزعة جداً تشير إلى اجتياح المجاعة المسيمير، وهي تعد ثاني أفقر مديرية بالبلاد وحالها لا يقل عن حال الأزارق بالضالع.

ويزيد عدد سكان المسيمير على 40 ألف نسمة، وفقاً لمكتب الصحة، فيما سجل عدد الأطفال لما دون الخامسة 6300 طفل، وعدد النساء والفتيات في سن الإنجاب 7300 امرأة، وعدد مواليد لهذا العام 1300 مولود.

ويرى الدكتور السيد، أن الوضع الصحي والبيئي للمسيمير كان سيكون أسوأ مما هو عليه الآن لولا تدخل بعض المنظمات الدولية في المديرية، داعياً المنظمات الدولية إلى التدخل في المواقع الصحية المتبقية، ومؤكداً لحاجة المديرية إلى دعم مستدام ومشاريع استراتيجية تشمل الأمن الغذائي والصحة والمياه والإصحاح البيئي.

ويفيد السيد بأن دور الحكومة والسلطات المحلية، انحصر فقط في تسهيل مهام عمل المنظمات الدولية وتدخلها للعمل في المديرية، لافتاً بأن أبرز الاحتياجات بالنسبة للجانب الصحي للمديرية تتمثل في توفير الأطباء عموم وأطفال، وتوفير الأدوية بشكل كافٍ ومستمر.

ومن جانبه، علق رئيس العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد، على المعاناة التي تشهدها مديرية المسيمير، بمحافظة لحج، موجهًا انتقادًا لحكومة عبدربه منصور هادي.

وقال في تغريدة عبر تويتر، "في الوقت الذي تنشغل فيه حكومة الشرعية عبر غرف عملياتها السرية بتزوير بطاقات محلية في عدن من محافظات الجمهورية العربية اليمنية كجنوبيين،  سيكون من الطبيعي جدا أن تكون حالة المواطن الجنوبي في ذيل أولوياتها إن وجدت أصلا ، بدليل الحال البائس في المسيمير".