ديمقراطيون في مجلس النوب الأمريكي يتوعدون قطر بإجراءات صارمة.. تعرف على السبب
توعد النواب الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي القطريين باتخاذ إجراءات صارمة ضدهم في إطار التصعيد المستمر للنواب الأميركيين ضد شركة الخطوط الجوية القطرية، بعد اتهامهم لها بأنها تحاول السيطرة على سوق الملاحة الجوية، وبالتالي الإضرار بشكل مباشر بمصالح الشركات الأميركية، وما توفره من آلاف الوظائف للمواطنين الأميركيين.
وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أن النائب الديمقراطي الذي سيرأس لجنة النقل بمجلس النواب، اتهم الخطوط الجوية القطرية بدعمها لشركة الطيران الإيطالية «إير إيطاليا» ومنحها ميزة غير عادلة مع زيادة الشركة الإيطالية لرحلاتها إلى الولايات المتحدة.
وقال بيتر ديفازيو من ولاية أوريجون، الذي سيرأس لجنة النقل عندما يسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب في شهر يناير القادم، إنه يشعر بقلق من أن الخطوط الجوية القطرية التي تمتلك حصة 49 في المائة في شركة الطيران الإيطالية «إير إيطاليا»، تشارك في ممارسات مناهضة لقواعد المنافسة من خلال دعم شركة الطيران الإيطالية لكي تطير إلى وجهات جديدة في الولايات المتحدة.
وقال ديفازيو في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية «نيتهم ??هو الاستيلاء على سوق الطيران الدولي»! وأضاف ديفازيو أنه يحقق في شائعات بأن الخطوط الجوية القطرية قد خصّصت 50 طائرة لشركة طيران «إير إيطاليا» لتمكين الناقل الإيطالي من توسيع وزيادة رحلاتها إلى الولايات المتحدة وزيادة الطرق التي تطير بها إلى هناك، مستدركاً أن قلقه الأوسع يتمثل في أن «القطرية» تهدد الصناعة الأميركية بسبب اعتمادها على الدعم الحكومي القطري رغم الاتفاقات الموقعة في ذلك الإطار.
وقال ديفازيو «القضية الأخرى هي خسارة صناعة أخرى في الخارج، وخسارة كل الوظائف التي تتناسب معها». وتأتي تصريحات ديفازيو في الوقت الذي تكثف فيه أكبر شركات الطيران الأميركية «يونايتد إيرلاينز، وأمريكان إيرلاينز، ودلتا»، جهود الضغط لإقناع إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتعامل مع التهديد الاقتصادي من الشركة القطرية.
وفي شهر يناير، توصلت الولايات المتحدة إلى تفاهم مع قطر بشأن تنفيذ اتفاقية «الأجواء المفتوحة» التي تهدف إلى منع التجاوزات في السوق الأميركية.
وكجزء من هذا التفاهم، قالت قطر إن شركة الطيران الوطنية لا تعتزم توسيع رحلات «الحرية الخامسة»، وهي طرق من الخليج إلى الولايات المتحدة تستقبل الركاب في أوروبا. لكن شركات الطيران الأميركية اتهمت الخطوط الجوية القطرية بانتهاك روح الصفقة باستثماراتها في شركة الطيران الإيطالية. وفي الأسبوع الماضي، قال أوسكار مونوز، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، إنه يعارض بشدة ما وصفه بالنسخة الإيطالية من قطر. ووصف الوضع بأنه تحدٍّ وتجاوز صلف لاتفاق السماوات المفتوحة، وقال إن شركات «يونايتد، وأمريكان إيرلاينز، ودلتا متفقة بشكل وثيق للغاية بشأن هذه القضية».
وحاول أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، التملص من هذه الاتهامات، قائلاً لصحيفة «فاينانشال تايمز»، إن حصة شركته في «إير إيطاليا» كانت بنفس حجم حصص «دلتا» في كل من «فيرجن أتلانتيك» و«إيرومكسيكو». وعادت شركات الطيران الأميركية لتؤكد بأن قطر قد دعمت شركة الطيران الوطنية لديها بمليارات الدولارات في صورة دفعات نقدية وضمانات قروض ووقود رخيص. كما يؤكدون أن حكومة قطر مولت رعاية شركة الخطوط القطرية لنادي برشلونة الإسباني لكرة القدم بقيمة 171 مليون دولار على مدى 5 سنوات، مشددين على أن «إير إيطاليا» لن تكون قادرة على التوسع في الولايات المتحدة من دون مساعدة من الخطوط الجوية القطرية، وهي الحالة التي تؤكد أن القطريين بذلك انتهكوا التفاهم الذي تم التوصل إليه في يناير للالتزام بشروط اتساق السوق قدر الإمكان، طبقاً للصحيفة البريطانية.
ويدور النزاع الدولي المستمر منذ 4 سنوات حول اتهامات من شركات الطيران الأميركية «دلتا إيرلاينز» و«أميريكان إيرلاينز» و«يونايتد إيرلاينز» بأن شركة الطيران القطرية قد تلقت منذ عام 2004 مليارات كإعانات مالية، وهو ما يخلق مجالاً غير عادل لمنافساتهم في الولايات المتحدة. ويقر بعض الأشخاص المطلعين على جهود الضغط التي تقوم بها شركات الطيران الأميركية أن القطريين يستغلون أن اتفاق «السماوات المفتوحة» لا تحظر حقوق «الحرية الخامسة»، رغم أن الصفقة بين الجانبين تنص على ذلك ضمناً. وأشارت «فايناشنال تايمز» إلى أن شركات الطيران الأميركية عثرت على داعم قوي لقضيتها ضد القطريين من خلال «بيتر نافارو»، المستشار التجاري في البيت الأبيض، وهو مؤيد لفلسفة دونالد ترامب «أميركا أولًا».
كما حصلت شركات الطيران الأميركية على دعم تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، و11 جمهورياً آخرين، الذين حثوا الإدارة على مراجعة ما إذا كانت قطر تمتثل لاتفاقية السماء المفتوحة بين واشنطن والدوحة، والتي تم التوصل إليها في شهر يناير الماضي. وتقوم شركة طيران «إير إيطاليا» حالياً بالتحليق من ميلان إلى ميامي ونيويورك.
وذكرت هذا الأسبوع أنها ستبدأ السفر إلى شيكاغو العام المقبل، بالإضافة إلى بدء رحلات عبر الطرق المؤدية إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو التي تم الإعلان عنها في وقت سابق. وقال سكوت ريد من مبادرة الشراكة من أجل «سماوات مفتوحة وعادلة»، وهي مجموعة تمثل الخطوط الجوية الأميركية، تستخدم قطر «إير إيطاليا» كحصان طروادة تم بناؤه من أموال مدعومة لتجنب التزاماتها تجاه إدارة ترامب وإطلاق طرق «حرية خامسة» جديدة.
وينص مبدأ «الحرية الخامسة» على أن شركات الطيران قد تطير من بلدها الأصلي إلى بلد آخر، حيث تنقل ركاباً من هناك، ثم تواصل رحلتها إلى دولة ثالثة.
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أميركيون وقطريون الشهر المقبل لمناقشة كيفية تنفيذ اتفاق السماوات المفتوحة.
وبموجب الصفقة، وافقت قطر على أن تكشف الخطوط الجوية القطرية عن أي معاملات جديدة، وتدفع التكلفة الكاملة للعمل انطلاقاً من مطارها الدولي وإجراء أي معاملات مع الشركات المملوكة للدولة بشروط تجارية، وفقاً للصحيفة البريطانية.
ويؤكد مسؤولو إدارة ترامب الذين يستقبلون أدلة شركات الطيران الأميركية أنه إذا تم خرق أي من هذه الاتفاقيات، فستكون فرصة لمواجهة القطريين بالأدلة بشأن استثماراتهم في شركة الطيران الإيطالية.