بلومبرج تفضح صفقة قطر المشبوهة لاستضافة إسرائيليين

الجمعة 28 ديسمبر 2018 04:35:00
testus -US
كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، النقاب عن تنسيق أجراه نظام الحمدين القطري مع أحد أبرز الحاخامات اليهود بأمريكا، بهدف التحضير لاستقبال المشجعين والسائحين الإسرائيليين، الذين قررت الدوحة أبوابها أمامهم، بحجة استضافتها لبطولة كأس العالم بعد أقل من أربع سنوات.
فبعد صمتٍ استمر ثلاثة أيام، جاء الإقرار القطري بعقد اجتماعٍ ضم حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، التي أُسْنِدَتْ إليها مهمة التنظيم، والحاخام مارك شناير، صاحب المركز السابع والثلاثين على قائمة أكثر خمسين حاخاماً من حيث النفوذ في الولايات المتحدة، والذي يصفه مراقبون بأنه من أكثر الأصوات المروجة لإقامة علاقاتٍ بين إسرائيل من جهة والعالمين العربي والإسلامي من جهةٍ أخرى، وهو يقوم بجولاتٍ خارجيةٍ مستمرةٍ من أجل تعزيز فرص تحقيق هذا الهدف.
ونقلت وكالة «بلومبرج» عن الذوادي نفسه اعترافه بالاجتماع مع شناير، الذي يرأس منظمةً تحمل اسم «مؤسسة التفاهم العرقي» تتخذ من مدينة نيويورك الأميركية مقراً لها، ويتخذها هو ستاراً لحملاته الرامية للترويج للتطبيع.
لكن المسؤول القطري أحجم عن التطرق لتفاصيل ما جرى خلال الاجتماع، أو عن التعليق على «الخطط المحددة (التي بُحثِتْ خلاله) بشأن مسألة استضافة الإسرائيليين واليهود خلال كأس العالم المقبلة»، حال تمكن نظام تميم بن حمد من الإبقاء عليها في الأراضي القطرية.
وبدت التصريحات التي أدلى بها الذوادي في هذا الشأن خلال اتصالٍ هاتفيٍ مع «بلومبرج»، تأكيداً على التعاون القائم منذ فترة ليست بالقصيرة بين الدوحة وشناير، والذي وصل إلى ذروته مع مطالبة السلطات القطرية للحاخام اليهودي البارز بأن يكون مستشاراً لها في كل الأمور المرتبطة بالزوار الإسرائيليين واليهود المتوقعين للدوحة في عام 2022، بما «يكفل تلبية مختلف احتياجاتهم»، كما قال الإعلام الإسرائيلي منتصف الأسبوع الجاري.
وأعقبت تصريحات رئيس اللجنة القطرية المنظمة للمونديال الكروي تسريب مكتب شناير -الذي يشكل شخصيةً يهوديةً مرموقةً في جزيرة لونج آيلاند جنوبي نيويورك- صوراً للقاء الذي جرى بين الجانبين في العاصمة الدوحة، ولم يُكشف حتى الآن عن موعد عقده بالتحديد.
وأدى تسريب الصور، التي نُشِرت أولاً في صحفٍ إسرائيليةٍ على رأسها «يديعوت أحرونوت» قبل أن تتداولها وسائل إعلامٍ غربيةٍ، إلى تصعيد الضغوط على المسؤولين القطريين للإقرار باتصالاتهم المكثفة مع شناير، الذي يُعرف بمحاولاته المستمرة لتطبيع العلاقات بين الدولة العبرية ودول الخليج تحديداً، وهو ما يفسر اهتمامه بتعزيز علاقاته مع «نظام الحمدين».
وفي ظل محاولات التكتم المستميتة من جانب الدوحة، فضح الحاخام -الذي يحمل الجنسية الأميركية- تقديم قطر تعهداتٍ له على لسان الذوادي، برفع الحظر الذي تفرضه حالياً بحكم القانون -ولو ظاهرياً على الأقل- على دخول الأشخاص الذين يحملون جواز السفر الإسرائيلي إلى أراضيها.
وقال شناير -حسبما نقلت عنه «بلومبرج»- إن المسؤول القطري عن تنظيم مونديال 2022 «طلب منه النصح والمشورة بشأن كيفية استضافة آلافٍ من المشجعين اليهود المتوقع حضورهم المنافسات» التي ستنطلق في 21 نوفمبر 2022 وتستمر حتى 18 ديسمبر من العام نفسه.
كما كشف شناير النقاب أن محادثاته مع الذوادي «والمستمرة منذ عدة شهور، (تناولت) أفكاراً ومبادراتٍ محددة»، يريد الحاخام الأميركي وضعها موضع التطبيق لـ«الترحيب بالزوار اليهود الكثيرين الذين يُتوقع حضورهم منافسات كأس العالم.. بما يشمل جلب طعام كوشِر»، وهي الأغذية المُباح تناولها طبقاً لأحكام الديانة اليهودية، والتي يلتزم بها اليهود المتشددون في أغلب الأحيان. 
ويُعرف هؤلاء بتبني توجهاتٍ شديدة العداء للفلسطينيين بصفةٍ خاصةٍ والعرب بوجهٍ عام، وهو ما يوحي بترحيب قطر باستقبال حتى غلاة الصهاينة من الإسرائيليين كمشجعين كرويين، حال اضطرار الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بسبب ضيق الوقت، للإبقاء على الدويلة المعزولة كدولةٍ مُضيفة لكأس العالم المقبلة، رغم كل الشبهات التي تحيط بمنحها حق تنظيمه.
وأشارت «بلومبرج» في تقريرٍ إخباريٍ إلى الأسباب المحتملة لاستعانة النظام القطري بـ«شناير»، ومن بينها كونه قد تولى في عام 1998 مهمة توفير شطائر نقانق «كوشِر» للمشجعين اليهود الذين يتدفقون على ملاعب البيسبول في نيويورك.
وتضمن التقرير الذي أعده جوناثان فرزيجر، صورةً تجمع حسن الذوادي والحاخام الأميركي البالغ من العمر 59 عاماً. وقالت الوكالة في تعليقها على الصورة إنها تُظهر تقديم شناير جائزةً للمسؤول القطري خلال لقاءٍ جرى بينهما العام الماضي في الدوحة.
كما استعرضت الوكالة الأميركية الشهيرة للأنباء في تقريرها التاريخ المثير للجدل للحاخام الذي ذاع صيته بين يهود الولايات المتحدة بعدما أسس معبد هامبتون الضخم في لونج آيلاند، والذي تتكدس خزائنه بالأموال، ويرتاده الكثير من مشاهير نيويورك.
وأفاد التقرير بأن شناير من اليهود الأرثوذكس، وسبق له أن تصادم مع حاخاماتٍ آخرين، كما أنه يعيش حياةً شخصيةً «متقلبة ومتلونة»، تزوج خلالها ست مرات.
ويعزز الكشف عن العلاقات الوثيقة القائمة بين شناير والمنظمين القطريين للمونديال صحة ما رجحه مراقبون، من أن التصريحات التي أدلى بها مؤخراً وتوقع فيها أن يشهد عام 2019 إعلان تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولٍ خليجيةٍ، لم تكن سوى إشارةٍ ضمنيةٍ إلى قطر، التي عَمِلَتْ على مدار الشهور القليلة الماضية على مد الجسور مع قادة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، في مسعى لحمله على الضغط على البيت الأبيض من أجل مساعدة «نظام الحمدين» على الخروج من عزلته الحالية.