بـ الحوثنة وسرقة الأطعمة.. المليشيات تقتل الجوعى
رأي المشهد العربي
تعمل مليشيات الحوثي الانقلابية على تنفيذ مخطط إيران، من خلال "حوثنة" كل شيء في اليمن، الذي كان سعيدًا قبل انقلاب المليشيات على السلطة في سبتمبر 2014، من خلال السيطرة على كل مفاصل الدولة، وسط الصمت الحكومي الذي لا يحرك ساكنًا، ونهب المساعدات الإنسانية بكشوفات تحتوي على أسماء وهمية.
تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية أعمالها الإجرامية في اليمن، التي لا تقف عند حد الهجمات المسلحة التي قتلوا فيها وما زالوا يقتلون آلاف الأبرياء من الشعب اليمني، بل تجاوزوا كل الحدود حين راحوا ينهبون المساعدات الإنسانية، ويعملون على "حوثنة" المناطق اليمنية التي يحتلونها.
وفي آخر جرائم الحوثيين المتعلقة بسرقة المساعدات الإغاثية القادمة إلى المنكوبين والفقراء اليمنيين، أكد برنامج الأغذية العالمي أن مساعدات غذائية مخصصة لفقراء اليمن الذين يعانون من الجوع الشديد تُسرق وتُباع في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإرهابية.
ووجد برنامج الأغذية العالمي أن كثيرًا من الأشخاص لم يتسلموا حصص الغذاء المستحقة لهم، وأن منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين تابعة لوزارة التعليم الحوثية تمارس احتيالًا، مشيرًا إلى أن مساعدات غذائية إنسانية تُباع في السوق المفتوحة في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وقال المدير التنفيذي في برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: "هذا الفعل (سرقة الحوثيين للمساعدات) يصل إلى سرقة الطعام من أفواه الجائعين، في وقت يموت فيه الأطفال في اليمن، لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام، ويُعد هذا فعلًا شائنًا، ويجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".
وأضاف بيزلي أن مراقبيه جمعوا صورًا وأدلة أخرى تثبت نقل الطعام بشكل غير مشروع على متن شاحنات من مراكز مخصصة لتوزيع الطعام، وأن مسؤولين محليين يزيفون السجلات ويتلاعبون في اختيار المستفيدين، مؤكدًا أنه تم اكتشاف أن بعض مواد الإغاثة الغذائية تُمنح لأشخاص ليسوا مستحقين لها، ويُباع بعضها لتحقيق مكاسب في أسواق صنعاء.
وطالب بيزلي عناصر المليشيات الحوثية بوقف تحويل وجهة الطعام، والتأكد من وصوله إلى من يحتاجونه.
وأشار المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في جنيف إيرفيه فيروسيل إلى أن البرنامج ينظر في إمكانية توزيع نقود على المحتاجين إذا أمكن إدخال نظام لتحديد الهوية بالاستدلال البيولوجي يستخدم بيانات شخصية تشمل مسح قزحية العين وبصمات الأصابع، منوهًا بأن ديفيد بيزلي كتب قبل عدة أيام إلى قيادة الحوثيين يخبرهم بما توصل إليه برنامج الأغذية العالمي.
وأكد مسؤولو برنامج الأغذية العالمي أن مسحًا أجروه مؤخرًا أظهر أن هناك 15.9 مليون مواطن يمني (53% من السكان) يواجهون انعدام أمن غذائي شديد وحاد، موضحين أن المجاعة تُشَكِّل خطرًا إذا لم يُتخذ إجراء لمنعها فوًرا.
"حوثنة" صنعاء
وذكرت تقارير إعلامية أن مليشيات الحوثي الموالية لإيران تقوم منذ أيام بـ"حوثنة" مؤسسات الدولة اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث قامت بفصل الآلاف من الموظفين في مختلف الوحدات الإدارية والأمنية والعسكرية للدولة، واستبدلتهم بعناصر تابعين لها.
وأكدت التقارير أن عملية "الحوثنة" بدأت بمطار صنعاء الدولي، حيث قام الانقلابيون بإحلال كوادر من الموالين لها في المطار عوضًا عن السابقين، وفرضت على موظفي المطار تدريب العشرات من الكوادر النسائية التابعة للمليشيات أو من يُطلق عليهن "الزينبيات".
كل ذلك يؤكد سعى المليشيات الانتهازية إلى تنفيذ مخططاتها لـ"حوثنة" المؤسسات اليمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بهدف تأصيل المشروع الحوثي الطائفي المدعوم إيرانيًّا، منذ سيطرة المليشيات على صنعاء في 21 سبتمبر 2014.