فيلم Roma يسحق كفر ناحوم ويحصد أفضل فيلم بالجولدن جلوب
الثلاثاء 8 يناير 2019 20:14:24
تفوق الفيلم المكسيكي Roma "روما" على الفيلم اللبناني والعربي الوحيد المشارك بالجولدن جلوب "كفر ناحوم"، وحصد روما جائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل جوائز الجولد جلوب الذي أقيم أمس الإثنين في دورته الـ 76 فى مدينة مدينة بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ويبدو فيلم "Roma" الذي أنتجته "نيتفلكس" رسالة حب من المخرج "ألفونسو كوارون" إلى مسقط رأسه مكسيكو سيتي، وتحديداً حي روما الذي تربى فيه، إذ يعود ليرصد واقع الحياة فيه في أوائل سبعينيات القرن الفائت، ليكتب مذكراته عنه بالصور، من خلال حكاية خادمة تعمل عند عائلة في حي من الطبقة المتوسطة تدعى "كليو"، كان استوحى حكايتها من قصة خادمة ومربية أطفال حقيقية تدعى ليبو .
ويكشف الفيلم طبيعة العلاقة بين الخادمة وأفراد العائلة، التي رغم حميمتها الظاهرة تبقى الحواجز بينهم، إذ لا تكف كليو عن القيام بمهامها المنزلية من طهي وتنظيف ورعاية الأطفال الأربعة طوال اليوم، إلى أن تتسارع الأحداث التي تعكر صفو عملها وحياة العائلة حولها، حين تواجه أزمة صحية، في وقت تتلمس بوادر أزمة أخرى تهدد استقرار العائلة، بعد أن تكتشف سيدة العائلة أن غياب زوجها المتكرر بداعي السفر، سببه علاقته بامرأة أخرى.
وإلى جانب شؤونها المنزلية، ترتبط الخادمة كليو بعلاقات اجتماعية عديدة خارج الأسرة، إضافة إلى أنها تعيش قصة حب سرعان ما تتشابك خيوطها وتتأزم لتحدث خللاً في توزان حياتها.
كما عرفت نتفليكس عن فيلمها في الشريط الترويجي له بأنه "رؤية مؤثرة عن الحب والشجاعة والأمل والتغيير والوطن"، وهي رؤية تكتسب قوتها من العاطفة الشخصية للمخرج كوارون وتجاربه الشخصية التي تتقاطع على نحو كبير مع عوالم "Roma"، إضافة إلى ذاكرته التي تنعكس على نحو بليغ في أسلوب توليفه للقطات الفيلم، الشبيه بترتيب الشاعر لكلمات قصيدته، سعياً إلى تحقيق صورة ذات إيقاع جذاب وعمق إنساني في المعنى.
إلا أن ما أثقل "روما"، هو اهتمام مخرجه المكسيكي بتفاصيل إنسانية وفلسفية في فيلمه، جعلت من هذا الأخير مساحة تأمل جمالية تعكس فهمه البليغ لمعنى السينما، بأنها "كل ما لا يمكن روايته" على حد تعبير المخرج الفرنسي رينيه كلير، وهو المعنى الذي ستظهر تجلياته من خلال إدارة ألفونسو كوارون الخلاقة للصورة السينمائية، بوصفها وسيلة فرعية للسرد الفيلمي.
وإلى جانب جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية، فاز المخرج ألفونسو كوارون بجائزة جولدن جلوب لأفضل مخرج، ولكنه أخفق في نيل جائزة أفضل سيناريو التي ذهبت إلى منافسه "Green Book".