دراسة: تنظيم داعش أطلق 1271 هجومًا خلال 2018

الأربعاء 9 يناير 2019 05:48:37
testus -US

حذر مركز مكافحة الإرهاب بالأكاديمية العسكرية الأمريكية  "ويست بوينت"، من أن تنظيم داعش الإرهابي سيستغل الفوضى الناجمة عن الانسحاب الأمريكي من سوريا، لاستعادة السيطرة على المناطق التي كان قد فقدها سابقا، بعد الضربات المتلاحقة للتحالف الدولي ضد داعش.

ونبه المركز خلال دراسة بحثية، إلى أن الأراضي لم تكن يوماً مقياساً رئيسياً لهزيمة داعش، موضحاً أنه بالرغم من خسارة داعش لنحو ٩٠٪ من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، إلا أن أعداد مقاتلي التنظيم الإرهابي وأرقام الهجمات المستمرة تشير إلى أن التنظيم الإرهابي لم يُهزم سواء في سوريا أو حتى العراق.

أوضحت الدراسة أن تنظيم "داعش الإرهابي" نشط تماماً، خلال ٢٠١٨، حيث أطلق 1271 هجوماً خلال الأشهر العشرة الأولى من 2018، من بينها 762 عملية تفجير.

وخلال الفترة بين يناير وأكتوبر 2018، نفذ التنظيم 135هجوماً في محاولته تحقيق أكبر قدر من الإصابات، فضلاً عن 270 عملية تفجير فعالة بواسطة قنابل مزروعة على جوانب الطرق، كما شن عدداً من الهجمات على 120 حاجزاً أو مركزاً لقوات الأمن العراقية، ونفذ 148 عملية قتل متقنة استهدفت العُمد، أو زعماء قبائل، أو أفراد في مجالس المحافظات، أو قادة في قوات الأمن لخلق فوضى وفراغ في السلطة.

وحذرت الدراسة أنه بناء على المعلومات الاستخباراتية المتاحة، فإن داعش يستعد لمعركة هجين، حيث إذا ما تحركت قوات الجيش السوري عبر نهر الفرات باتجاه هجين السورية، كما هو متوقع، فإن التنظيم الإرهابي سيستغل تلك الفوضى لكي ينتشر مرة أخرى ويشن هجوماً مضاداً عنيفاً.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي يقوم فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بإرخاء الخناق عن رقبة التنظيم بالانسحاب الأمريكي من سوريا، فسوف يتزعزع الاستقرار في شرق سوريا بالكامل، كما ستمتد الفوضى إلى قطاعات واسعة من العراق مجدداً، وسيتبين وبشكل مباشر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أساء فهم الوضع وكرر خطأ الرئيس السابق باراك أوباما في الانسحاب من العراق عام 2011 وخطأ الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بإعلانه أن "المهمة أُنجزت" عام 2003 في العراق.

وفي سبتمبر 2018، أكدت مصادر استخباراتية عديدة أن داعش يتبنى استراتيجية جديدة تتمثل في العودة إلى شن حرب عصابات ضد العراق وحشد المجتمعات المحلية ضد الحكومة المركزية في بغداد، استغلالاً للدور الإيراني في العراق.

وأشارت الدراسة إلى أن فريقاً بحثياً بالمركز قام بتحديث مجموعة من مقاييس هجمات داعش في العراق حتى نهاية أكتوبر 2018، وتتضمن هذه البيانات مدخلات مزدوجة المصدر عن أنشطة داعش في العراق، وبيانات الأمن الدبلوماسي، وبيانات الحوادث الخاصة بشركات الأمن، وبيانات الحوادث العراقية، وتقارير أمنية لحكومة الولايات المتحدة، وتم تصفية الأحداث التي ربما لا تتعلق بنشاط داعش، مثل عمليات إزالة مخلفات" العبوات الناسفة التقليدية" الواسعة النطاق والناجمة عن مخلفات الحرب، واستبعاد الحوادث الفئوية والجنائية المحتملة، منبهة إلى أن أرقام هجمات داعش الأخيرة ليست مجرد عينة جزئية لهجمات، ولأن بعض الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها، بل إن أرقام الدراسة هي أيضاً أقل تقدير من الهجمات الحقيقية لداعش.

أوضحت الدراسة أن محافظة الأنبار العراقية بلغ متوسط عدد هجمات داعش فيها 9.1 هجوم شهري فقط في 2018، مقابل 60.6 هجوم شهري في 2017 ، ومقابل 66.0 هجوم شهري في ٢٠١٣ ، في الوقت الذي ظلت فيه الأنبار تستحوذ وحدها على ٤٩٪ من هجمات داعش في العراق.

وأشارت إلى أنه رغم الانخفاض الواضح في عدد الهجمات، إلا أن نوع العمليات اختلف، حيث تشير الأرقام إلى أن هجمات ٢٠١٨ اتسمت بدقة وتخطيط عالٍ، ويشير إلى الاختلاف النوعي في هجمات داعش هناك، حيث زادت نسبة العمليات المتقنة للتنظيم الإرهابي بنسبة 30٪ من مقابل ٢١٪ من هجماته في الأنبار في ٢٠١٧، وقام داعش بقتل ٢٢ زعيماً محلياً هناك.