الطائرات المسيرة.. مخطط إيران والحوثي الشيطاني لتدمير سبل السلام باليمن
الثلاثاء 15 يناير 2019 20:00:10
رأي المشهد العربي
بعدما خابت كل محاولات مليشيات الحوثي في الانقلاب على نتائج اتفاق السويد، باتت تتحول لطفل أخرق غاضب، يحطم ويدمر كل ما يمر أمامه، فاللعبة التي ظنت المليشيات الحوثية الانقلابية أنها ستنتهي بمجرد أن تعود لصنعاء عقب انتهاء المشاورات، اكتشفت أنها لم تعد كذلك، فهي وثائق ومشاورات موثقة ومعترف بها دوليًا وليس من السهل التنصل منها حتى إن أرادت ذلك.
لم يبق أمام المليشيات الانقلابية سوى العبث، واستخدام الأسلحة الثقيلة واستهداف القيادات قبل الجنود، وتدمير كل شيء حتى تستنزف كل قوى الصبر لدى الأطراف الأخرى لتجبرها هي الأخرى على المطالبة بإنهاء المفاوضات التي لم ولن تقبل بالرضوخ لها.
وكانت العاصمة السويدية ستوكهولم قد شهدت في ديسمبر الماضي اجتماعات دولية وأممية استمرت ثمانية أيام لمناقشة الوضع اليمني بين طرفي النزاع (مليشيات الحوثي والحكومة الشرعية) حتى تضع حلًا لإنهاء الحرب الأهلية باليمن، ونتج عن المفاوضات ثلاثة اتفاقات تخص: تعز، والحديدة، وتبادل الأسرى.
وحتى تحقق مخططها الشيطاني ذلك بالقضاء على كل فرص السلام التي كانت قد بدأت تلوح في الأفق، كثَّفت مليشيات الحوثي هجماتها الإرهابية بالطائرات المسيَّرة.
حيث أحبطت قوات الجيش مؤخرًا عملية إرهابية حوثية لاستهداف الفريق الحكومي باللجنة المشتركة لإعادة الانتشار في مدينة الحديدة، وذلك عبر طائرة مفخخة بدون طيار من طراز " قاصف".
وفي هجوم هو الثالث من نوعه، أسقط الجيش يوم السبت طائرة حوثية بدون طيار إيرانية الصنع حاولت استهداف قيادات ميدانية بارزة في مران بصعدة، بعد توغل قواته في معقل المليشيات الرئيسي شمالي البلاد.
ووصف الخبراء هجمات الطائرات الحوثية بـ"التحول الخطير في الصراع في اليمن"، مشيرين إلى أن قيادات الصف الأول للانقلاب لجأت إلى إشغال المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، بمطالبته بتغيير رئيس الفريق الأممي في الحديدة، عقب اتهامه رسميًا بأنه "ضعيف الشخصية وينفذ أجندة أخرى"، بحسب مزاعمهم.
واعتبر القيادي في كتائب أبو العباس بالجيش العقيد محمد نجيب أن هجوم رئيس وفد الحوثيين في مفاوضات السويد محمد عبد السلام علانية على رئيس الفريق الأممي في الحديدة يعود إلى "سذاجة التذاكي" التي تنتهجها المليشيات وهي تسعى بقوة لتعطيل اتفاق السويد، والتغطية على جرائم طائرات إيران المسيرة التي تُعد السلاح الأخطر مؤخرًا.
وقال نجيب إن المليشيات تبحث عن تغير رئيس الوفد المراقب لوقف إطلاق النار بالحديدة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، إثر مخاوفها من تضمينه في تقريره الأسبوعي للأمين العام للأمم المتحدة خروقات وقف إطلاق النار في الحديدة، وثمن فداحتها واستخفافها بإعادة الانتشار، ورفضها فتح ممر إنساني للمساعدات، علاوة على رفضها أي تقدم على صعيد الملفات الأخرى.
وأوضح المسؤول العسكري أن المليشيات ترفع سقف مطالبها في وقت تماطل فيه في تنفيذ اتفاق السويد، وتعمل بالتوازي على تعزيز مجموعاتها المسلحة وشن الهجمات الإرهابية الانتحارية، وهي عراقيل تفخخ أي خطوات للحل في اليمن.
وكان القيادي الحوثي حسن زيد قد هاجم هو الآخر رئيس الفريق الأممي بالحديدة، ووصف دوره بأنه "يعقد الواقع أكثر ويوسع مسافة تحقيق أي اتفاق سياسي"، في تصعيد إعلامي يفضح الدور الخفي للنظام الإيراني في تأجيج الصراع في اليمن.
وبحسب العقيد محمد نجيب، فإن المجتمع الدولي مطالَب بوقف تدخلات إيران ووقف تهريب الأسلحة وتقنية الطائرات بدون طيار التي نفذت هجوم قاعدة العند وحاولت اغتيال ممثلي الحكومة في اللجنة الأممية.
وبدروه، قال القيادي بالمقاومة الوطنية العقيد سمير رضوان إن دور الأمم المتحدة أصبح يبرر جرائم إيران في البلاد، حيث باتت طهران ذراع الشر في اليمن التي أمدت الحوثيين بتقنيات الطائرات المسيرة.
وبيّن رضوان أن الهجوم الحوثي على قاعدة العند مؤشر لتحوُّل خطير في صراع اليمن مفاده توجيه الطائرات المفخخة ضد المسؤولين العسكريين في الجيش والمقاومة.
وأكد أن طائرات الحوثي المسيرة هي دعم إيراني، وإيران دولة لا تريد السلام وتنتهك ضوابطه كافة، ودعمها للحوثيين يأتي كمخطط لضرب أمن المنطقة.
وأشار رضوان إلى أن وقف إرهاب الحوثي وإخضاعه للسلام بحاجة لحزم من مجلس الأمن الدولي، يبدأ من فرض العقوبات الأممية على إيران ومخططاتها الخبيثة عبر أدواتها المتمثلة في الحوثيين.
وحذر القيادي اليمني من مماطلة الحوثيين في الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة، مضيفًا أن "المليشيات تخطط لحرب ستكون طاحنة، واستخدام الحوثيين للتقنية الإيرانية في الطائرات المسيرة أبرز مؤشراتها".
ولفت إلى أن المقاومة والجيش -بدعم من التحالف العربي- يدركان تلك المخاطر، إلا أن التقديرات الأممية هي من تقدم للحوثيين فرص اغتيال السلام في اليمن.