مليشيات الحوثي تثأر من مجلس الأمن بمحاولة اغتيال باتريك كاميرت

رأي المشهد العربي

ضربت مليشيات الحوثي الانقلابية بقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بنشر 75 مراقياً دولياً في الحديدة عرض الحائط، ولم تنتظر 24 ساعة حتى انقلبت عليه ومنعت رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت من لقاء وفد الحكومة، بل الأدهى من ذلك أنها أطلقت عليه النار فور علمها بتفقده المناطق التي قصفتها مليشيات إيران في الحديدة.
ويأتي حادث إطلاق النار بعد أن اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2452 الخاص بإنشاء بعثة للأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة تتكون من 75 مراقباً دولياً، وهي بعثة سياسية لدعم الاتفاق المتعلق بمدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وفق المنصوص عليه في اتـفاق ستوكهولم.
التزام وهمي
والمتابع للمشهد اليمني يعلم جيداًً أن مليشيات الحوثي لم ولن تلتزم بأي اتفاقات وسط صمت المجتمع الدولي، والدليل على ذلك كافة الخروقات التي تنتهجها المليشيات الانقلابية والواضحة كالشمس منذ خمس سنوات، علاوة على أن المليشيات تستمر في مراوغة جميع الأطراف المتمثلة في الحكومة والأمم المتحدة.
وتؤكد عدد الخروقات لاتفاق السويد وغيره من قبل أن مليشيات الحوثي لن تلتزم بأي اتفاقات، بل إن تلك الخروقات بدأت بعد التوقيع بساعات قليلة على مشاورات السويد التي أقرت في 18 ديسمبر الماضي حزمة من الإجراءات، وهو ما يرجح عدم التزام المليشيات مرة أخرى أو الانصياع للجنة إعادة الانتشار التي يترأسها الجنرال الهولندي باتريك كاميرت الذي اتهمته المليشيات بالتواطؤ مع الحكومة وشنت حرباً ضروساً عبر أذرعها ومنصاتها الإعلامية للتنكيل بالجنرال.
خروقات بالجملة
وكشفت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن أن مليشيات الحوثي الموالية لإيران مستمرة في خروقاتها لاتفاق السويد المتضمن وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، والرقم الكبير المُعلن من التحالف للخروقات يتجاوز الـ100 خرق أسبوعيًا، أي أكثر من 14 خرقاً في اليوم الواحد، منذ توقيع الاتفاق بين المليشيات والحكومة برعاية الأمم المتحدة في السويد.
اتفاق ستوكهولم
ونص اتفاق ستوكهولم على انسحاب المليشيات من ميناء الحديدة خلال 14 يوماً من توقيع الاتفاق، يعقبه الانسحاب من مدينة الحديدة إلى أطرافها في غضون 21 يوماً، ومن أجل ذلك، أوفدت الأمم المتحدة فريقًا دولياً لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.
ووجهت مليشيات الحوثي الانقلابية -بهذا الفعل الخبيث- تهديدًا جديدًا لاتفاق ستوكهولم وعملية السلام في محافظة الحديدة، وخلافًا لعشرات الخروقات لقرار وقف إطلاق النار، نفذت المليشيات المدعومة من إيران مناورة مكشوفة تتحدث فيها عن الانسحاب من ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وعقدت لجنة إعادة الانتشار اجتماعات مكثفة مؤخراً، وأعلنت الأمم المتحدة أن اللجنة ستتسلم خططاً تفصيلية بشأن إعادة الانتشار ووقف إطلاق النار، فيما تم الاتفاق على فتح الممرات الإنسانية.
وانقلبت المليشيات الحوثية على اتفاق فتح الممرات الإنسانية عبر طريق الحديدة-صنعاء، فيما أعلنت بشكل أحادي إعادة الانتشار في ميناء الحديدة الذي يُعد نقطة دخول لمعظم السلع التجارية والإمدادات الغذائية إلى اليمن، وهو ما جعل مجلس الأمن الدولي يوافق على نشر 75 مندوباً أممياً.
بعثة الأمم المتحدة
وتدعم بعثة الأمم المتحدة الاتفاق المتعلق بمدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وفق المنصوص عليه في اتـفاق ستوكهولم.
وقرر مجلس الأمن الدولي أن تضطلع البعثة -من أجل دعم الطرفين في تنفيذ التزاماتهما- بولاية تشمل قيادة ودعم عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار، بمساعدة أمانة تتألف من موظفين من الأمم المتحدة، للإشراف على وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات وعمليات نزع الألغام في محافظة الحديدة.
كما ستعمل بعثة الأمم المتحدة مع الطرفين حتى تكفل قوات الأمن المحلية أمن مدينة الحديدة والموانئ وفقاً للقانون اليمني، وستعمل البعثة أيضًا على تنسيق الدعم المُقدم من الأمم المتحدة لمساعدة الطرفين لتنفيذ اتفاق الحديدة كاملاً.
وطلب قرار المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة نشر البعثة بسرعة، داعيًا طرفي اتفاق الحديدة إلى دعم الأمم المتحدة بسبل، منها كفالة سلامة وأمن أفراد البعثة، وانتقال أفرادها ونقل معداتها ومؤنها وإمداداتها الأساسية إلى اليمن.