بطرح 11 شرطاً.. تفاصيل صفقة أكراد سوريا للاعتراف بشرعية الأسد

الأحد 20 يناير 2019 20:17:15
testus -US

 

تفاوض أكراد شمال سوريا مع نظام الرئيس بشار الأسد، على الاعتراف بشرعيته مقابل مكاسب رفعوها إلى الجانب الروسي بصفته "ضامن"، وذلك مع إعلان الإدارة الامريكية قرارها بالانسحاب من سوريا، حيث قدم مسؤولون أكراد سوريون 11 بندا ستة منها لصالح النظام
وفي مقابل «اعتراف دمشق بالإدارة الذاتية» شمال شرقي البلاد ودستور جديد يضمن المشاركة في الثروات الطبيعية وإلغاء الإجراءات التمييزية، سيعترفون بـ«الرئيس المنتخب بشار الأسد» ومركزية الدولة وحدودها وعلمها وجيشها.
ونصت «خريطة طريق» المقدمة إلى «الضامن الروسي»، على مبادئ مفصلة قدمها قائد «وحدات حماية الشعب» الكردي سيبان حمو خلال زيارتين غير معلنتين إلى دمشق وموسكو نهاية العام الماضي، على أن يكون الجانب الروسي «ضامنا لأي اتفاق بين دمشق والأكراد».
وبعد إعلان الرئيس دونالد ترمب نهاية العام الماضي قرار الانسحاب الكامل والسريع من سوريا، زار «حمو» قاعدة حميميم العسكرية الروسية ثم دمشق والتقى بحضور قادة في الجيش الروسي مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك ووزير الدفاع العماد علي أيوب ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. كما زار العاصمة الروسية في 29 ديسمبر ، والتقى وزير الدفاع سيرجي شويغو ورئيس الأركان فاليري جيراسيموف ورئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان سيرجي رودسكوي.
وتضمنت الورقة 11 بندا، «ستة تلبي مطالب دمشق» و«خمسة تلبي مطالب الجانب الكردي»، إذ نصت المبادئ على أن «سوريا دولة موحدة والاعتراف بحدودها الدولية وأنها دولة مركزية وعاصمتها دمشق» وأن «الرئيس المنتخب، أي الرئيس بشار الأسد، هو رئيس كل السوريين» بموجب انتخابات جرت في 2014.
ونص البند الثالث على أن «الثروات الطبيعية هي ثروة وطنية لكل السوريين»، علما بأن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات» عمودها الفقري ويدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تشمل ثلث مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع وتضم 90 في المائة من النفط السوري الذي كان يتضمن إنتاج 360 ألف برميل قبل 2011، وتضم مناطق شرق الفرات، أيضا نصف الغاز الطبيعي وأكبر ثلاثة سدود في البلاد، إضافة إلى غالبية الإنتاج الزراعي من القطن والحبوب، حيث كانت تخزن البلاد 3.5 مليون طن. وتناول البند الرابع الاعتراف بـ«السياسة العامة للبلاد المسجلة في الدستور»، بما يشمل السياسة الخارجية ومصدر القرار في المحافل الدولية في دمشق، عاصمة الدولة المركزية، إضافة إلى بندين يتضمن أولهما الاعتراف بـ«علم واحد» للبلاد، وهو العلم الرسمي للجمهورية العربية السورية بموجب الأمم المتحدة.
ونص البند السادس على اعتراف الجانب الكردي بـوجود «جيش واحد» للدولة، لكن هناك موقفاً تفاوضياً يقوم على أن تكون «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم 70 – 80 ألف مقاتل ضمن الجيش الوطني المستقبلي بموجب ترتيبات مستقبلية.
في المقابل، تضمنت «خريطة الطريق» التي سلمت إلى موسكو، خمسة مطالب كردية، أولها إلغاء «قانون الطوارئ» بموجب تعديل الدستور وإصلاح دستوري يؤدي إلى دستور توافقي وقانون أحزاب وقضاء نزيه ومستقل، بما يعني تعديلات في القوانين التي صدرت بعد 2011 والدستور الذي أقر في العام 2012.
ونص البند الثاني على مطالبة دمشق «اعتراف بالإدارة الذاتية» شمال شرقي البلاد، إضافة إلى «إلغاء جميع إجراءات التمييز تجاه الشعب الكردي» في بند ثالث ذكر سلسلة من «الإجراءات الظالمة»، بينها الإحصاء الاستثنائي للعام 1962 وحرمان لآلاف من الجنسية السورية و«مكتومي القيد»، إضافة إلى دعوة لإلغاء «الضغط الأمني» ضد الأكراد.
وتضمن البند الرابع «اعتراف» الدولة المركزية بـ«الأكراد مكونا رئيسيا من مكونات الشعب السوري» مثل باقي المكونات وتشمل الآشوريين والتركمان والعرب وغيرهم، إضافة إلى بند خامس نص على «تحديد المالية – الموازنة لكل المناطق بما فيها المناطق الكردية»، ما يعني توزيع المساهمة العادلة في الثروات الطبيعية.
وعقب تخلي الحليف الأمريكي عنهم، قرر الأكراد اللجوء سريعا إلى النظام السوري لطلب الحماية من تركيا التي هددت أكثر من مرة بالقضاء على القوات الكردية المتمثلة في وحدات حماية الشعب؛ حيث تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرًدا منذ عقود في تركيا بهدف الوصول إلى السلطة.