بأوامر إيرانية.. مليشيات الحوثي تتعنت في تبادل الأسرى
رأي المشهد العربي
في مناورة خبيثة، تتعنت مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في تنفيذ ملف تبادل الأسرى المتفق عليه ضمن بنود اتفاقيات ستكهولوم الشهر الماضي.
في ديسمبر الماضي، وقّع ممثلو الحكومة والمليشيات الحوثية على اتفاق ستوكهولم، الذي يتضمن عدة بنود؛ أبرزها اتفاق حول مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وآلية تنفيذية حول تفعيل اتفاق تبادل الأسرى، وإعلان تفاهمات حول تعز
فيما تلي ذلك مباشرة اجتماعات عمان، والتي تمت برعاية أممية؛ حيث اجتمع وفدا الحكومة اليمنية والحوثيين مرة أخرى، وأعلنا التوصّل إلى "تفاهمات أوّلية" حول تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين.
ويتضمن اتفاق الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، 5 مراحل تتمثل في تبادل القوائم، ثم إفادات حولها، قبل تقديم الملاحظات على تلك الإفادات، يليها الرد على الملاحظات، فيما تشمل المرحلة الخامسة الترتيبات اللوجستية لإتمام عملية إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.
اتفاق الأسرى الذي كان من المقرر أن يدخل حيّز التنفيذ في غضون 40 يومًا من توقيع اتفاق السويد، توقفت مراحله عند مناورة حوثية جديدة تمثّلت في رفضهم التعليق على حالة 232 من المعتقلين والمحتجزين؛ بينهم المشمولون بالقرار الأممي 2216، وقد تبادل وفدا الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي في السويد، قوائم شملت 16 ألف اسم.
هادي هيج، رئيس فريق الحكومة اليمنية في لجنة الأسرى المنبثقة عن اتفاق السويد، قال إن ملف تبادل الأسرى متوقفٌ عند المرحلة الثالثة.
وأشار هيج إلى أن الحوثيين قسّموا القوائم التي قدمتها الحكومة إلى مجموعات؛ إحداها قالوا إنهم ليسوا معتقلين رغم وجود أدلة تثبت أنهم أسرى وفي أي سجن يوجدون، وقسم آخر قالوا إنه جرى إطلاق سراحهم وهو ما لم يحصل، وقسم ثالث ادّعوا أن الأسماء وهميّة.
فيما كشف مصدر في فريق إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين التابع للحكومة، أن مليشيات الحوثي الانقلابية أنكرت وجود قرابة ثلاثة آلاف معتقل في سجونها، وردت أسماؤهم في الكشوفات التي قدّمها الوفد الحكومي ضمن اتفاق تبادل الأسرى المُبرم في مشاورات ستوكهولم التي انعقدت في النصف الأول من ديسمبر في السويد.
وقال المصدر إن المليشيات تحاول المماطلة والتهرب من الإيفاء بالتزاماتها تجاه ملف المعتقلين؛ بهدف إفشال الاتفاق الذي يعدّ إحدى أهم ركائز بناء الثقة.
وقد أعرب عدد من المتابعين، نية المليشيات الحوثية خرق اتفاق تبادل الأسرى، فمع نهاية شهر ديسمبر الماضي، أكد وكيل محافظة الحديدة، وليد القديم، أن المليشيات الحوثية تماطل وتسعى لعرقلة اتفاق الأسرى الذي تم التوقيع عليه سابقًا.
من جانبه، أكد المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي، عدم وجود نية جادّة لدى مليشيات الحوثي الانقلابية لإتمام عملية تبادل الأسرى.
ومؤخرًا أعرب المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، فابريزيو كاربوني، عن خيبة أمله في تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى في اليمن.
وتمنّى أن يتم الإفراج عن المحتجزين في اليمن ونقلهم حسب ما هو مُخطط له طبقًا لاتفاقية تبادل الأسرى وتنفيذ مشاورات السويد.
وقال كاربوني، إن اللجنة تنفذ استعدادات ملموسة في اليمن؛ حيث رفعنا عدد الموظفين في اليمن وأرسلنا 15 مندوبًا خصيصًا لإدارة هذه العملية، فضلاً عن عملها على إعادة تأهيل الأماكن التي سيتجمع فيها الأسرى قبل نقلهم إلى المطار.
وأكد كاربوني، أن اللجنة الدولية تتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمني لتجهيز المساعدات الطبية؛ بغرض تقديمها لمَن يحتاج إليها من المحتجزين، وقد جهزت طائرتين تسع كل منهما 200 مسافر لنقل المحتجزين ذهابًا وإيابًا بين صنعاء ومدينة سيئون.
وأوضح المسؤول الأممي أن الاجتماع الأخير للجنة الإشرافية في العاصمة الأردنية عمّان، "أتاح المجال لمزيد من المناقشات حول قوائم المحتجزين التي جرى تبادلها، وهي عملية نأمل أن تُحرز تقدمًا في الأيام القادمة".
وأوضح أن تبادل الأسرى سيجلب الارتياح إلى نفوس آلاف العائلات التي فقدت الاتصال بذويها أو انفصلت عنهم؛ جراء النزاع الدائر.
وشدد المدير الإقليمي على أنه رغم ما تحظى به الاستعدادات من أهمية بالغة، إلا أنها ستذهب أدراج الرياح، إذا لم ينجز طرفا النزاع النسخة النهائية من قوائم الأسرى.
واستطرد: "ندرك الصعوبات التي تكتنف التفاوض في ظل نزاع دائر منذ أكثر من أربع سنوات، وأدى على الأرجح إلى فقدان آلاف الأشخاص، إلا أن الاستمرار في إحراز تقدمٍ في المفاوضات بين الطرفين هو الأمل الوحيد لإتمام العملية".
وتابع: "يبدو أن مليشيات الحوثي الانقلابية تحاول التنصل مجددًا في ملف تبادل الأسرى، وذلك بأوامر من إيران.