سلامات (شيخ المرابطين) !!
د. علي صالح الخلاقي
من منا لا يعرف المرابط الجنوبي البارز، والمناضل الصلب قاسم عبدالرحمن بن صلاح الذي تعرفته ساحات النضال الجنوبي حاضرا ومشاركا وداعماً منذ انطلاقة ثورة شعبنا السلمية..وهو كذلك من الشخصيات الاجتماعية الحكيمة والمحبوبة في عدن وفي يافع وله بصماته الطيبة في النشاطات الخيرية وفي إصلاح ذات البين ويتمتع بعلاقات واسعة على امتداد الوطن الجنوبي.
وبسبب مواقفه الصلبة تعرض من قبل نظام الاحتلال الذي اجتاح الجنوب صيف 94م للتضييق عليه من قوات ورموز الاحتلال والنهب والفيد، وصلت إلى حد الاستحواذ على ممتلكاته وعلى أعماله التجارية ضمن سياسة النهب والفيد التي استهدفت الأرض والإنسان الجنوبي ، وكان بن صلاح أحد رجال الاعمال الجنوبيين المستهدفين، وممن طالتهم المضايقات جراء مواقفهم الواضحة من قضية شعبنا، خاصة بعد اندلاع ثورة شعبنا السلمية التي شارك فيها منذ البدء، ظناً منهم أن تخور عزيمته أو تنكسر إرادته الصلبه ويتوقف دعمه لقضية شعبه..لكن حساباتهم كانت خاطئة فمثل هذا الطود الشامخ، لا يعرف الوهن، ولا يرضخ أو يستسلم للضغوط مهما كان وقعها مؤلما.. بل أن كل ما تعرض له من ظلم واضطهاد قد زاده قوة أكثر وعزماً أشد تجسد في ثبات مواقفه من أجل انتصار القضية التي آمن بها وأخلص لها، وسخر كل جهده ووقته وماله من أجل بلوغ ذلك الهدف العظيم الذي ضحى من أجله أعز رفاق دربه ممن رابط معهم بساحات النضال، أمثال الشهيد المهندس خالد الجنيدي والدكتور الشهيد زين اليزيدي وعشرات الشهداء والجرحى ممن جمعهم الهدف وساحات النضال.
ولعله من أبرز من عرفتهم ساحات النضال الجنوبي من أقصاها إلى أقصاها..ورأيناه على مدى سنوات النضال السلمي يصول ويجول في كل الساحات في طليعة الحشود الجماهيرية التي كانت تحتضنها العاصمة عدن، كما كان يسافر إلى حضرموت وشبوة والضالع وأبين لحضور أية فعاليات عامة ينظمها الحراك السلمي متحدياً أدوات القمع والاحتلال، وفي كل تنقلاته ونشاطه الميداني ينفق بسخاء من ماله الخاص ومن صحته، ويتجشم عناء السفر والتنقل في مختلف الظروف.
ويمكن لنا أن نطلق عليه (شيخ المرابطين) في ساحات النضال الجنوبي، وهذا ما يعرفه عنه كل رفاق دربه الذين يعرفونه جيداً في كل المحافظات الجنوبية، ممن جمعتهم به تلك الساحات على مدى أكثر من عقد من الزمن منذ عام 2007م، وغالبا برفقة أولاده الذين وثقوا بعدساتهم كثيراً من النشاطات والفعاليات الجماهيرية الحاشدة، خاصة إبراهيم وعمر. ومثلما كان يتقدم في ساحات النضال السلمية فأنه لم يتأخر في تلبية نداء الوطن حيث شارك بسلاحه في مقاومة الغزو الحوثي العفاشي عام 2015م، ضمن كتائب المقاومة الجنوبية التي بدأت عفويه حتى تحقيق النصر الذي تحقق بدعم وإسناد من الأشقاء في التحالف العربي.
ولعله في غمرة انهماكه بالنضال الوطني الوطني الجنوبي، لم يلتفت إلى صحته، ولم يلقِ بالاً لبعض الآلام التي ظن أنه تغلب عليها باهمالها أو نسيانها، حتى ساءت صحته فجأة، فغادر للعلاج إلى الهند على نفقته الخاصة ، وما أن بدأ يتشافى حتى ضاق بالبعد عن عدن وعن الأهل، وقرر العودة من الهند بمجرد أن تحسنت صحته وقبل أن يستكمل فترة العلاج التي أقرها أطباء مفضلاً أن يواصل علاجه بين أهله وذويه وفي مدينته التي يحبها ويهيم بها عشقا، وحدث بعض التدهور في صحته وهو الآن يتلقى العلاج. زرته مساء أمس الأول في مستشفى عدن الألماني، ولفت انتباهي مواكب الزوار الذين يتوافدون لزيارته والاطمئنان على صحته من مختلف مناطق الجنوب، حتى أنني أشفقت عليه من كثر تبادل السلام والكلام الذي يثقل عليه في حالته المرضية.
ختاماً..لا نملك إلا أن ندعو أن يمن الله على (أبى أمين) بالشفاء ويلبسه ثوب الصحة والعافية ويعود إلى مكانته التي يتصدرها باقتدار في الحياة العامة وفي قلوب محبيه.