الاستبداد يتغوط التطرف والعنف
د . ياسين سعيد نعمان
كان اليمن قد ابتلي بنظام سياسي واجتماعي إلتهم المشروع الوطني والحركة الوطنية والمجتمع المدني ، وتغوط جماعات التطرف والعنف وعلى رأسها جماعة الحوثي .
أسوأ الأنظمة السياسية على الإطلاق هي التي تدمر مؤسسات المجتمع المدني ، وتحول دون قيامها ، وتتفرغ لتهميش المجتمع في الحياة السياسية ، ثم ينشأ عن هذا التهميش فراغ تملؤه جماعات التطرف والعصبية التي ترعاها كأدوات لتكسير المجتمع المدني .
ولما كان المجتمع المدني ، من وجهة نظر هذه الأنظمة ، هو الخطر الذي يؤسس لمعارضة وطنية ديمقراطية وقوة رقابة شعبية حقيقية على سلطة الحكم ومؤسساته فإنها تلجأ إلى رعاية جماعات العنف والتطرف والعصبيات التي تتغذى بكراهية الآخر وتحمل شحنات ضخمة من العنصرية التي تستولد حنيناً إلى إرهاق المجتمع بثقافة صراعية تمكنها من اختراق قشرته إلى عمقه لتؤسس خلاياها ونقاط إنطلاقها بالاعتماد على عصبيات كريهة تمزق المواطنة وتهدم جسورها وتقيم الحواجز والجدران بين أبناء المحتمع الواحد .
وتعتبر إدارة الصراع بين هذه العصبيات وتغذيته من قبل هذه الأنظمة جزء من رعايته لها ، فهي تصطرع فيما بينها ، ولكنها تجتمع على موقف واحد من المجتمع المدني ومؤسساته السياسية والثقافية .
لقد كانت جماعة الحوثي الغائط الكريه لنظام استهلك كل ممكنات التحول السياسي والاجتماعي لليمن ، وقذف بها في وجه المجتمع ورحل .
عفونة هذا المنتج لم تتوقف عند كل ما سببته من كوارث ومآسي لليمن واليمنيين ، ولكنها امتدت إلى داخل العصبية التي تنتسب إليها لتسبب لها ضغوطاً وأذى حينما غدت جرثومة تنهش البطن التي رزئت بحملها قروناً طويلة .
إن أقبح موروثات الأنظمة المستبدة هي هذا النوع من الجماعات التي تتشكل في بيئات متعفنة بفساد المعتقد الذي يجعل الوطن ساحة لنشر رذيلة الاستبداد مع كل ما يتستر به من حكايات وتضليل.