مراوغة مماطلة ورفض.. هل يكشف لوليسغارد ألاعيب الحوثي؟
الأربعاء 6 فبراير 2019 20:00:00
رأي المشهد العربي
وصل الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية، مساء الثلاثاء، إلى ميناء الحديدة، ليتسلم مهام عمله خلفا للجنرال الهولندي المستقيل باتريك كاميرت، والذي بدأ عمله مباشرة بعد أن عقد اجتماعا مسائيا للجنة إعادة الانتشار في الحديدة.
وقال مصدر مطلع، إن لوليسغارد وصل مباشرة إلى السفينة الأممية "فوس أبولو"، التي تستضيف اجتماعات اللجنة المشتركة منذ يومين، بإدارة من الرئيس السابق باتريك كاميرت.
ويطرح تولي لوليسغارد مهمته الجديدة، العديد من التساؤلات حول الدور الذي يمكن أن يلعبه لإنهاء ألاعيب الحوثي بالحديدة، في ظل استمرار خروقاتها اليومية، التي لا تواجه بحزم من قبل الأمم المتحدة التي رعت مفاوضات السويد، تحديدا وأن استقالة كاميرت جاءت لرفضه أسلوب المراضاة الذي يتبعه المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث مع الحوثيين.
الأمر الذي دفع يحيى أبوحاتم، الخبير العسكري اليمني لطرح تساؤل هام مفاده "هل سينجح في مهمته أم أن مارتن غريفث سوف يعيقه حتى يضطر لتقديم استقالته مثل سلفه ؟ وهل هناك نية جادة وصادقة من قبل الأمم المتحدة في تسهيل مهام لوليسغارد؟ أما الحوثي موقفه معروف مقدما وهو كالعادة (مراوغة، مماطلة، رفض).
وتكررت انتهاكات وخروقات المليشيات الحوثية واستهداف مواقع قوات الشرعية منذ توقيع اتفاق السويد وإعلان الهدنة في الحديدة برعاية الأمم المتحدة في 18 ديسمبر الماضي.
وأفادت مصادر ميدانية يمنية، الثلاثاء، بأن مليشيات الحوثى الانقلابية قصفت بالقذائف والرشاشات مناطق سكنية ومواقع قوات الشرعية اليمنية شرق مدينة الحديدة، ونفذت محاولات هجوم زجت إليها مجاميع من المسلحين، بعد ساعات من بيان مجلس الأمن الدولي.
و جاء التصعيد الحوثي، بعد ساعات من انتهاء اجتماع اليوم الثاني للجنة التنسيق الأممية برئاسة الجنرال باتريك كاميرت على متن سفينة أممية قبالة ميناء الحديدة غربى اليمن، وسط معلومات عن عدم تحقيق أى اختراق فى ظل تعنت الحوثيين ورفضهم لاقتراح إعادة الانتشار الذى قدمه الجنرال باتريك، ووافقت عليه الحكومة اليمنية.
فيما اكتفى مجلس الأمن بالتعبير عن قلقه بشأن وقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار، وأدانوا بشدة الأعمال التي تعرض للخطر التقدم الذي أحرزه الجانبان في اتفاق ستوكهولم, كما شددوا على أن التصعيد العسكري و الأعمال العدائية يمكن أن تدمر الثقة بين الطرفين وتهدد بتقويض آفاق تحقيق السلام.
ودعا أعضاء المجلس الأطراف إلى انتهاز هذه الفرصة للتحرك قدمًا باتجاه تحقيق السلام الدائم، من خلال ممارسة ضبط النفس و تهدئة التوترات واحترام تعهداتها بموجب اتفاق ستوكهولم وتطبيقه العاجل، وهي مؤشرات تصب في أن مهمة لوليسغارد لن تأتي بجديد في الحديدة.
ولا تبدي الحكومة اليمنية أي تفاؤل إزاء تغيير كبير المراقبين الدوليين في الحديدة، بالنظر إلى الطريقة التي تم وفقها الضغط على باتريك كاميرت للاستقالة، عقب الانتقادات الحوثية التي وجهتها له المليشيات خوفا من كشف أمرهم وخروقاتهم التي يندى لها الجبين.
وتطالب عدّة أطراف ذات صلة بالملف اليمني الأمم المتحدة بتغيير جذري في أسلوب عملها على الملف باتجاه مزيد من الصرامة إزاء الحوثيين، باعتبارهم الطرف المعطّل لجهود السلام.