(الفرق بين شراكة البقاء مع الإمارات ووحدة الفناء مع العصابات)
م . جمال باهرمز
- ثقافة الإرهاب وثقافة الوحدة وجهان مختلفان لثقافة واحده تنتج من نفس سرداب مركز الهضبة المظلم في الشمال وتستمر هذه الثقافة بالتناوب بين المرشد الأعلى او المرشد العام في صنعاء.
وهي ثقافة الموت لأبناء الجنوب بدون استثناء. منذ اول يوم وحده. فكانت ثقافة مرعبه صادمه لأبناء الجنوب. ثقافة تتشكل تارة بفتاوي التكفير وتارة بإرسال جيوش الشمال للإبادة حتى اللحظة.
وتارة بحرب الخدمات وقطع المرتبات والإعلام وطمس الهوية ونهب الثروات وتجهيل الأجيال وحرمانهم من التعليم والصحة والاغتيالات وترويج المخدرات والسموم والاتهامات الكيدية والترهيب والترغيب والتجويع والإقصاء والتهميش والتصفيات لكوادر الجنوب منذ أول يوم وحدة.
وهذا ما وجده أبناء الجنوب الذين سلموا دولتهم لأشقائهم في الشمال بكل حب وحسن نية.
الموت والفناء والإبادة.
وبعد ان انتفض إبطال الجنوب وحرروا وطنهم.
فكان من حق أبناء الجنوب ان يبحثوا عمن يدعم قضيتهم.
لا توجد مجموعه او منظمة او بلد او كيان سياسي او ثورة بلا حليف.
ولا توجد ثورة في العالم انتصرت بدون دعم حليف خارجي
طنطننا في الساحات لعشرات السنين ولم نجد قناة واحده تنقل فعالياتنا.
قوى وأحزاب الشمال لديهم قطر وإيران وتركيا وروسيا.
إذا كان هذا يمس السيادة فنحن لسنا دولة ولكن نناضل لاستعادة دولتنا الجنوبية.
ولأول مره ارتبطت أهداف الإمارات والسعودية والأمة العربية وبعض دول الخليج مع أهداف الجنوب. في صراع البقاء.
لا اعتقد ان اي سياسي في الدول العربية والخليج يرضى بتسليم الجنوب هبه للشمال ولإيران حين يمكن إتباعها من الجنوب تحت مسميات كاذبة باسم الوحدة والشرعية.
يكفي فرطوا بالعراق وسوريا ولبنان والشمال.
حصنهم الأخير هو الجنوب ,ان فرطوا فيه ..فسيصبح إبطاله بعد سنوات بحكم الحاجة والأمر العسكري راس الحربة في جيوش الشمال لاحتلال الخليج.
فكما ان احتلال جزر الإمارات الثلاث من إيران ليس صراع سياسي بل صراع من اجل البقاء.
والسيطرة على الخليج العربي ومضيق هرمز والتحكم به من قبل إيران ليس صراع سياسي. بل صراع وجود وهيمنة.
كما ان الصراع العربي الإيراني ليس صراع مصالح ولكنها حرب وجود وبقاء والجنوب اهم شريك من ضمن المنظومة العربية في هذا الصراع
من لا تعجبه هذه الشراكة وهذا التنسيق في توجيه الخطاب السياسي والحربي للداخل والخارج هو نفسه الذي كان يمارس العزلة على ثورة الجنوب لكيلا يسمع ويعلم عنها العالم.
حتى ثورتنا الام 14اكتوبر لولا دعم مصر العروبة وزعيمها الخالد جمال عبدالناصر سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا ..ماكنا انتصرنا مام الإمبراطورية البريطانية.
مخطط الإمارات ودول التحالف العربي يخدم قضيتي. وتقاطعت أهداف شعوبنا العربية في الجنوب والإمارات والسعودية وباقي الدول العربية وارتوت أرضنا بدماء إخوتنا كدليل على ذلك.
يكفينا انها أسست وتؤسس لبناء مؤسساتنا ومنشئاتنا العسكرية والأمنية.
الشراكة الحقيقية حين تساعدنا الدول في تنظيم أنفسنا وبناء مؤسساتنا الأمنية والعسكرية والمدنية لنكون قادرين على الدفاع عن بلدنا بعد رحيل التحالف.
أيضا الشراكة الحقيقة حين تساعدنا بدحر وضرب من ينوي ولازال إعادة اجتياح بلدنا.
كانت شراكتنا مع الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة نعمه لنا وكنا من اقوى الدول في المنطقة وتهابنا الأعداء. مع ان الاتحاد السوفيتي لم يشارك معنا كجنود على الأرض في حروبنا.
لكن الإمارات ودول التحالف تشارك بجنودها وتبني جيوشنا وتأهل كوادرنا العسكرية والمدنية وتدفع مرتباتنا وتحمي سواحلنا وتحارب الإرهاب معنا وتساعد على تأسيس كيان سياسي لنا ممثلا بالمجلس الانتقالي.
لا نريد في هذه المرحلة أكثر من هذه الشراكة ولن نفرط بالأمارات.
ولن نضع عليها شروط لا تستطيع تنفيذها او قد تكون فوق طاقتها. ولا نريد حرق المراحل لان ذلك قد يؤدي الى تباين ونزع الثقة فيما بيننا.
خططت دول التحالف عبر الإمارات لتشكيل أحزمة ونخب وامن وألوية جنوبية وتم ذلك في فتره قياسية. وفي الجانب الأخر خططت لضرب وإضعاف الاحتلال الشمالي وقواته. لكيلا تعاود اجتياح الجنوب بعد رحيل التحالف.
ولهذا ما يقدمه التحالف وما نقدمه نحن يعتبر هدف واحد من ضمن أهداف مشتركة وأصبحنا شركاء
وهذا ما يجعل أعداء الجنوب يحقدوا على التحالف وبالذات الإمارات. وللأسف بعض الجنوبيين بدون تفكير يرددوا نغمات الكراهية هذه
صحيح ان قادة وإفراد ألوية الإسناد والاحزمة والنخب والألوية الرئاسية والقوات الخاصة والأمن العام وقوات الطوارئ وغيرها اغلبهم من مناطق او محافظات واحدة.
وسبب ذلك تباين واختلافات وتفرقة بين أبناء الجنوب لكن الكل يدرك انه متى مأتم غربلة هذه التشكيلات على اساس وطني جنوبي. عندها ستنتهي المناكفات والانقسامات وسيتوحد الجنوبيين اجمعهم خلف راية الجنوب ومجلسهم الانتقالي.
. ويعلم الكل ان توحيدها الان تحت قيادة الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الدفاع او الداخلية ليس لصالح الجنوب. لان من يقود الحكومة هم أنفسهم قادة أحزاب الوحدة او الموت الشمالية.
والأفضل ان تبقى تحت إمرة قيادات جنوبية محلية. وعند استلام حكومة جنوبية او إقليم جنوبي او فك الارتباط بالشمال سيتم توحيدها وليست صعبه. انما توحيدها ليعبث بها الأحمر والمقدشي ..فهذا ما يردده ويريده قادة الشمال.
الشراكة الحقيقية هي ليست بشعارات ثورية التعهد بمساعدتنا على فك الارتباط عن الشمال ونحن لا زلنا نعتمد على دول التحالف في ملى مخازن سلاحنا بالرصاص.
كما ان الجنوب لم يصبح دولة مستقلة هناك شرعية معترف بها من العالم ومن خلال أدواتها نصنع أدوات استقلالنا.
لن نستطيع استعادة دولتنا الجنوبية الا بطريق واحد وهو الاستفادة من أدوات الشرعية المتاحة وتحالفاتها العربية والدولية. لان الطريق الاخر سيؤدي بنا الى التصنيف المتمرد.
من يرفض تواجد قوات الإمارات في الجنوب لمهمة بناء الأجهزة والمؤسسات والتشكيلات المدنية والعسكرية وبنية الجنوب التحتية. هم أنفسهم التابعين لأحزاب الوحدة او الموت الشمالية لان تحريم عمل هذه الأحزاب وميلشياتها او إضعافها في الجنوب. سينعكس ذلك على وجودهم في الجنوب ومصالحهم. لان الشمال أصبح بيئة طارده لهم ولقادتهم.
الجنوبيين الذين يرددوا نفس نغمة قادة وإتباع هذه الأحزاب في نشر وإشاعة العداء لدولة الإمارات. يعلموا انه لو غادرت قوات الإمارات وسلمت ملف الجنوب للسعودية. سنجد كل مكونات الشمال (حوثة-قناديل وزنابيل-أحزاب-عفافشه-جيوش -لصوص-مجرمين-منتقمين) في عدن والجنوب بفعل الكثرة التي تقلب شجاعة المقاومة الجنوبية وبفعل المال السياسي والدعم الإقليمي.
وسيكتشفوا هؤلاء الجنوبيين ان من كانوا يغردوا ويطبلوا لهم في الصحف والمنتديات والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي او على الأرض. ما هم الا جنود امن مركزي وحرس جمهوري وفرقة أولى مدرع ومصادر حوثيه.
نحن في قارب واحد مع الأشقاء اليس هم من جاء لإنقاذنا من الغرق وانتشالنا من البحر. في أخر لحظه.
فلماذا نريد الان ان نغرقهم ونرميهم في الماء. ليس من صفاتنا.
نحن شركاء مع من يقاتل معنا ويمدنا بأساسيات البقاء واستمرار الحياة. ونحن أعداء لمن يقاتلنا ويريد في كل لحظة لنا الفناء.
هذا هو الفرق بين الشراكة ع دولة الإمارات ودول التحالف العربي. وبين الوحدة مع عصابات الشمال الحاكمة.
(اركل الصبر المسيس / فهذا الصبر خائنا ومندس / واتجه لساحات النضال / وارفض الوصال / ان كان في الوصل / شبحا ملثم / خلف الباب يستل / خنجرا مسمم / جاهزا للغدر والاغتيال / فحلم الشعب الذي ظنناه تحقق / أصبح كابوسا والعيش فيه محال / وأصبحت الحياة موقد شر محرق / يظن الشعب ان / لا هروب منه الا الانفصال).