وثيقة تكشف عن سجون حوثية مستحدثة للنساء في صنعاء.. (حصري)
حصل "المشهد العربي" على وثيقة تظهر وجود سجون تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية، تم استحداثها للنساء المعتقلات في صنعاء.
وتظهر الوثيقة، رسالةً وجّهها عبد الحكيم الماوري وزير الداخلية في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، إلى القيادي الحوثي معمر هراش الذي عيّنته المليشيات مديراً لأمن صنعاء، تطالبه بإحالة المعتقلات في سجن بحث أمانة صنعاء إلى النيابة.
وأبلغ مصدرٌ في المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، "المشهد العربي"، أنّ الوثيقة أظهرت وجود سجون مستحدثة للنساء في بحث الأمانة, وهو ما لم يكن موجودًا في السابق.
وكانت المنظمة قد كشفت عن اعتقال 120 امرأة وفتاة كانت في السجون التابعة للإدارة العامة للبحث الجنائي التي يديرها القيادي الحوثي سلطان زابن، وطالبت بالكشف عن مصير النساء المعتقلات في سجن النساء المستحدث في البحث الجنائي بالأمانة.
وأفادت المنظمة بأنّها رصدت عمليات اعتقال جديدة للنساء في صنعاء, منها اختطاف "نادية. ص" و"علي. م" وزوجته نجلاء، الذين تم اختطافهما من داخل أحد الفنادق بالعاصمة ونهب أغراضهما وإخفاؤهما قسرياً.
ونالت النساء قدراً كبيراً من الانتهاكات على يد المليشيات الحوثية، وصلت إلى الخوض في أعراض المعتقلات، ومنها ما أظهره المدعو شمس الدين بن شرف الدين الذي عيّنه الانقلابيون فيما يسمى بمنصب "المفتي"، انحطاطاً حوثياً ربما يكون غير مسبوق، بهجومٍ حاد على المعتقلات في سجون المليشيات الانقلابية.
في خطبة الجمعة الماضية بأحد مساجد شارع مجاهد وسط صنعاء، اعترف "المدعو شمس الدين" بوجود معتقلات في سجون الانقلابيين، وحرّض - هذا الذي يتستر بغطاء الدين - على تعذيبهن بزعم أنهن يستحقن العقاب.
وفي "هذيانه"، طعن شمس الدين في أعراض اليمنيات واصفاً إياهن بـ"المنافقات المنحلات"، وزعم أنّهن يدرن شبكات لإفساد أخلاق الشباب والفتيات.
ولم يقتصر التطاول الحوثي على المعتقلات، لكنّه وصل أيضًا إلى المدافعين والمدافعات عنهن، مدعياً أنّ من يثير هذه القضايا يوالي اليهود والنصارى حسب زعمه.
وفي نهاية نوفمبر الماضي، وثّق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان في اليمن 129 جريمة قتل لنساء، وإصابة 122 أخريات جراء قصف مليشيا الحوثي والألغام التي زرعتها، علاوة على اختطاف 23 امرأة.
التحالف وصف ممارسات الحوثيين بـ"أبشع أنواع الانتهاكات"، وتشمل التشويه والتحرش الجسدي واللفظي واستغلال المرأة في الأعمال الأمنية وغيرها، وحرمانها من التعليم والعمل وإجبارها على الزواج المبكر.
المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر قالت هي الأخرى، إنّ ميليشيا الحوثي الموالية لإيران ترتكب انتهاكات خطيرة بحق النساء في صنعاء، وتختطف العشرات منهن.
وأكّدت المنظمة أيضًا، أنّ الحوثيين يمارسون وبشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، أبشع أنواع التعذيب بحق النساء المختطفات.
كذلك، تعد الألغام المضادة التي يزرعها الحوثيون من أهم الوسائل التي تحصد أرواح النساء كما غيرهم من الشعب اليمني، كما تعرّضت نساء كثيرات لإعاقات دائمة جرّاء ذلك.
وبحسب تقرير صدر عن منظمة "رايتس رادار" الحقوقية، فإنّ سيدات تعرضن من قِبل مليشيا الحوثي لحالات عنف وتحرش لفظي وجنسي وانتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل وحالات زواج قاصرات، بالإضافة إلى حالات إصابات واحتجاز غير قانوني، وكذا الحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية، وإعاقة المرأة عن الحصول على حقوقها في التعليم والرعاية الصحية.
وبيّن التقرير ارتكاب نحو 20 ألف انتهاك ضد اليمنيات ارتكبتها مليشيا الحوثي بعد ثلاث سنوات من الانقلاب، وتضمّن ذلك عمليات قمع مروعة، وهدرًا لكرامة المرأة اليمنية، وحرمانها من أبسط الحقوق.
كما فرضت المليشيات، الإقامة الجبرية على مئات الناشطات والقيادات النسائية، وتهديدهن بالقتل في حال مخالفتهن لذلك، حيث يختطف الحوثيون، النساء ويُجبرون أسرهن على تزويجهن بالقوة لمقاتليهم، كما يتم استغلال النساء وغالبيتهن من الأرامل والزج بهن في أنشطة عسكرية تخالف تقاليد اليمنيين وأعرافهم.
وفي جريمة أخرى كُشف النقاب عنها في أكتوبر الماضي، تعرّضت 35 امرأة في صنعاء للاختطاف من قبل مليشيات الحوثي، بتهمة مواجهة الحرب الناعمة، حيث اقتحمت فرق تابعة للمليشيات المنازل واختطفت نساء بعضهن يصل أعمارهن إلى 50 و60 سنة، مع مصادرة الأموال والمجوهرات وتلفيق لهن تهمًا مشينة.
وقادت كل هذه الانتهاكات، إلى دعوة المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف جرائم الحوثيين ضد النساء، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلات من سجون المليشيات، إلا أنّ أحداً أو جهة لم يتحرك من أجل إجبار الانقلابيين عن وقف هذه الانتهاكات.