توجيه حوثي لأذرعه الإعلامية بممارسة مزيد من التحريض.. تفاصيل
الأحد 17 فبراير 2019 01:44:01
في دليل جديدٍ على رغبة مليشيا الحوثي في مد أمد الحرب وإجهاض أي فرصة نحو الحل السياسي، وجّه الانقلابيون أذرعهم الإعلامية لممارسة مزيدٍ من التحريض على التحالف العربي والحكومة؛ في وقتٍ تتعرض فيه المليشيات لخسائر فادحة على الأرض.
التوجيه صدر عن القيادي بالمليشيات يحيى بدر الدين الحوثي الذي عُين وزيرًا للتعليم في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، وذلك خلال تفقّده القناة التعليمية، حيث دعا إلى استخدام خطاب إعلامي تحريضي ضد الحكومة والتحالف وترويج أكاذيب عن العمليات التي تستهدف إعادة الاستقرار والسيطرة على الأوضاع بعد الحرب التي أشعلتها المليشيات منذ صيف 2014.
وعلى مدار الوقت، تستخدم المليشيات أذرعها الإعلامية المروجّة لسياساتها الإرهابية بغية العمل على تحسين صورتها التي فضحتها الانتهاكات من ناحية، والتحريض ضد التحالف بغية كسب تعاطف دولي يمنحها أرضية سياسية في المستقبل، بعدما فرضت حضورها من خلال عملياتها الإرهابية وممارساتها المروعة للمواطنين.
في الوقت نفسه، منح الكشف عن عديد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، أملاً في تحرّك دولي مختلف، يردع المليشيات ويجبرها على الالتزام بالاتفاقات الدولية، بعدما اتسم الموقف الدولي بمهادنة المليشيات بشكل كبير، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره بمثابة انقلاب دولي "مطلوب" على الانقلاب الذي أشعل الحوثيون حرباً من خلاله في البلاد منذ صيف 2014.
إتساقًا مع ذلك، أوضحت صحيفة العرب اللندنية أنّ اجتماع اللجنة الرباعية حول اليمن في العاصمة البولندية وارسو بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات بدايةٌ لبلورة موقف دولي موحد وأكثر وضوحًا إزاء الملف اليمني وصياغة رؤية للتعامل مع الرفض الحوثي المزمن للالتزام باتفاقات السويد.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت تلميحه - عقب الاجتماع - إلى سحب المليشيات لقواتها من مدينة الحديدة وموانئها، مؤكدًا نفاذ صبر المجتمع الدولي وإمكانية اتخاذ موقف دولي صارم بحق الطرف المعرقل (الحوثيين) لاتفاقات ستوكهولم.
تكتسب التصريحات البريطانية – توضح الصحيفة - أهمية خاصة بالنظر للدور المحوري الذي تلعبه لندن في إدارة ملف الأزمة اليمنية والاتهامات الموجّهة لها بالمسؤولية عن نهج التساهل مع المليشيات الحوثية عبر دورها الفاعل في الاتحاد الأوروبي أو من خلال مواطنها ودبلوماسيها السابق المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث.
وجاء اجتماع "الرباعية الدولية" الخاص باليمن على هامش مؤتمر وارسو الذي تمحور حول الخروج بموقف دولي موحد لتحجيم دور النظام الإيراني في الشرق الأوسط، ومحاصرة نفوذ طهران في دول الإقليم وفي مقدمتها اليمن، وهو التطور الذي يسهم في ردم الهوة بين الاستراتيجيتين الأمريكية والأوروبية في طريقة التعاطي مع الملف الإيراني وأذرعه في المنطقة، وفق الصحيفة.
وفي انعكاس لحالة القلق الحوثية من نتائج هذا الاجتماع الدولي وتداعياته على الأزمة اليمنية خلال الفترة المقبلة، انخرطت المليشيات في حملة استباقية لمهاجمة الاجتماع والدول المشاركة فيه وفي مقدمتها دول الرباعية في معرض انتقاده لنتائج الاجتماع وانعكاساته المنتظرة على مجريات جلسة الأمن الدولي حول اليمن التي تنعقد بعد غدٍ الاثنين وتناقش مجريات تنفيذ الاتفاقات الموقعة في السويد بين الفرقاء اليمنيين.
ومؤخراً، شهد الموقف الأممي والدولي تصاعداً تدريجياً في إدانة الخروقات الحوثية، بعد أن كان يوصف بالضبابية والاكتفاء بمنح التبريرات للسلوك الحوثي، حيث صدرت عِدّة بيانات وتقارير الرسمية عن الأمم المتحدة حمّلت الميليشيات الحوثية مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في الحديدة ونهب المساعدات الإغاثية.
وفي أحدث موقف أممي، اتهم تقريرٌ حديثٌ صادرٌ عن فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي، المليشيات بممارسة الانتهاكات على نطاق واسع وخرق القوانين الدولية من خلال جملة من الممارسات التي طالت المدنيين والأقليات الدينية والصحفيين والمنظمات المدنية.
وأفرد التقرير، مساحة واسعة لرصد انتهاكات وممارسات المليشيات الحوثية التي قال إنّها تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في اليمن، ومن ذلك نهب المساعدات واعتقال العاملين في المنظمات الإنسانية والتدخل في توزيع المساعدات الإغاثية ووضع العراقيل أمام وصولها إلى المحتاجين كما نقلت الصحيفة التي أشارت إلى أنّه طالب بإصدار قرار يلزم الانقلابيين باحترام الاتفاقات الدولية واتخاذ جملة من الإجراءات لعكس نتائج الضرر الذي تلحقه ممارساتهم.