الوزير الجبواني.. فساد وفشل
د. مروان عبدالمولى
اعتاد وزير النقل السيد الجبواني أن يصرف الأنظار عن فشله في السياسية والإدارة بالهجوم على الآخرين وانتقادهم وعزلهم من مناصبهم وبالذات الشرفاء منهم وعلى رأسهم مدير مطار عدن المهندس طارق عبده علي الذي لم يخرج من تفكير الجبواني ورئيس الهيئة العامة للطيران صالح بن نهيد، حامل مبخرة الوزير الجبواني.. وأرادوا عزله من منصبه بأي ثمن حتى ألبسوه أرخص وأسخف قضية لمدير عام في العالم لعزله من منصبه وهي كسر زجاج سيارة إطفاء لم يكن للمهندس طارق فيها أي دخل لا من قريب ولا من بعيد، مشاكل الجبواني لا تقف عند مدير مطار عدن، فهناك قرارات لفخامته فاشلة بالجملة وفوضويته امتدت إلى "اليمنية" وهيئة النقل البري، وحتى مع سلفه الوزير مراد الحالمي الذي سخر منه الجبواني واتهمه بأنه كان يدير الوزارة من المنزل. لكن الغريب أن مشاكل الجبواني لا تقترب من الموانئ اليمنية كافة وخاصة الجنوبية وبالذات ميناء عدن النائم وميناء ومصفاة بلحاف الخارج نطاق تغطية فخامته.
ورغم كل هذا الفشل والعجائب السوداء في تصرفات هذا الوزير الفاشل، تصوروا بأنه يقر ويعترف بأن لديه 40 جنديا و5 سيارات للحماية.. والسؤال هو لماذا هذا العدد الكبير من الجنود تحرس وزير فاشل يتفاخر بالجنسية البريطانية وحمايتها له، بل ويهدد بها حتى رئاسة الجمهورية والوزراء؟! 40 جنديا و 5 سيارات يحرسونه ممن؟! من هجوم لواء مدرع حوثي عليه! وهذا مستحيل لأنه من وراء الكواليس لازال في جيبهم ومناصرهم المخلص، تخيلوا صرفيات هذا الجيش المسمى بالحراسة التابع لفخامة الجبواني كم يستهلك من صرفيات يومية من غذاء طبعا ليس أي غذاء وقات وبترول ونثريات وإكراميات! وهناك وثائق ومستندات مسربة بتوجيهات الجبواني ذاته بصرف مرتبات لعشرات الحراسات الأخرى التي تحمي فخامته سرياً ربما من هجوم فضائي وطلبات دون حساب لتذاكر طيران مجانية أو تخفيض في قيمتها لهذه الحراسات والأقارب.
كتب الجبواني في تاريخ 25 سبتمبر 2014 على صفحته في الفيسبوك ممتدحا الحوثي ومنتقدا الرئيس هادي بشكل لاذع قائلاً: (مع أني مع ثورة الحوثي قلباً وقالباً، لكني أرى موقفك بل وشخصك بكل ما تعني كلمة فضيحة من معنى.. لم يعد لك لزمة، ولا تعتقد أن أحدا يحترمك غير شويه اللصوص المرتزقة الذين يحيطون بك لمصالح خاصة.. كنت طالبتك بالاستقالة ولكن بما أنك مصرّ على دور الكومبارس فإني أقول للحوثي إنك تتحمل المسؤولية كاملة لأنك الحاكم الحقيقي، أما هذا المركوز فلا أحد يعيره أي اهتمام).
ومع هذا النقد الجارح في حق الرئيس هادي ومعارضته له وشتمه لدول التحالف العربي، ألا أن الرئيس هادي عينّه وزيراً للنقل وخلال إدارته للوزارة وحتى يومنا هذا أثار الجبواني الكثير من المشاكل ونشر الفساد في وزارته ويسخر من أي أشارة بالتحقيق معه في قضايا فساد، بأنه يحمل الجنسية البريطانية. العجيب أن الوزير الجبواني لم يلمح على إمكانية أن يكون مصدر قوته السياسية يكمن في مراكز قوى محلية أو حتى إقليمية، بل انطلق مباشرة إلى التحذير بأنه يحمل الجنسية البريطانية؟ فهل يا ترى الجنسية البريطانية هي من تحمي الجبواني وتغطي عيوبه وفشله ومشاكله وفساده أم جهاز MI6 البريطاني وأذرعته التي تحمي بعض من حملة الجنسية البريطانية حول العالم ممن يخدمون مصالح وأجندات بريطانيا، خاصة إذا كانت هذه الشخصية لها ارتباطات بالدولة ومؤسساتها وبالذات وزارة النقل المرتبطة بالموانئ التي تموت عليها بريطانيا منذ تأسيسها، وشيدت عظمتها من سيطرتها على الموانئ الرئيسية في العالم.. فهل يا ترى ترأس الجبواني وزارة النقل بالصدفة؟