الجزائر.. الدفاع والشرطة يدعمان بوتفليقة في انتخابات الرئاسة القادمة
الثلاثاء 19 فبراير 2019 06:09:24
شددت وزارة الدفاع الجزائرية، من نتائج انسياق الجزائريين لدعوات التظاهر ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث تحشد لاحتجاجات ميدانية يومي 22 و24فبراير الجاري.
وأبدى اللواء، ماضي بوعلام، مدير الإعلام والتوجيه في وزارة الدفاع الوطني، تخوفًا رسميًا من الوضع الحالي، داعيًا مواطنيه إلى مزيد من اليقظة والإدراك العميق لحجم التحديات.
وأكد أن أي خروج للتظاهر دون ترخيص، سيقابل بتطبيق صارم للقانون، والجيش لن يسمح بأي انزلاق للوضع نحو الفوضى والشغب.
وبدوره، هاجم وزير الداخلية نور الدين بدوي، من وصفهم بمثيري البلبلة والساعين لزعزعة استقرار البلاد، وفق تعبيره.
وقال بدوي نحن من نعرف الجزائر ونعرف واقعها، نحن من عشنا سنوات الدم والتخريب وعانينا لعشرية كاملة، واليوم نحن ننعم بالأمن وبالفرص الكثيرة التي ساعدتنا على الوقوف من جديد.
وأكد بدوي أن أجهزة الأمن الوطني الجزائري على أهبة الاستعداد لمواجهة كل محاولات إثارة الفوضى، والاضطرابات، في تهديد مباشر وصريح لدعاة التظاهر ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة.
وفي السياق نفسه، رفضت حركة "مواطنة" على لسان القيادية زوبيدة عسول(قاضية سابقة) ما اعتبرته تهديدات في غير محلها، ونحن متمسكون بالحق في التظاهر السلمي، المكفول بنص الدستور.
وقالت "عسول" لـ"إرم نيوز" إن الجزائريين الأحرار من حقهم التظاهر للتعبير عن رفضهم لوضعٍ أريدٓ له أن يكون قضاءً وقدراً، لكن موجة الرفض لمشروع الولاية الخامسة، سوف تسقط كل مساعي القمع والتدجين وتكميم الأفواه.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، خاطب رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، مواطنيه في رسالة بمناسبة يوم "الشهيد"، بمناشدتهم لـ"تغليب مصلحة الجزائر على تنوع الأفكار، كلما تعلـق الأمر بالحفاظ على استقلالنا السياسي والاقتصادي و الأمني".
وقال بوتفليقة الذي ينوي الترشح لولاية جديدة يغلق بها ربع قرن من الحكم، إن "أمن الجزائر لا يتطلب القوة المسلحة فحسب، بل يتطلب كذلك الوعي، والوحدة، والعمل، والتوافق الوطني".
وتتخوف سلطات الجزائر من استغلال الحراك المناهض لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ضمن "مخططات تهييج الشارع صوب انتفاضة شعبية بداعي التغيير"، وفق تعبير الناشط السياسي طارق سبتيوي.
وأوضح "سبتيوي" أن بلاده تعيش حاليًا مرحلة حرجة وظرفية سياسية واقتصادية دقيقة، لكن الانتخابات الرئاسية ضغطت على الوضع وخلفت إرباكًا على المشهد العام، وأضحت مسألة ترشح بوتفليقة تغذي الاحتجاجات التي نخشى توسعها، وانحرافها عن سياقها الطبيعي.
وأبرز "سبتيوي" أن الجزائر تعيش فعليًا في محيط متقلب وحدودها ملتهبة بإضطرابات سياسية وأمنية في دول الجوار، وما عمق خطورة الوضع هو الانسداد السياسي الحاصل منذ سنوات، إضافة إلى ضعف المنظومة الاتصالية في أجهزة السلطة والحكومة بشكل خاص.